باتت التغيرات المناخية تشكل خطراً حقيقياً على كوكب الأرض والنظام البيئي، بل وعلى حياة البشر، فكل دقيقة تمر دون تحرك جدي من دول العالم، سيكون لها عواقب وخيمة تهدد البشرية بشكل عام، ولعل قضايا التصحر والاحتباس الحراري واختلال الاتزان البيئي، تُعد أبرز التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، التي تهدد مقومات الحياة على كوكب الأرض.

وتأتي المنطقة العربية ومعظم دول القارة الأفريقية في مقدمة الدول المتأثرة بتداعيات التغيرات المناخية، حيث يقدر الخبراء أن نحو 25% من الأراضي الزراعية في المنطقة العربية تم فقدانها نتيجة التصحر والتغيرات المناخية.

وشرح الدكتور مجدي علام، عضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن النظام البيئي يتكون من 3 مكونات رئيسية، تتضمن الغلاف الجوي، والمسطح المائي، والكرة الأرضية، وكل نظام من هذه الأنظمة يمكننا أن نلمس تأثره بالتغيرات المناخية، مؤكداً أن التأثير المباشر للتغيرات المناخية على الكرة الأرضية، التي تمثل مركز إنتاج الغذاء، سيكون التصحر، والذي بسببه فقدت المنطقة العربية 25% من أراضيها الصالحة للزراعة، ولجأ المزارعون، في كثير من دول المنطقة، إلى استخدام الصوب الزراعية، من أجل التكيف مع التغيرات المناخية، وزراعة المحاصيل الزراعية في أوقات غير مواعيد زراعتها.

وتابع أن الصوب الزراعية تمثل الحل الأمثل لمواجهة انتقاص مساحات الأراضي الزراعية نتيجة التصحر، وصعوبة التحكم في المناخ، وتنتج الصوبة مساحة 600 متر ما يعادل إنتاج 6 أفدنة، لذا كانت مصر حريصة على التوسع في إنشاء الصوب الزراعية.

الظاهرة الثانية الناتجة عن التغيرات المناخية، هي ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي يتأثر بها الغلاف الجوي، وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مجدي علام أن هناك 6 غازات هي المسببة للاحتباس الحراري، وهي «أكاسيد الكبريت، أكاسيد الكربونات، أكسيد النيتروجين»، وهذه الثلاثة غازات تكون نتيجة لحرق الوقود والفحم والبترول، كما توجد 3 غازات أخرى تكون ناتجة عن صناعات البلاستيك والمطاط والألومنيوم وهي «هيدروفلوركربون، وكبريتيد الهيدروجين، وغاز الميثان».

وأضاف أن هذه الغازات تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تعمل على تشكيل ما يشبه كرة زجاجية حول الغلاف الجوي للأرض، وهذه الكرة تسمح بدخول الأشعة تحت الحمراء إلى كوكب الأرض وعدم الخروج مرة أخرى، فيتم احتباسها، مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.

ويُعد الاختلال البيئي هو الظاهرة الثالثة التي يتأثر بها كوكب الأرض نتيجة التغيرات المناخية، وبحسب «علام»، فإن المشاكل التي تواجه المسطح المائي، الذي يمثل النظام الثالث بيئياً في كوكب الأرض، تتمثل في تلوث الهواء بالغازات المسببة للاحتباس الحراري، وحينما يمر الهواء ملوثاً بهذه الغازات على المحيطات والبحار، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انقراض الكائنات البحرية واختلال النظام البيئي.

وتابع أن عدم الاتزان البيئي يؤثر على الثروة السمكية، مشيراً إلى أنه سبق وشاهدنا نفوق الكثير من الحيتان والدلافين على الشواطئ، نتيجة تأثرها بالتغيرات المناخية، ويبقى الحل هو الحفاظ على عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض بحيث لا تتجاوز 1.5 درجة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، حيث أن ارتفاعها بأكثر من هذا المستوى سيؤدي إلى كارثة كبيرة يصعب السيطرة عليها.