تشير أحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» إلى أن أكثر من 175 ألف طفل يستخدمون شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم، أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية، وهو ما دعا أكبر منظمة معنية بالأطفال في العالم، إلى التحذير من أنه على الرغم من الفرص والفوائد العديدة التي تتيحها إمكانية الوصول الرقمية لهؤلاء الأطفال، إلا أن الإنترنت تعرضهم أيضاً لطائفة من المخاطر والأضرار.
تشمل هذه المخاطر، إمكانية الوصول إلى محتويات مؤذية، والاستغلال الجنسي والإساءات الجنسية، والتنمّر الإلكتروني، وإساءة استخدام معلومات الأطفال الشخصية، وهو ما يستوجب بذل مزيد من الجهود للتفهم الجيد للحياة الإلكترونية للأطفال وحمايتها.
وبينما ترى اليونيسف أن المسؤولية عن حماية الأطفال في العالم الرقمي تقع على كاهل الجميع، بما في ذلك الحكومات والأسر والمدارس والمؤسسات الأخرى، فإنها تؤكد أيضاً إلى أن ثمة مسؤولية كبيرة وفريدة تقع على كاهل القطاع الخاص، وخصوصاً في مجالي التقنية والاتصالات.
وتدعو المنظمة إلى تجديد الاهتمام والتعاون من قبل الحكومات والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى المعنية بالأطفال، وفي المقام الأول، من قبل القطاع الخاص، من أجل وضع الأطفال في مركز السياسات الرقمية، وذلك من خلال:
- تنسيق استجابة دولية وإقليمية ووطنية: يجب علينا تعميق التعاون ما بين صانعي السياسات، وأجهزة إنفاذ القانون، وقطاع التقنية، من أجل مواكبة التقنية الرقمية التي بوسعها تيسير وإخفاء الاتجار غير القانوني أو غيره من الإساءات الجنسية ضد الأطفال عبر الإنترنت؛
- ضمان خصوصية الأطفال: نحن بحاجة إلى التزام أكبر بكثير من جانب القطاع الخاص والحكومات لحماية بيانات الأطفال وضمان عدم إساءة استخدامها واحترام تشفيرها؛ والتطبيق الكامل للمعايير الدولية بشأن جمع المعلومات عن استخدام الأطفال للإنترنت وحماية هذه البيانات؛
- تمكين الأطفال على الإنترنت: عبر تحقيق مساواة أكبر في إمكانية الوصول للإنترنت واكتساب المعرفة الرقمية.
وحول حملات الاستخدام الآمن للإنترنت، وما تقوم به يونيسف مصر بالتعاون مع عدد من الشركاء للوصول إلى إنترنت آمن خاصة للأطفال، يعرض هذا التقرير عدداً من تلك الحملات، التي أطلقتها المنظمة، بالشراكة مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، والاتحاد الأوروبي، بهدف الاستخدام الآمن للإنترنت.
من بين هذه الحملات، تأتي حملة «أماني دوت كوم»، من أجل حماية الفتيات والأطفال من العنف عبر الإنترنت، خاصةَ مع تزايد استخدامه في ظل جائحة كورونا، وبحسب جيريمي هوبكنز، ممثل يونيسف في مصر، فإن «المنظمة تقدم كل الدعم الفني والمادي للمجلس القومي للطفولة والأمومة، من خلال إطلاق موقع أماني دوت كوم، لحماية الأطفال في الفضاء الإلكتروني، وحماية النشء والفتيات من العنف والتنمر الالكتروني».
وتهدف حملات الاستخدام الآمن للإنترنت إلى رفع مستوى الوعي بين الأطفال والآباء ومقدمي الرعاية، بالإجراءات والتدابير الخاصة بحماية الأطفال والشباب من التهديدات الجديدة التي قد يواجهونها في عالم الإنترنت، أو التعرض لمحتوى ضار، أو الإساءة، فضلاً عن توفير وسائل الإبلاغ عن هذه الجرائم، من خلال خط نجدة الطفل، حيث أوضحت الدكتورة آية سرحان، استشارية علم النفس للعلاقات الأسرية والمراهقين بمنظمة اليونيسف، أن هناك أربع قواعد لابد من تعليمها لأولادنا، حين يتعاملون مع التكنولوجيا عامةً، والإنترنت بشكل خاص:
- أولاً: أن نشرح معنى الإنترنت، ونوضح إمكانات أي جهاز جديد، على أنه جزء من حياتنا وليس الحياة كلها.
- ثانياَ: نضع قواعد للوقت المحدد لاستعمال الجهاز والدخول على الإنترنت، وأنه ليس كل ما يشاهدونه عبر الإنترنت حقيقياَ، وأنهم لابد أن يسألوا أولياء امورهم عما يحيرهم مما يتابعون عبر النت.
- ثالثاَ: تشجيع النشء والأطفال على التحدث والسؤال عن أي شيء غريب.
- رابعاً: تعريفهم بمفهوم المساحة الشخصية الممثلة في حسابي الخاص، وكلمات السر، وعدم قبول صداقات أشخاص لا نعرفهم، وفي حال تعرض أي منا للعنف أو التنمر، يتوجب علينا الاتصال بخط النجدة.
«أماني» ليس اسم فتاة، وإنما تعني الأمان الشخصي لكل طفل وفتاة في استخدام الإنترنت، وكيفية تعامل الآباء والأمهات معهم داخل البيت، وكيف يتابعون التغيرات الطارئة على الطفل نتيجة استخدام الإنترنت، منها أن ينزوي في عزلة، أو يُصاب بمرض عصبي، أو فقدان الشهية أو العكس الإقبال الشره على الطعام المسبب للسمنة.
وبينما أن التركيز الأول للحملة يستهدف محاربة الألعاب الإلكترونية، فأنها تتلقى بلاغات التنمر على رقم هاتف خط النجدة 16000، أو عبر الصفحة الرسمية للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أو عبر تطبيق واتسآب على رقم 01102121600، حيث تشير تقديرات المجلس إلى أن هناك ما يقرب من 12 مليون طفل يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، من بين 50 مليون شخص يستخدمون الإنترنت، بينهم 42 مليون يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي.