«الحكومات لا تحتاج فقط إلى معالجة تأثيرات المناخ، ولكن يتعين عليها أيضاً تثقيف شعوبها».. هذه الكلمات ترسم ملامح توجهات الأمين التنفيذي الجديد لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي يتولى قيادة مسيرة العمل المناخي على مستوى العالم، لإنقاذ البشر وكوكب الأرض من تداعيات التغيرات المناخية، التي باتت تهدد مناطق واسعة من العالم.
وقبل أقل من 3 أشهر على انطلاق مؤتمر أطراف اتفاقية تغير المناخ «COP-27» في مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل، وتحديداً يوم 15 أغسطس 2022، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قراراً باختيار سيمون ستيل، من جرينادا، أميناً تنفيذياً للاتفاقية الإطارية، لقيادة الجهود الدولية للحد من ظاهرة التغيرات المناخية.
يخلف سيمون ستيل، وهو مهندس تقنيات شغل العديد من المناصب الرفيعة في حكومة بلاده، الموريتاني إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي عينه جوتيريش قائماً بأعمال الأمين التنفيذي لاتفاقية تغير المناخ، خلفاً للدبلوماسية المكسيكية، باتريشيا إسبينوزا، التي شغلت الموقع منذ عام 2016 حتى يوليو 2022.
في عام 2013، شغل «ستيل» منصب وزير المرونة المناخية والبيئة على مدار 5 سنوات، كما شغل منصب وزير التعليم وتنمية الموارد البشرية، إضافة إلى عمله كوزير دولة بمسؤوليات تشمل تنمية الموارد البشرية والبيئية، وفي وزارة الزراعة والأراضي والغابات كسكرتير في البرلمان، كما كان عضواً بمجلس الشيوخ، الغرفة العليا للبرلمان، كرئيس للأعمال الحكومية.
وجاء في بيان صحفي صدر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أن «ستيل مؤيد حقيقي لانتهاج آليات إبداعية، من أجل تعزيز استجابتنا الجماعية لأزمة المناخ، كما أنه يضيف إلى المنصب مجموعة من المهارات الفريدة، التي اكتسبها خلال مسيرة عملية تمتد على مدى 33 سنة، مع خبرة واسعة في العمل الثنائي والإقليمي ومتعدد الأطراف».
في بداية مسيرته العملية، تلقى «ستيل» تدريباً كمهندس تقنيات في جامعة «لندن متروبوليتان»، وفي كلية «نورث ويست لندن»، وحصل على درجة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة «ويستمنستر» بالمملكة المتحدة، كما شغل مواقع تنفيذية في عدد من الشركات الرائدة في قطاع التكنولوجيا، من شركات ناشئة في «وادي السيليكون» إلى شركات كبرى,
ومن تصريحات الأمين التنفيذي الجديد لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، قوله على هامش مناقشات الجمعية العامة، إن «تغير المناخ لا يحترم الحدود، ولا يحترم دورات الانتخابات السياسية، ولكنه يؤثر على حياة الناس على مستوى العالم»، وأضاف أن «العالم بحاجة إلى نهج يتسم بالمسؤولية الجماعية، فتكلفة عدم اتخاذ أي إجراء أكبر بكثير من تكلفة اتخاذه».
وقال «ستيل» إن «الحكومات لا تحتاج فقط إلى معالجة تأثيرات المناخ، ولكن يتعين عليها أيضا تثقيف شعوبها»، وأضاف في هذا الصدد: «عليكم أن تزودوها بالرعاية الصحية الكافية، والخدمات الاجتماعية، وعليكم أن تحافظوا على بنيتكم التحتية، وعليكم أن تديروا وتطوروا بلاداً بموارد محدودة للغاية»، في إشارة إلى التحديات المناخية التي تواجهها البلدان النامية.
وتُعد الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27)، التي تُعقد فعالياتها في مدينة شرم الشيخ، على ساحل البحر الأحمر بجنوب سيناء، في مصر، خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، هي أكبر حدث دولي يحضره الأمين التنفيذي للاتفاقية، بعد تعيينه في موقعه الجديد، لقيادة العمل المناخي على مستوى العالم.