شراكة بين وزارة البيئة والمجتمع المدني بتمويل برنامج المنح الصغيرة
أطلقت وزارة البيئة في مصر، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة حملة قومية للتخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية من خلال التطبيق الإلكتروني (E-Tadweer)، تنفيذاً لأهداف الوزارة في الحد من التلوث، حيث يتم تنفيذ الحملة من خلال إشراك الشباب والقطاع الخاص، والعمل على زيادة التوعية بخطورة المخلفات الإلكترونية الخطرة.
وأعلنت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، في الأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري، عن بدء الترويج للحملة القومية للتخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإعداد حملات للرفع الوعي لمختلف فئات المجتمع بهذا الشأن، كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع شركاء العمل، لدعم منظومة جمع المخلفات الإلكترونية، من خلال تقديم حوافز عبارة عن قسائم تخفيض، لتشجيع الأفراد على التخلص من المخلفات الكهربائية والإلكترونية من خلال التطبيق الإلكتروني.
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد إن إطلاق الحملة القومية لجمع وإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية جاءت تنفيذاً لأهداف الوزارة في الحد من التلوث، وأضافت أن حملة (E-Tadweer) تأتي في إطار التزامات مصر بتعهداتها الدولية، بموجب اتفاقيات «بازل ونوتردام واستكهولم»، مشيرةً إلى مصر تقوم بتنفيذ هذه الالتزامات الدولية للتخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية الخطرة، رغم ظروف جائحة كورونا.
ولفتت «فؤاد» إلى أن المرحلة الأولى من التطبيق سيتم من خلالها جمع مخلفات أجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصغيرة، مثل الحاسب الالي المحمول والشواحن والكاميرات وألعاب الفيديو، والهواتف المحمولة وشاشات الكمبيوتر صغيرة الحجم، وفي المرحلة الثانية، سيتم تفعيل الجمع من المنازل، ليتمكن المستخدم من التخلص من الأجهزة المنزلية كبيرة الحجم، مثل الغسالات والثلاجات والبوتاجازات وشاشات تلفزيون كبيرة الحجم.
وأضافت أن التطبيق يعتبر بداية لتفعيل نظام المسئولية الممتدة للمنتِج، والذي تم إقراره بقانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020، حيث سيتيح التطبيق للمواطن التنويه عن المخلفات، وفي المقابل سيحصل على كوبونات تخفيض من عدد من شركاء العمل، وسيتم التخلص الآمن من المخلفات التي سيتم جمعها لدى مصانع لإعادة التدوير الرسمية، مشيرةً إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز تنظيم إدارة المخلفات ومكتب الالتزام البيئي، باتحاد الصناعات المصرية، وشركه «إي تدوير مصر»، بهدف دعم مشاركة منتجي الأجهزة الإلكترونية في الحملة، وتقديم حوافز للجمهور لجمع المخلفات الإلكترونية والتخلص منها بطريقة آمنة.
وأشارت الدكتورة رندا أبو الحسن، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، إلى التعاون المثمر بين وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمتمثل في المشروع المشترك مع الوزارة الممول من مرفق البيئة العالمي للحد من انبعاثات الملوثات العضوية الثابتة، من خلال الإدارة السليمة للمخلفات الإلكترونية والطبية.
وتابعت المسؤولة الأممية بقولها: «تعتبر مبادرة (E-Tadweer) نموذجاً مبتكراً للشراكة بين الحكومة والأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، المسؤول والمعني بالحفاظ على البيئة، لتوفير آلية بسيطة تحفز المواطنين على التخلص الآمن من مخلفاتهم الإلكترونية»، مشيرةً إلى أن المواطنين سيلعبون دوراً مهماً وأساسياً في هذه المبادرة، من خلال مشاركتهم، بهدف الوصول إلى وضع آمن ومستدام للتخلص من المخلفات الإلكترونية.
وفي إطار الحملة القومية للتخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية، انطلقت خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، فعاليات منتدى المخلفات الإلكترونية الخطرة بمدينة شرم الشيخ، تحت شعار «كن عصرياً وصديقاً للبيئة»، بمشاركة 160 شابا وفتاة من مختلف الجامعات المصرية والعربية، وعدد من القيادات شبابية وخبراء العمل البيئي.
وقال الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة، ومقرر المنتدى، إن الهدف من المنتدى تدريب وتأهيل الشباب على التعامل مع ملف الإدارة الآمنة للمخلفات الإلكترونية، ضمن مبادرة «اتحضر للأخضر»، التي أطلقتها وزارة البيئة، في وقت سابق من العام الماضي، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
ولفت «رشوان» إلى أن حملة التخلص من المخلفات الإلكترونية تأتي في إطار برنامج يجري تنفيذه من خلال جمعية شباب مصر للتنمية والبيئة، بتمويل من برنامج المنح الصغيرة، يتضمن عقد عدد من الندوات والمنتديات للتوعية، وتنظيم حملات لجمع تلك المخلفات بما يجسد أحد أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة بما يتفق و«رؤية مصر 2030».
وأضاف قائلاً: «في هذا المنتدى، تم جمع عدد من شباب الجامعات المصرية، وقام متخصصون بتعريفهم بالمشكلة، وكيفية التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية، كأجهزة الحاسوب القديمة وأجهزة الجوال القديمة وغيرها، مع توصيل تلك المخلفات للجهات الرسمية في مصر، وهذا هو دورنا الأساسي».
وثمَّن الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس، دور حملات رفع الوعي بضـرورة التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية بطرق آمنة، مشيراً إلى أن مخرجات مصر من المخلفات الإلكترونية تقارب 90 ألف طن سنوياً.
وتابع في هذا الصدد قائلاً: «مع زيادة الاستخدام لأجهزة الحاسوب والموبايلات، باتت عملية التخلص الآمن منها مشكلة»، واستطرد بقوله إن «الحل يكمن في أن من لديه جهاز قديم، من الممكن أن يهديه لمن يحتاجه، أو أن يبيعه لشركات متخصصة»، مشيراً إلى أن عدداً من شباب الجامعات طرحوا أفكاراً غير تقليدية لحل المشكلة، تتمحور في تسهيل جمع تلك المخلفات من المواطنين، وتقديم وحوافز تشجيعية لهم.