«فؤاد»: العودة للتناغم مع الطبيعة هى الفرصة الحقيقية لحماية الانسان وكوكب الأرض
يُعد التنوع البيولوجي هو الأساس الذي يمكننا البناء عليه بشكل أفضل، بتقديم الحلول القائمة على الطبيعة، ابتداءً من قضايا المناخ والصحة والأمن الغذائي والمائي، وانتهاءً بسبل العيش المستدامة، وتلك هي الرسالة الرئيسة لاتفاقية التنوع البيولوجي، التي تعد الصك الدولي الرئيس للتنمية المستدامة.
وجرى الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، الذي يوافق 22 مايو من كل عام، تحت عنوان «نحن جزء من الحل»، وهو الشعار الذي تم اختياره هذا العام 2021، ليكون استمراراً لحالة الزخم المتولدة عن احتفالية العام الماضي، والتي كان شعارها «حلولنا في الطبيعة»، وكانت بمثابة تذكير بأن التنوع البيولوجي لايزال هو الحل للعديد من تحديات التنمية المستدامة.
ويحتفل العالم يوم 22 مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، وهو يوافق تاريخ اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي في عام 1992، وترجع أهمية التنوع البيولوجي في كونه مصدر السلع والخدمات الأساسية التي ينعم بها كوكبنا، والتي تعتمد على تنوع وتباين الجينات والأنواع والتجمعات الحية والنظم الإيكولوجية.
وشاركت مصر العالم إحياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، من خلال الاحتفال على منصات التواصل الاجتماعي لوزارة البيئة، وذلك بعرض عدد من الفيديوهات والتنويهات للتوعية بالتنوع البيولوجي وأهميته للبيئة والإنسان، ودور الفرد والمجتمع في المشاركة في حماية هذه الثروات الطبيعية والحفاظ عليها.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، على أهمية العودة للتناغم مع الطبيعة، باعتبارها الفرصة الحقيقية لحماية الإنسان وكوكب الارض، وتسليط الضوء على أهمية التنوع البيولوجي، وخاصةً في ظل رئاسة مصر للمؤتمر الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، وما يفرضه علينا الوضع العالمي الراهن، الذي أثبت أن تقليل الأنشطة البشرية أدى إلى تحسن كبير في البيئة.
وأوضحت وزيرة البيئة أن شعار هذا عام يؤكد على أهمية التضامن العالمي على كافة المستويات، لبناء مستقبل منسجم مع الطبيعة، والحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارته على نحو مستدام، لضمان صحة الإنسان وكوكب الأرض، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنوع البيولوجي، مشيرةً إلى أنه بالتعدي على الطبيعة، وتدمير الموائل الطبيعية، يتعرض عدد متزايد من الأنواع للخطر، ويمتد هذا الخطر ليشمل الإنسانية والمستقبل، وخير دليل على ذلك، تفشي جائحة كورونا.
و شددت «فؤاد» على أن الحفاظ على التنوع البيولوجي هو السبيل لمواجهة العديد من تحديات التنمية المستدامة، مشيرةً إلى أن الوزارة ستقوم بنشر عدد من الرسائل والتنويهات على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، للتأكيد على أهمية توعيه المواطنين، وخاصةً الشباب، بأساليب التناغم والتعايش مع الطبيعة، والاستمتاع بثرواتها الطبيعية وتنوعها البيولوجي الفريد، دون الإضرار به.
وشددت وزيرة البيئة على دعم الحكومة للعمل البيئي، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وهو ما برز في تحقيق العديد من الإنجازات، ومنها تطوير المحميات الطبيعية، وتفعيل رؤية واستراتيجية جديدة ومتطورة لنظم إدارة استخدامات الموارد الطبيعية بالمحميات الطبيعية، تستهدف تحقيق الاستدامة لمواردها كأحد توجيهات القيادة السياسية، وإدارتها وفق النظم العالمية، لتحقيق الحفاظ على ثروات مصر الطبيعية.
وأشارت الوزيرة، في هذا الصدد، إلى أنه تم تطبيق منظومة ضبط الأنشطة السياحية بمحميات جنوب سيناء والبحر الأحمر، وتنفيذ برنامج لتطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار في عدد من المحميات، حيث تم الانتهاء من تطوير عدد 13 محمية طبيعية بالفعل، بالإضافة إلى إطلاق حملة «إيكو ايجيبت» للسياحة البيئية، لحماية التنوع البيولوجي.
كما تقوم الوزارة بمكافحة التجارة غير الشرعية في الحياة البرية، بالتعاون مع الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات والجهات المعنية، من خلال تنفيذ خطة سنوية للتفتيش على الأسواق وأماكن بيع الحيوانات البرية، والتفتيش الدوري على المزارع والقرى السياحية والمشروعات المرخص لها بإكثار الحيوانات البرية، بالإضافة إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدني وناشطي حقوق الحيوان في التعامل مع البلاغات والضبطيات، وكذلك عملية إعادة إطلاق الحيوانات والطيور إلى بيئتها الطبيعية مرة أخرى.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى إشادة تقرير تقييم الأداء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) لمواقع التراث الطبيعي العالمي لعام 2020، بموقع «وادى الحيتان»، كأحد مواقع التراث العالمي الجيولوجي في مصر، حيث أنه موقع التراث العالمي الوحيد عالمياً الذي أحرز تقدماً فى مستوى الأداء بالتقرير، لما يلقى من اهتمام وحماية من وزارة البيئة والقائمين عليه، بالإضافة إلى القيام بتحديد منطقة عازلة حول منطقة التراث العالمي لحماية الهياكل العظمية المتحجرة من التهديدات، مثل الزيارة وحركة المرور.
ولفتت «فؤاد» إلى فوز مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة، الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومرفق البيئة العالمية، بجائزة الطاقة العالمية كمثال للمشروعات الرائدة والمستدامة، والتى تحقق أهداف ملموسة لحماية الطيور المهاجرة، كأحد الموارد الطبيعية، و دمج أهدافها بمشروعات الطاقة المتجددة فى مصر.
وتعتبر هذه الجائزة الأكثر أهمية على مستوى العالم، والتي يعتمد فيها تقييم المشروعات المقدمة حول العالم على لجنة تحكيم دولية، مكونة من مجموعة من الخبراء في مجالات البيئة والاقتصاد والاجتماع والتنمية المستدامة، ويُعد هذا الفوز هو الأول لمصر منذ إنشاء الجائزة، مما يُعد إشادة عالمية بإجراءات مصر في حماية الموارد الطبيعية والطيور المهاجرة، وتكليلاً لجهود الوزارة.
كما استعرضت وزيرة البيئة أهم ما تم إحرازه خلال رئاسة مصر للمؤتمر الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، والتي تُعد أهم فترات عمل الاتفاقية على مدار تاريخها، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعاني منها العالم، جراء أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث قادت مصر جهود العالم في تقييم التقدم المحرز في الأهداف العالمية للتنوع البيولوجي 2020، وإعداد إطار ما بعد 2020، كما تم الانتهاء من وضع أول مسودة لخارطة طريق عالمية في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، تضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية في العالم، وخاصةً في أفريقيا، وتطرح أساليب الدعم المالي للمشروعات الخاصة بالتنوع البيولوجي، من خلال الدول المتقدمة، ومن خلال إشراك كافة شركاء العمل البيئي والمجتمعات المحلية.