ضمن حملتها لوقف استخدام حشوات الزئبق في علاج الأسنان، تعقد الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» ورشة عمل إقليمية بالتعاون مع التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق، وجمعية الأرض والإنسان لدعم التنمية، على مدار يومي 1 و2 مايو 2023، في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة العديد من الخبراء ومنسقي شبكة «رائد» في مختلف الدول العربية.
تتضمن ورشة العمل الإقليمية عدداً من الجلسات النقاشية موزعة على مدار يومين، حيث تُعقد الجلسة الافتتاحية برئاسة غادة أحمدين، مدير البرامج بالشبكة العربية للبيئة والتنمية، وتتضمن كلمات ترحيبية لكل من الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام للشبكة، وشارلي براون، رئيس التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق، وزياد علاونة، مدير المركز العربي لصحة البيئة.
كما تتضمن الجلسة الافتتاحية لورشة العمل الإقليمية للتحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق في المنطقة العربية، كلمة رئيسية للدكتورة عواطف الطهري، إحدى رائدات طب الأسنان في الجمهورية التونسية، حول الاستراتيجيات والتكتيكات التي اعتمدتها تونس من أجل وضع تشريع بمنع استخدام الزئبق في طب الأسنان للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وتتضمن الجلسة الثانية لورشة العمل الإقليمية كلمة لرئيس التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق، شارلي براون، للتعريف بدور الاتحاد في التوعية بمخاطر استخدام حشوات الأسنان التي تحتوي على الزئبق، المعروفة باسم «أملجم»، وجهود الحد من استخدامها تدريجياً، كما يتحدث زياد علاونة، مدير المركز العربي لصحة البيئة، عن اتفاقية «ميناماتا» وتعديلاتها لعام 2022.
وتستعرض ورشة العمل الإقليمية عدداً من الدروس المستفادة في مجال طب الأسنان بدون زئبق، سواء في الدول الأفريقية أو من أنحاء العالم، وكذلك الاستراتيجيات والتكتيكات للوصول إلى تشريع من أجل طب أسنان بدون زئبق للأطفال أقل من 15 سنة، والنساء الحوامل والمرضعات، كما يعرض المهندس عادل الشافعي عثمان، تجربة مصر في طب أسنان بدون زئبق، وخطواتها للمصادقة على الاتفاقية.
ويتضمن جدول الأعمال عقد جلسة افتراضية عبر تطبيق «زووم»، يتحدث فيها كل الدكتور محمد خشاشنة، من المملكة الأردنية، وسامية غربي، من تونس، والدكتور ناجي قديح، من الجمهورية اللبنانية، والدكتور شهريار حسين، من بنجلاديش، والدكتور جرام مونروهول، مستشار التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق، حول تحديات وآفاق تنفيذ «تعديل الأطفال» في اتفاقية «ميناماتا» بالمنطقة العربية.
كما تم تخصيص إحدى الجلسات لاستعراض جهود الدول المشاركة في مجال الحد من استخدامات الزئبق في طب الأسنان وخطط العمل المستقبلية، تقدمها كل من غادة أحمدين من مصر، والدكتورة نجوى بوراوي من تونس، ومحمد البادي من سلطنة عُمان، والدكتور ياسر باعزب من اليمن، والدكتور محمد فتوحي من المملكة المغربية، وزياد علاونة من الأردن، والدكتور ناجي قديح من لبنان.
ويتضمن اليوم الثاني من الورشة الإقليمية عقد جلسات مجموعات عمل للدول العربية المشاركة، حول دمج خطط العمل الوطنية في خطة عربية موحدة من أجل طب أسنان بدون زئبق، بالإضافة إلى بحث التحضير للدورة الخامسة من مؤتمر أطراف اتفاقية «ميناماتا» (COP-5)، وسبل كسب التأييد والمناصرة لأهداف التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق.
وبدأ أطباء الأسنان في استخدام الحشوات الزئبقية «أملغم» قبل نحو 200 سنة، وهو عبارة عن خليط يحتوي على عنصر الزئبق بنسبة 50%، بينما النصف الثاني من عناصر أخرى، ونظراً لأن التعرض للزئبق، حتى الكميات الصغيرة، قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، فقد اعتبرته منظمة الصحة العالمية أحد أكثر 10 مواد كيميائية تؤثر على الصحة العامة الرئيسية.
وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتماد التعديل الخاص بالأطفال في اتفاقية «ميناماتا» الدولية لحماية صحة الإنسان والبيئة من أضرار الزئبق ومركباته، يمثل هذا الأسبوع معلماً تاريخياً في مسيرة جهود الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» لحماية الأطفال من المخاطر الناجمة عن استخدام حشوات الأسنان الزئبقية، والدعوة للعمل على توفير البدائل الآمنة، وزيادة الوعي العام.
وفي 25 مارس 2022، وافقت أكثر من 100 دولة، بما فيها معظم الدول العربية، على تعديل بنود اتفاقية «ميناماتا»، التي دخلت حيز التنفيذ في أغسطس 2017، ويتضمن التعديل، الذي من المقرر أن يبدأ تطبيقه في وقت لاحق من العام الجاري، الدعوة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع استخدام الحشوات الزئبقية «الأملغم» في علاج أسنان الأطفال أقل من 15 عاماً، والنساء الحوامل والمرضعات.