خطوة جديدة اتخذتها الحكومة المصرية، هذا الأسبوع، لتعزيز قطاع الطاقة الخضراء والوقود منخفض الكربون، تتمثل في توقيع اتفاقية لتطوير مشروع رائد لإنتاج الميثانول الأخضر، هو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية في هذا المجال.
وشهد وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، وسفيرة النرويج بالقاهرة، هيلدا كيلمتسدال، مراسم توقيع اتفاقية بين شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات «أنربك»، وشركة «سكاتك» النرويجية الرائدة في مجال حلول الطاقة الخضراء، وبالتعاون مع الشركة المصرية للإيثانول الحيوي.
وصف «الملا» الاتفاقية بأنها «خطوة جديدة تعكس تقدم قطاع البترول على مسار تنفيذ مشروعات الطاقة الخضراء، والوقود منخفض وعديم الانبعاثات»، مشيراً إلى أن الإيثانول الأخضر، إضافة إلى الأمونيا الخضراء، التي تسعى مصر للتوسع في إنتاجها، توفر مصادر للوقود النظيف من أجل مستقبل مستدام.
وقال وزير البترول، في بيان تلقته «جسور 2030»، إن هذه الاتفاقية يأتي في إطار مواكبة المتغيرات المستمرة في قطاع الطاقة، وتبني قطاع البترول لاستراتيجيات التنمية المستدامة، سواء بإزالة الكربون من عمليات صناعة البترول والغاز، أو إقامة مشروعات للمنتجات الخضراء.
أشار البيان الصادر عن وزارة البترول إلى أن المشروع الجديد يستهدف إنتاج 40 ألف طن من الميثانول الأخضر سنوياً، يمكن زيادتها حتى 200 ألف طن، في إطار تشجيع التحول للإنتاج الأخضر، بما يفتح آفاقاً تصديرية جديدة لقطاع البتروكيماويات المصري من المنتجات الخضراء، ويعزز من تنافسيته وتواجده في الأسواق الخارجية، من خلال مواكبة متطلباتها، إذ يعد الميثانول الأخضر وقوداً نظيفًا للسفن.
ويسهم مشروع إنتاج الميثانول الأخضر، الذي توليه شركة «سكاتك» النرويجية اهتماماً بالغاً، في وضع مصر على الخريطة العالمية للدول المنتجة لهذا الوقود الأخضر لتزويد السفن، وسيشتمل على إنشاء محطات طاقة متجددة بقدرات لا تقل عن 40 ميجاوات للطاقة الشمسية، و120 ميجاوات لطاقة الرياح، بالإضافة إلى محلل للهيدروجين الأخضر بقدرة 60 ميجاوات.
من جانبه، أكد رئيس شركة «سكاتك»، تيرييه بيلسكوج، أن هذه الاتفاقية تمثل هو خطوة جديدة لتعزيز التعاون مع مصر، والذي يأتي في أولوية اهتمامات الشركة، لتوفير وقود أخضر مستدام عالي الجودة بأسعار تنافسية، بما يسهم في وضع مصر على رأس قائمة الدول المصنعة للمنتجات الكيماوية الخضراء، والمصدرة لها، ويجعلها وجهة ومحور للتزود بالوقود الأخضر لخطوط الملاحة العالمية.
ويُعد الميثانول الأخضر أحد حلول أمن الطاقة، التي بدأ الاهتمام بها على نطاق واسع، نتيجة المخاوف العالمية المتزايدة من تفاقم التغيرات المناخية، ويتم إنتاجه عن طريق دمج الهيدروجين الأخضر، الذي يجري إنتاجه باستخدام طاقة كهربائية نظيفة، مع ثاني أكسيد الكربون المتجدد أو المعاد تدويره.
ويمكن أن يحل الميثانول الأخضر بديلاً للزيوت الثقيلة القائمة على الديزل بشكل كبير، التي تعتمد عليها أساطيل سفن الشحن والحاويات وصيد الأسماك، ويشكل وقود الديزل تهديداً للنظم البيئية، سواء في عمليات الإنتاج أو عند تسربه في المياه، مما جعل قطاع الشحن البحري مسؤولاً عن 3% على الأقل، من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالمياً.
يتميز الميثانول الأخضر ببعض الخصائص الفيزيائية، مقارنةً بأنواع الوقود الصناعي الأخرى، بما في ذلك الهيدروجين والأمونيا، حيث أنه يظل سائلاً في درجات الحرارة والضغط المحيطين، الأمر الذي يساعد على شحنه وتخزينه عبر وسائل أكثر سهولة وكفاءة، كما يتميز بقابليته للتحلل البيولوجي، مما يجعله أكثر أماناً في حالة تسربه للبيئة البحرية.