السورية مزون المليحان.. أصغر سفيرة لليونيسف من مخيمات اللاجئين

مزون المليحان، أصغر سفراء منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» للنوايا الحسنة، هي لاجئة سوريّة وناشطة في مجال التعليم، أثناء إقامتها في مخيمات اللجوء، شرعت بحملة للتشجيع على التعليم، وتنقلت من خيمة إلى خيمة، لإقناع الأهالي بإرسال أبنائهم إلى المدرسة.

كانت أصغر سفراء «اليونيسف» في عمر 14 سنة، عندما اضطرت أسرتها إلى مغادرة سوريا باتجاه المجهول، فانقلبت حياتها، مثلها مثل الملايين، رأساً على عقب، ووجدت نفسها، وهي الشغوفة بالدراسة والتعليم، بلا مدرسة ولا كتب ولا مستقبل يلوح في الأفق.

وبعد مرور 10 سنوات على بدء الصراع في سوريا، ومغادرتها بلادها، أصبحت سفيرة النوايا الحسنة، مزون المليحان، تعيش اليوم وتدرس في المملكة المتحدة، ولا تزال تحث وتمارس نشاطها، لتعزيز توفير التعليم للأطفال وخاصة الفتيات.

تحدثت أصغر سفراء «اليونيسف» للنوايا الحسنة عن نفسها بقولها إنها فتاة سورية، اضطرت إلى مغادرة بلادها نتيجة الحرب، وعاشت في مخيمات اللجوء وهي طفلة، كأي طفل من أطفال سوريا، الذين أجبروا على الفرار من بلدهم.

وتابعت بقولها: «كان عمري 14 عاماً عندما غادرت وطني، يبدو سناً صغيراً جداً، لكنني أعتز وأفتخر بتلك الفترة، لأنني بدأت أستخدم صوتي ورسالتي للجميع، على الرغم من الظروف الصعبة، أنا لم أستسلم، بدأت من هناك أشجع الأطفال على الذهاب للمدرسة، وعلى عدم الاستسلام».

وأضافت مزون المليحان قائلةً: «لم يكن فقط نشاطي في مجال التعليم، على الرغم من أنني أحب التعليم وشغفي هو التعليم، لكن أيضاً كانت رسالتي للأطفال أن يتمسكوا بآمالهم وأحلامهم».

واستطردت بقولها: «رأيت كيف يعاني الأطفال كثيرا في المخيم، وطبعاً بعد أن عانوا الكثير في سوريا، أجبرتهم الظروف في المخيمات على فقدان الأمل، منهم من لم يفقد الأمل، لكن للأسف يوجد عدد كبير من الأطفال فقدوا الكثير من آمالهم وطموحاتهم، بسبب الظروف التي أجبرتهم على ذلك».

وقالت: «لقد أحزنني ذلك الأمر، وأردت أن أشجع الأطفال على الاستمرار في الحياة والدفاع عن حقوقهم، وخصوصاً في التعليم، وألا يستسلموا مهما كان الثمن، لأننا لم نختر اللجوء، لم نرد أن نصبح لاجئين، لم نرد أن نعاني، أو أن نخسر أياً من حقوقنا».

وأوضحت بقولها: «لذلك بدأت حملتي عن التعليم، وبدأت أشجع الأطفال ليذهبوا للمدرسة، ومن هناك بدأت قصتي، وبعدها عشت في مخيم آخر في الأردن، يدعى مخيم الأزرق، ومن ثم انتقلت في أواخر عام 2015 إلى المملكة المتحدة، مع أسرتي، وأنا حاليا أعيش وأدرس في بريطانيا، وأتابع أنشطتي من هنا».

وعن كيفية اختيارها لتصبح سفيرة للنوايا الحسنة، قالت المليحان: «علاقتي مع اليونيسف ليست بجديدة، لم تبدأ عند تعييني كسفيرة للنوايا الحسنة، لأنني وعندما كنت في الأردن، وتحديداً في بداية وصولي للمخيم، بدأت أشجع الأطفال على الذهاب للمدرسة».

وأضافت: «كانت اليونيسف على رأس المنظمات الدولية التي تدعم التعليم، وكانوا يقومون بالأنشطة لتشجيع الأطفال على الذهاب للمدرسة، وسمعوا عني، وتعرفت آنذاك عليهم، وأصبحت منظمة اليونيسف تعتبرني متحدثة باسم الأطفال، ورأت بي إصراراً وعزيمة وشغفاً كبيراً كي أشجع أطفال بلدي على الذهاب للمدرسة».

واختتمت بقولها: «من هناك، بدأت علاقتي مع اليونيسف، وبدأت أقوم معهم بالعديد من الأنشطة، والعديد من الحملات في المخيم، على سبيل المثال، كنا نذهب من خيمة إلى خيمة، ونتحدث مع الأهالي والفتيات والشبان، ومع أي شخص يعتقد أن التعليم غير مهم في المخيم، كنا نتحدث إليهم ونشجعهم».