تحت شعار «الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة.. الطريق إلى داكار 2021»، نظمت وزارة الموارد المائية والري، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، النسخة الثالثة من «أسبوع القاهرة للمياه»، تحت رعاية الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 18 إلى 22 أكتوبر 2020، بمشاركة العديد من الشركاء على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بهدف تسليط الضوء على التحديات التى تواجه الموارد المائية في المناطق الجافة، ومناقشة الحلول العلمية وأحدث التكنولوجيات لتحقيق الأمن المائي، ورفع الوعي بأهمية الحفاظ على موارد المياه والسعي إلى تحقيق الإدارة المثلى لهذه الموارد.
وتأكيداً على حرص الدولة المصرية على عقد فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، في كلمة مسجلة تمت إذاعتها خلال الجلسة الافتتاحية، أن «مصر حرصت على عقد أسبوع القاهرة للمياه رغم ظروف كورونا، لما له من أهمية في مناقشة تحديات المياه، والتعاون مع شركاء التنمية في مواجهة هذه التحديات»، معتبراً أن أسبوع القاهرة للمياه يطرح العديد من القضايا الإقليمية الخاصة بالمياه، بما يسهم في تحقيق السلام، وتسريع وتيرة التنمية.
كما تطرق «مدبولي»، في كلمته، إلى أزمة «سد النهضة» الإثيوبي، بقوله إن «مصر حرصت، خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي، على إعلاء مصالح الشعوب، وتعزيز التعاون المشترك، وهنا يجب تأكيد وتعزيز التعاون على الدول المتشاركة في الأنهار الدولية العابرة للحدود، بما لا يسبب ضررا لأي دولة، وهنا يجب التأكيد في قضية سد النهضة، على ضرورة الوصول على اتفاق قانوني ملزم للتعاون فيما يختص بملء وتشغيل السد الإثيوبي، بما يعزز من أواصر التعاون مع الدول الأشقاء».
وبينما جدد رئيس مجلس الوزراء تأكيده على أن «مصر ملتزمة بالتفاوض مع إثيوبيا والسودان للوصول إلى هذا الاتفاق»، فقد لفت إلى أن «التصرفات الأحادية، وبسط الهيمنة على منابع الأنهار، لم يحقق الاستقرار والسلم في المنطقة»، مشدداً على أن «المياه هي الإرث المشترك لجميع الشعوب، فقد وهبنا الله نعمة المياه للحفاظ عليها، وضمان رخاء الأمم، ولذا يجب التعاون لمواجهة التحديات، لتحقيق الأمن المائي، والسلام الإقليمي، وصولاً للتنمية المستدامة».
وشهدت نسخة هذا العام تنظيم مسابقة «أفضل مشروع تخرج»، تحت رعاية وبحضور وزير الري والموارد المائية، الدكتور محمد عبد العاطي، وأتاحت اللجنة العلمية لأسبوع القاهرة للمياه الفرصة لشباب الخريجين، وتشجيع جميع مشاريع التخرج للعام الدراسي 2019/ 2020 من الجامعات الحكومية والخاصة، على المشاركة في المسابقة، على أن تكون المشروعات ضمن مجالات المنافسة، وقد اختارت اللجنة أفضل خمسة مشروعات لعرضها خلال الجلسة.
كما تضمنت فعاليات اليوم الختامي، إجراء وزارة الموارد المائية والري مسابقة «عرض بحثي خلال ثلاث دقائق»، وهي بمثابة مبادرة من قطاع الجامعات الأسترالية، تستهدف تشجيع طلاب الدراسات العليا على ممارسة مهارات الاتصال الفعال وتطويرها، حيث يمنح المتسابقون ثلاث دقائق فقط، لشرح أهمية مشروعهم البحثي للجمهور من غير المتخصصين، وذلك في إطار تشجيع وزارة الموارد المائية والري للبحث العلمي، وإتاحة الفرصة لمشاركة شباب الباحثين بالأفكار المبتكرة.
وكما هو الحال في السنوات السابقة، تضمنت فعاليات أسبوع المياه العديد من الأنشطة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى رفع الوعي بمسألة الحفاظ على المياه، وتعزيز المقاربات المبتكرة لرفع التحديات الملحة في مجال المياه، شملت تلك الأنشطة ورشة حول دراسة أوروبية مصرية حول تحديث الري، والتمويل المستدام، والنّسخة الثانية من منتدى حوكمة المياه والأعمال، الذي ينظّمه كل من الاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط، بالتعاون مع الحكومة المصرية، والورشة السنوية للاتحاد الأوروبي حول المساعدة التقنية ودعم الإصلاحات في قطاع المياه.
وبهذه المناسبة، قال سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، كريستيان بيرجر، إن «أسبوع القاهرة للمياه بمثابة منصة هامة، تعزز موقع مصر كمركز إقليمي للإدارة الشاملة للمياه، ولتقاسم المعارف»، وأضاف: «لقد كان من دواعي سروري أن أشارك في الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى، الذي دار مع الحكومة المصرية، والاتحاد من أجل المتوسط، وأطراف معنية أخرى، خلال منتدى حوكمة المياه والأعمال».
وُيعتبر «أسبوع القاهرة للمياه» بمثابة الحدث الأكبر من نوعه فى مصر والمنطقة العربية وأفريقيا والمتخصص في مجال المياه، ويهدف إلى تعزيز الوعى المائي، وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه، والتعرف على التحركات العالمية والجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات، بالإضافة إلى تحديد الأدوات الحديثة والتقنيات المستخدمة لإدارة الموارد المائية، الأمر الذي جعله محور دعم واهتمام ومحط أنظار كافة الخبراء والمعنيين بالمياه محلياً وإقليمياً ودولياً.