غريتا” ابنة الـ16.. تجوب الأطلسي بقارب شراعي لدعم قمة المناخ

الناشطة السويدية ذات الـ16 ربيعاً، والمرشحة لجائزة نوبل للسلام، “غريتا ثونبرغ”، اختارت الإبحار لمدة أسبوعين عبر المحيط الأطلسي، من أوروبا إلى الولايات المتحدة، للوصول إلى قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي، سعياً لمجابهة أكبر أزمة تواجهها البشرية على الإطلاق، ووصلت إلى ميناء نيويورك، قبالة مقر الأمم المتحدة يوم الأربعاء 28 أغسطس الماضي، محاطة بـ17 قارباً شراعياً، يمثل كل واحد منها هدفاً من أهـداف التنمية  المستدامة.

واستقبل أسطول من القوارب الشراعية الناشطة السويدية عند منحنى جسر “ڤيرازانا ناروز”، ليرافقها إلى المرسى الشمالي في مانهاتن، وجاء استقبال الأمم المتحدة للفتاة السويدية بأسطول المراكب الشراعية بمثابة تعبير خاص عن التقدير والتضامن مع مهمتها، التي اختارت أن تحشد لها الدعم، للعمل على تحقيق الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق تحديداً بالعمل المناخي، إلى جانب الأهداف الـ16 الأخرى، الساعية كلها من أجل عالم أفضل بحلول عام 2030.

ويأتي اختيار غريتا للسفر عبر وسيلة نقل خالية من الكربون، بدلاً عن طائرة تستهلك الغاز، كقرار متعمد يهدف إلى زيادة الوعي بمخاطر الانبعاثات العالمية المتزايدة، والتلوث الناجم عن النشاط البشري، وعلى الرغم من صعوبة الرحلة غير المألوفة في هذا العصر، أبحرت الناشطة على يخت يبلغ طوله 60 قدماً يعمل بألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الماء المولدة للطاقة، بمصاحبة والدها مع طاقم من شخصين ومصور لتوثيق الرحلة.

المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، قال إن “الأمم المتحدة ترحب بالسيدة ثونبرغ وتتمنى لها إقامة سعيدة بعد رحلة طويلة عبر البحار”، وفي حديثها للصحافة، لدى وصولها إلى الساحل الغربي للأطلسي، قالت الفتاة السويدية إن “المناخ والأزمة الإيكولوجية أزمتان عالميتان”، وهما من “أكبر الأزمات التي واجهتها البشرية على الإطلاق”، ودعت إلى “التعاون والعمل معاً على الرغم من الخلافات”، وقالت: “نحن بحاجة إلى الوقوف مع بعضنا البعض، واتخاذ الإجراءات الواضحة لمواجهة أزمة المناخ، وإلا سيفوت الأوان”.

وتشارك غريتا ثونبرغ في حدثين رئيسيين يعقدان في مقر الأمم المتحدة في سبتمبر الجاري، يجمعان قادة العالم في سلسلة من المؤتمرات والاجتماعات رفيعة المستوى، تهدف إلى تعزيز وتقوية العمل في مسألة تغير المناخ، وتسريع وتيرة التقدم المحرز نحو التنمية المستدامة.

وترى الناشطة شديدة الاهتمام بدفع العمل المناخي قدماً أن “قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي، ومؤتمر الأطراف 25، يجب أن يكونا نقطة تحول في جهود العالم لمجابهة الأزمة العالمية”، وقالت إنها ستسعى مع الكثير من الناشطين والناشطات، إلى “بذل كل ما في وسعنا، للتأكيد لقادة العالم أن كل العيون تتطلع إليهم خلال هذه المؤتمرات، حتى لا يتمكنوا من الاستمرار في تجاهل مسألة العمل المناخي”.

ويختص الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة، التي تبناها قادة العالم بالإجماع في 2015، بتوجيه نداء إلى العمل، موجه لكل الحكومات وقطاعات الأعمال والمجتمع المدني في كل أركان الكوكب، للعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع، لإنهاء الفقر ومحاربة عدم المساواة والتصدي لأزمة المناخ.