توصية بتوقيع بروتوكول تعاون وتشكيل فرق عمل تشاركية لإقرار رؤية تنموية بجنوب سيناء
في إطار حرص المنتدى المصري للتنمية المستدامة على تعزيز جسور التواصل مع كافة أطراف العملية التنموية، وفي مقدمتها المؤسسات العلمية البحثية، استقبلت جامعة الملك سلمان الدولية في مدينة رأس سدر، بمحافظة جنوب سيناء، مجموعة من خبراء وأعضاء المنتدى في اللقاء التشاوري حول «التنمية المستدامة للقرية المصرية.. تنمية جنوب سيناء»، وذلك يوم الأربعاء 24 مارس الجاري.
ونظراً لأن محور التنمية المستدامة للقرية المصرية يأتي في مقدمة أوليات الأجندة التنفيذية للمنتدى المصري للتنمية المستدامة، فقد جاء عقد اللقاء التشاوري إيماناً من المنتدى وخبرائه بأهمية طرح القضايا التنموية ذات الأولوية للحوار المجتمعي والتشاوري، من أجل المساهمة في وضع إطار علمي تنفيذي يضمن تحقيق الاستدامة في كل المدخلات والمخرجات الخاصة بعمليات التنمية.
بدأت الفاعلية بجولة تفقدية لخبراء المنتدى داخل أروقة جامعة الملك سلمان الدولية، ثم بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيب من الدكتور أشرف سعد، رئيس الجامعة، حيث أبدى ترحيبه بالحضور من خبراء المنتدى، كما أعرب عن ترحيبه التام بكل أوجه التعاون فيما بين الجامعة والمنتدى.
واعتبر الدكتور عبد الغني الجندي، عميد كلية الزراعات الصحراوية بجامعة الملك سلمان، زيارة خبراء المنتدى المصري للتنمية المستدامة للجامعة تُعد خطوة أساسية لبناء العلاقات المشتركة المستقبلية، مشيراً إلى أهمية تواجد خبراء المنتدى لتناول الجوانب المتعلقة بأهمية حدوث التنمية المستدامة للقرية المصرية.
وفي كلمته الافتتاحية لأعمال اللقاء التشاوري، أعرب الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس المنتدى، عن سعادته البالغة بهذا الملتقى العلمي في هذا الصرح التعليمي والبحثي الكبير، مشيراً إلى أهمية التعاون المشترك بين المنتدى والجامعة، لتكوين نموذج تعاون مشترك يسهم في بناء رؤية تضمن تحقيق التنمية المستدامة داخل الجامعة، وكذلك حول المجتمع المحيط بها.
وجاءت الجلسة الأولى للمنتدى بعنوان «التنمية المستدامة للقرية المصرية في إطار البرنامج القومي لتنمية وتطوير القرى المصرية»، برئاسة الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان الأسبق، وأستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، وبمشاركة الدكتور حسن الشاعر، مدير مركز الزراعات الملحية، والدكتور إسماعيل عبد الجليل، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق.
واستعرض الدكتور حسن الشاعر، في كلمته، رؤية ورسالة مركز الزراعات الملحية، وكذلك أهم المشروعات البحثية والعلمية والتنموية التي قام بها المركز، خاصةً في محافظة جنوب سيناء، مشيراً إلى أوجه التعاون المشترك بين المنتدى والجامعة والمركز.
أما الدكتور إسماعيل عبد الجليل فقدم ورقة بحثية بعنوان «القرى الصحراوية المستدامة»، أكد فيها على أهمية إقامة حوار ومشاركة مجتمعية، بداية من عملية التخطيط، مع التركيز على أهمية وضع منهج علمي في عمليات التصميم والتنفيذ، لضمان الاستدامة، كما أشار إلى ضرورة تحديث الخدمات الحكومية داخل المراكز والقرى المستهدفة، مع ربطها إلكترونياً بالوزارات المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، حتى تستفيد من أحدث ما سيتم تطبيقه من ميكنة ورقمنة وتحديث بالجهاز الحكومي للدولة.
وفي الجلسة النقاشية الثانية، والتي عُقدت برئاسة الدكتور عبد الغني الجندي، وبمشاركة الدكتورة هالة يسري، رئيس قسم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء، وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، فقد اختصت بالطرح التنموي حول «التنمية المستدامة في جنوب سيناء».
استعرض رئيس الجلسة دور جامعة الملك سلمان في الترويج لأهداف التنمية المستدامة، وتمكين المجتمع بجنوب سيناء من تحقيق التنمية المستدامة في كافة المشروعات القومية والاستثمارية، كما أشار للمخطط العام للجامعة، لإبراز دورها التنموي داخل المحافظة، حيث أكد المخطط على وضع أولوية وطنية هامة لدور الجامعة، ليس فقط في الجانب العلمي، بل في دور الجامعة التنموي داخل المجتمع المحيط، ومدى قدرة الجامعة على إحداث هذا التأثير بالتعاون مع القيادات المحلية والشعبية والمدنية.
وقدمت الدكتورة هالة يسري ورقة بحثية بعنوان «شراكات من اجل تنمية مستدامة لجنوب سيناء»، أشارت فيها إلى أهمية البعد الاجتماعي داخل كل عمليات التنمية المستدامة، خاصةً داخل المجتمعات التي تتميز بمواصفات ديموغرافية خاصة، وكذلك لها عاداتها وتقاليدها، والتي تُعد من الثوابت لدينا جميعاً، والتي يجب الحفاظ عليها كموروث ثقافي عظيم.
وركزت الدكتورة هالة على أهمية قطاعات الشباب والمرأة ودورها في عملية التنمية، مؤكدة على ضرورة الاهتمام بالمرأة ودمجها ضمن خطط التنمية، وتحديداً بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، مع ضرورة مراعاة تطبيق معايير القيمة المضافة في كل المشروعات التي يتم تنفيذها داخل المحافظة، ومدى أهمية دور الجامعة في احتضان هذه الرؤية، وتمكين المجتمع من تحقيقها.
وفي ختام اللقاء التشاوري، أدار الدكتور عماد الدين عدلي حواراً مفتوحاً بين المشاركين، وخرجت المناقشات بالعديد من التوصيات، كان في مقدمتها التوصية بتوقيع بروتوكول تعاون بين المنتدى المصري للتنمية المستدامة وجامعة الملك سلمان الدولية، يتضمن تنفيذ عدد من الأنشطة الحقلية، التي تعزز فكر التنمية المستدامة، بالإضافة إلى ان يشمل البروتوكول تكوين فرق عمل تشاركية، بين خبراء المنتدى والجامعة بصفة دائمة ومستمرة، تعمل على مناقشة كل الرؤى التنموية الخاصة بمحافظة جنوب سيناء، وان تعمل هذه الفرق على تقديم رؤية تنموية ضامنة لتحقيق التنمية المستدامة في جنوب سيناء.
وعلى هامش اللقاء، تقدم الدكتور عماد الدين عدلي، ممثلاً لمجلس أمناء المنتدى، بتقديم درع تكريم للدكتور اشرف سعد، رئيس جامعة الملك سلمان الدولية، والدكتور عبد الغني الجندي، عميد كلية الزراعات الصحراوية، تقديراً لجهودهما المتميزة لاحتضان هذا اللقاء التشاوري العلمي، وعلى ما قدماه من مساعدات ساهمت بشكل كبير في إنجاح اللقاء.