فوزي عبدالحليم

فى واحدة من اللطمات المتتابعة لإجراءات مواجهة تغير المناخ أعلنت الكونغو الديمقراطية عن رغبتها فى طرح مساحات كبيرة من حدائقها الوطنية للبيع فى مزاد علنى أمام شركات التنقيب عن البترول العالمية وفقا لما نشرته نيويورك تايمز منذ أيام، ولهذه الحدائق أهمية خاصة، فهى بيئة حاضنة للحيوانات البرية المهددة بالانقراض، كما أنها تقوم بامتصاص الكربون وتخزينه فى التربة، وبالتالى سيزيد تركيز الكربون فى الغلاف الجوى وهو المتهم الرئيسى فى الاحتباس الحرارى، وقد اضطرت الكونغو لاتخاذ هذه الخطوة لتأثر اقتصادها بتداعيات الحرب الدائرة فى أوروبا، وقد ثارت ثائرة الجماعات الدولية المدافعة عن البيئة، إلا أن هذا لم يأت بنتيجة تذكر، بل صرح مسئول كونغولي بأنهم ليسوا فى وضع يسمح لهم بالدفاع عن العالم فى وقت تواجه فيه بلاده أكثر الظروف الاقتصادية قسوة.
يأتى ذلك موازيا لما أعلنته دول أوروبية باستمرار الاعتماد على البترول التقليدى وصدور حكم من المحكمة العليا فى أمريكا بسحب اختصاصات وكالة حماية البيئة فى مراقبة صناعة الفحم أو توقيع العقوبات على المخالفين.
هذه اللطمات المتتابعة للمناخ كانت نتيجة مباشرة للحرب الروسية الأوكرانية التى تحولت إلى حرب استنزاف طويلة يضغط كل طرف فيها على الآخر لإعلان استسلامه.
وكان من نتيجة ذلك استمرار معاناة الدول الفقيرة لفترة لا يعلم أحد متى ستنتهى، من هنا نتفهم الإجراء الذى لجأت إليه الكونغو لإنقاذ اقتصادها، كل هذا بينما يستعد العالم لمؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ فى نوفمبر المقبل وهو ما اعتبره الكثيرون الأمل الوحيد الباقى لإنقاذ الأرض، ولكن يبدو أن مهمة القمة أصعب مما كنا نتوقع.