شهدت العاصمة الكينية نيروبي إطلاق شبكة النيل الإقليمية للمرأة، خلال اجتماع ضم 20 ممثلة من دول حوض نهر النيل العشرة، حيث خلص الاجتماع الأول للشبكة، الذي استمر على مدار يومين خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2022، إلى انتخاب غادة أحمدين، ممثلة مصر في مجلس إدارة المنتدى الدولي لحوض نهر النيل، كأول رئيس للشبكة الإقليمية للمرأة.
وعمل المنتدى الدولي لحوض النيل، منذ إنشائه في عام 2003، على تسهيل حوارات أصحاب المصلحة المحليين، حول أفضل السبل التي يمكن بها للمجتمعات إدارة موارد المياه والحفاظ عليها وحمايتها، حيث كان التركيز المهم في حوارات أصحاب المصلحة هو استيعاب العديد من الأصوات المتنوعة الموجودة في الدول الأفريقية العشرة، التي تشترك في موارد نهر النيل، ويلتزم المنتدى الدولي بدفع أجندة التنمية المشتركة، التي تراعي الاهتمامات المختلفة للرجال والنساء على قدم المساواة.
وفي الآونة الأخيرة، ركز المنتدى الدولي على قضية التغيرات المناخية في دول الحوض وتأثيرها على مصادر المياه العذبة، مما يؤثر على توافر المياه المستخدمة في المهام المنزلية والإنتاجية، حيث تتزايد عواقب تواتر الفيضانات والجفاف بعيدة المدى، لاسيما بالنسبة للفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء المسؤولات عن إدارة المياه على مستوى الأسرة، حيث يتحملن عبء جلب المياه لأسرهن، فيقضين فترات طويلة يوميًا في جلب المياه من مصادر بعيدة، والتي تكون غير كافية لتلبية احتياجات الأسرة؛ وفي بعض الأحيان تكون ملوثة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
في هذا السياق، اجتمعت 20 ممثلة من 10 دول في حوض النيل في نيروبي بكينيا، يومي 1 و2 ديسمبر 2022، لإطلاق شبكة النيل الإقليمية للمرأة، التي تهدف لمناقشة التحديات المشتركة المتعلقة بالوصول إلى الموارد المائية وإدارتها في مجتمعاتهم، وكذا الصعوبات التي تواجهها النساء فيما يتعلق بالوصول إلى موارد المياه الآمنة، وتضم الشبكة الإقليمية للمرأة بحوض النيل الشبكات الوطنية، التي تم تكوينها في الدول العشرة، خلال الفترة الماضية.
أوضحت المشاركات في اجتماع نيروبي أن السياسات المائية الموجودة في دول حوض النيل موجودة “على الورق”، حيث يجب التركيز بشكل أقوى على الفروق بين الجنسين، عندما يتعلق الأمر بالإدارة المستدامة لموارد المياه، ورغم وجود التزامات قوية لتعميم مراعاة النوع الاجتماعي في قطاع المياه، فإن التنفيذ الفعلي والتأثير على أرض الواقع لا يتم الشعور به على نطاق واسع في دول حوض النيل، حيث يهيمن الرجال على الوظائف والتدريب في مجال إدارة المياه.
وأعربت المشاركات من سيدات حوض النيل عن قلقهن الشديد بشأن بطء التقدم في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، حيث تفاقمت أوجه عدم المساواة في المياه والصرف الصحي، التي طال أمدها بسبب تغير المناخ، وشددن على أنه يجب على جميع أصحاب المصلحة معالجة هذه القضية، وطالبن بدعمهن في كسر الحواجز والشراكة وخلق بيئات تمكينية مناسبة.
كما طالبن بتوفير الدعم من الشركاء ذوي التفكير المماثل، والشبكات التي يمكن أن تستفيد وترفع الأصوات الموجودة في المجتمعات المحلية، والتعاون مع تحالف أفريقيا للعدالة المناخية، كما دعت الشبكة وكالات الأمم المتحدة وبنوك التنمية الإقليمية والجهات المانحة الأخرى، التي يمكن أن تستثمر مواردها في الاستراتيجيات والطموحات الجماعية، وتوفير مصادر التمويل النوعية والكمية للمياه والصرف الصحي، مع مراعاة وجهات النظر والآثار المحتملة للمرأة بصفتها صاحبة مصلحة، وعاملة، ومستخدمة نهائية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وفي نهاية الاجتماع، تم اختيار المشاركات الـ20 في تشكيل اللجنة التوجيهية لشبكة النيل الإقليمية للمرأة، وهن من رؤساء وأمناء الشبكات الوطنية التي تم تشكيلها سابقاً في دول حوض النيل، لضمان مشاركة المجتمعات المحلية، واستدامة الفوائد، وتعزيز التعاون في مجال المياه العابرة للحدود، من خلال رسالة المشركات “نعم.. النساء تستطيع”.
كما تم خلال الاجتماع، انتخاب غادة أحمدين، ممثلة مصر في مجلس إدارة المنتدى الدولي لحوض نهر النيل ورئيس شبكة النيل الوطنية للمرأة، برئاسة الشبكة الإقليمية للمرأة بحوض النيل، بعد حصولها على أعلى الأصوات مقارنةً بمنافستيها من السودان وإثيوبيا على مقعد الرئاسة، حيث حصدت المرشحة المصرية أكثر من 50% من مجموع الأصوات.
جدير بالذكر أن شبكة النيل الوطنية للمرأة في مصر تم إطلاقها في أكتوبر الماضي، خلال ورشة العمل الوطنية التي نظمها المنتدى الوطني لنهر النيل، بهدف إشراك المرأة في برامج إدارة موارد المياه في المجتمعات المحلية، إدارة واعية وسليمة ومتكاملة، بما يسهم في دعم أهداف التنمية المستدامة