منسق «رائد» يعرض جهود المجتمع المدني في التنمية المستدامة للمياه
استضافت إمارة دبي فعاليات المنتدى العربى الخامس للمياه، الذي يُعد أبرز الفعاليات فى مجال المياه في المنطقة، وينظمه المجلس العربي للمياه، برعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبدعم من جامعة الدول العربية ووزارة الموارد المائية والري في مصر، بمشاركة مسؤولين حكوميين من مُختلف أنحاء العالم العربي وعدد من الدول الأفريقية.
وشهد المنتدى، الذي استمرت فعالياته على مدار 3 أيام في الفترة من 21 إلى 23 سبتمبر 2021، تأكيد 22 دولة عربية التزامها بالأمن المائي للحفاظ على السلام والتنمية المستدامة في العالم العربي، حيث تضمنت محاور المؤتمر مناقشات حول ندرة موارد المياه في العالم العربي، واستنزاف الموارد المائية، وسبل ووسائل توليد المياه من مصادر مستدامة، والأمن المائي العربي للحفاظ على السلام والتنمية المستدامة.
ويُعد المنتدى بمثابة منصة فريدة من نوعها للتواصل، يناقش فيها قادة مجتمع المياه العربي وصناع القرار التحديات المائية التي تواجهها المنطقة العربية، كونها واحدة من أكثر المناطق شحيحة المياه في العالم، كما يعزز المنتدى مجالات التنمية في القطاعات الرئيسية ذات الصلة بالمياه، ويعمل على اتخاذ الإجراءات الرئيسية نحو تحقيق الأمن المائي للمنطقة العربية.
واعتبر الدكتور محمود أبوزيد، رئيس المجلس العربي للمياه، في كلمته أمام المنتدى، أن الموضوع الرئيسي لدورة هذا العام وهو الأمن المائي العربي للحفاظ على السلام والتنمية المستدامة، يولي أهمية خاصة للتعاون العالمي والدولي المنشود، الذي نتطلع إليه، للوصول إلى الأمن المائي العربي المستدام، والتنمية المستدامة الحقيقية لمجتمعاتنا العربية.
كما يُعد المنتدى العربي الخامس للمياه نتاجاً لأكثر من عام ونصف من تضافر الجهود والإعداد والتعاون مع أصحاب المصلحة من جميع أنحاء المنطقة العربية، بما في ذلك واضعي السياسات والمؤسسات المتخصصة متعددة الأطراف والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وغيره تحت شعار «الأمن المائي العربي من أجل السلام والتنمية المستدامة».
تضمن المنتدى جلسة لمناقشة الدور الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في تحقيق التنمية المستدامة للمياه، استعرض خلالها الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، مشاركة المجتمع المدني في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، الخاص بضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع، وإدارتها إدارة مستدامة.
وأكد «عدلي» أن ندرة المياه تؤثر على أكثر من 40 في المائة من السكان في جميع أنحاء العالم، وهو رقم مثير للقلق، من المتوقع أن يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ، ورغم أن ما يقرب من 1.2 مليار شخص تمكنوا من الحصول على خدمات الصرف الصحي المحسنة منذ عام 1990، فإن تضاؤل إمدادات مياه الشرب المأمونة يُعد أحد المشاكل الرئيسية في كثير من مناطق العالم.
وأضاف منسق « رائد» أن هذا الأمر يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للمنطقة العربية، باعتبار أنها من المناطق الأكثر معاناةً بسبب انعدام الأمن المائي، حيث يوجد 14 دولة عربية من ضمن أكثر 20 دولة تواجه ندرة موارد المياه على مستوى العالم، ولا يتجاوز نصيب الفرد من المياه المتجددة في هذه الدول 12% فقط من متوسط حصة الفرد عالمياً.
وأوضح أن دور المجتمع المدني كشريك أساسي في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، يتضمن عدة محاور، منها بناء القدرات الفنية والمؤسسية، ورفع الوعي المجتمعي، والدعوة وكسب التأييد، بالإضافة إلى اعتبار المجتمع المدني صوت المجتمعات المحلية، فضلاً عن دوره في تعبئة الموارد، والمشاركة في وضع السياسات وتنفيذها، وبناء الشراكات مع الأطراف المعنية.
واستعرض «عدلي» نماذج من مساهمات «رائد» في مجالات الإدارة المتكاملة للمياه وبناء القدرات، وبناء القدرات في تطوير أنظمة الرصد المتكاملة في البحر المتوسط، وفي حماية البحر المتوسط ونهر النيل من التلوث، فضلاً عن مشاركة الشبكة في رسم السياسات والاستراتيجيات الخاصة بإدارة المياه، وفي تشكيل منتديات وطنية للتنمية المستدامة في عدد من الدول العربية.
كما عرض مبادرة «شباب رائد»، التي تتمثل في إطلاق مجموعة شبابية، ضمن المساعي الرامية إلى تعزيز الدور الريادي للشباب، وإشراكه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، على المستوى الدولي والإقليمي والوطني، وتكوين علاقات لتبادل الخبرات والشراكات.
وتطرق الدكتور عماد الدين عدلي، باعتباره رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، إلى استعراض مشاركة المنتدى في مبادرة التعليم من أجل التنمية المستدامة، سواء على مستوى المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في مصر، ووزارة التعليم والثقافة في قبرص، أو على مستوى الجامعات، من خلال عقد بروتوكولات تعاون مع أكثر من 18 جامعة مصرية.
وتناول منسق «رائد» عدداً من التحديات التي قد تحول دون قيام المجتمع المدني بدوره في دعم استدامة المياه، منها جائحة كوفيد-19، والصراعات والنزاعات في المنطقة العربية، خاصةً موارد المياه في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، إضافة إلى ضعف الوعي المجتمعي وقدرات المجتمعات المحلية، وعدم توافر التمويل الكافي لإشراك أصحاب المصلحة.