أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع ملحوظ في عدد حالات انتقال عدوى «كوفيد-19» حول العالم بنسبة 9% خلال الأسبوع الماضي، وهو الأسبوع الثاني من شهر أبريل 2021، مشيرةً إلى أن هذا الارتفاع مستمر للأسبوع السابع على التوالي، مع ارتفاع عدد الوفيات بنسبة حوالي 5% عن المعدلات السابقة.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن جائحة كوفيد-19 لا تزال بعيدة عن النهاية، مشيراً إلى أن العديد من البلدان في آسيا والشرق الأوسط شهدت زيادات كبيرة في حالات الإصابة، على الرغم من حقيقة أنه تم، حتى الآن، إعطاء أكثر من 780 مليون جرعة من اللقاح على مستوى العالم.
إلا أن مدير المنظمة أوضح أن اللقاحات هي أداة مهمة في مكافحة الجائحة، ولكنها ليست الأداة الوحيدة، وأوضح بقوله: «لا تسيئوا الفهم، اللقاحات ضد كوفيد-19 هي أداة حيوية وقوية، لكنها ليست الأداة الوحيدة، نقول هذا يوماً بعد يوم، أسبوعاً بعد أسبوع، وسنستمر في قول ذلك».
وشدد مدير عام منظمة الصحة العالمية على أهمية التمسك بأدوات مكافحة جائحة كوفيد-19، وهي الحفاظ على التباعد البدني، وارتداء الكمامات، والحفاظ على نظافة الأيدي، والتهوية الجيدة، والمراقبة والاختبار وتتبع المخالطين والعزل والحجر الصحي ورعاية المرضى.
وقال: «في بعض البلدان، على الرغم من استمرار انتقال العدوى، تمتلئ المطاعم والنوادي الليلية، والأسواق مفتوحة ومزدحمة، وهناك عدد قليل من الأشخاص الذين يتخذون الاحتياطات اللازمة»، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص يتبنون نهجاً مفاده بأنه إذا كانوا صغاراً نسبياً، فلا يهم إذا أصيبوا بالمرض.
ولكنه استطرد قائلاً إن «هذا المرض (كوفيد-19) ليس إنفلونزا، لقد مات شباب، أشخاص يتمتعون بصحة جيدة، وما زلنا لا نفهم تماماً العواقب طويلة المدى للعدوى على الناجين»، وقال إن العديد من الأشخاص الذين عانوا من كوفيد-19 بشكل خفيف، أبلغوا عن أعراض طويلة المدى بما في ذلك التعب والضعف والدوخة والرعشة والأرق والاكتئاب والقلق وآلام المفاصل وضيق الصدر وغيرها.
إلا أنه من بين الأسباب التي تدعو للتفاؤل، بحسب المنظمة الأممية، فإن العالم شهد خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري، وعلى مدار 6 أسابيع متتالية، تسجيل تراجع ملحوظ في حالات كوفيد-19، ولكن مع عودة الحالات للارتفاع، دعا المسؤولون في منظمة الصحة العالمية إلى التعامل مع الأمر بجدية.
وقالت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية: «إننا في مرحلة حاسمة من الجائحة الآن، فمسار الجائحة آخذ بالازدياد، وللأسبوع السابع على التوالي شهدنا 4.4 مليون حالة جديدة تم الإبلاغ عنها الأسبوع الماضي، وعند مقارنة ذلك بالعام الماضي، كانت لدينا 500 ألف حالة مبلغ عنها».
كما أشار تيدروس إلى أنه من بين الأسباب التي تبعث على التفاؤل، منها الانخفاض في الحالات والوفيات خلال الشهرين الأولين من العام، مما يظهر أنه يمكن إيقاف هذا الفيروس ومتغيّراته، داعياً إلى إتباع نهج متسق ومنسق وشامل، لاسيّما أن بلدانا عديدة حول العالم أثبتت أنه يمكن إيقاف فيروس كوفيد-19 واحتواؤه، من خلال تدابير الصحة المثبتة وأنظمة قوية تستجيب بسرعة وثبات، ونتيجة لذلك، سيطرت العديد من البلدان على كوفيد-19.
وتابع المسؤول الأممي أن منظمة الصحة العالمية لا تريد عمليات إغلاق لا نهاية لها، وقد اتخذت البلدان التي حققت أفضل أداء مجموعة من التدابير المصممة والقابلة لقياس نجاحها، استناداً إلى مجموعة من الأدلة، وأضاف أنه في الوقت الحالي، تفيض وحدات العناية المركزة في العديد من البلدان، ويموت الناس، في الوقت الذي يمكن تجنب ذلك تماماً.