الأدلة بشأن آثار تغير المناخ واضحة لا لبس فيها، وما لم نتحرك بسرعة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فلن نتمكن من درء أسوأ عواقب تغير المناخ، حيث أصبح العالم أكثر دفئاً بمقدار 1.2 درجة مئوية عن فترات ما قبل الثورة الصناعية، وتظهر الأبحاث أنه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، سيصاحب ذلك المزيد من موجات الجفاف الشديدة والفيضانات المدمرة وحرائق الغابات والعواصف، التي تهدد بدورها استمرار الحياة على الأرض.

وبينما يجمع غالبية خبراء المناخ والمسؤولين الدوليين على أن «كوكبنا الهش على شفير الهلاك»، حيث مازلنا نقترب من كارثة مناخية، الأمر الذي يحتم علينا إعلان حالة الطوارئ، وإلا فإن فرصتنا في الوصول بانبعاثات الكربون إلى «الصفر»، ستكون معدومة، حيث تبدو النظرة المستقبلية مثيرة للإحباط، لكن الخبر السار هو أنه لا يزال بإمكاننا القيام بالكثير كأفراد لتغيير ذلك المصير، الذي يبدو محتوماً.

ووفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة فإن حالة الطوارئ المناخية تتطلب اتخاذ إجراءات من جانبنا جميعاً، نحتاج إلى الوصول بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ولكل شخص منا دور يلعبه، ونحن كأفراد يتعين علينا أن نغير عاداتنا الاستهلاكية، ومواصلة الضغط من أجل الانتقال بسرعة إلى عالم منخفض الكربون.

ونظراً لأهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به كل منا، إليكم 10 طرق يمكنكم من خلالها أن تكونوا جزءاً من الحل بشأن أزمة المناخ:

أولاً: انشروا الوعي

شجعوا أصدقاءكم وعائلاتكم وزملاءكم في العمل على تقليل التلوث الكربوني، انضموا إلى حركة عالمية مثل «كاونت أس إن Count Us In»، التي تهدف إلى إلهام مليار شخص لاتخاذ خطوات عملية أكثر جرأة بشأن المناخ، حيث يقول مؤسسو المنصة إنه إذا اتخذ مليار شخص إجراءات عملية، فيمكنهم تقليل ما يصل إلى 20 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية، أو يمكنكم الاشتراك في حملة الأمم المتحدة «اعملوا الآن» بشأن تغير المناخ والاستدامة، وإضافة صوتكم إلى هذا النقاش العالمي المهم.

ثانياً: استمروا في الضغط السياسي

الضغط على الشركات والسلطات المحلية لدعم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وتقليل التلوث الكربوني، حيث أن مبادرة «كاونت أس إن» لديها بعض النصائح المفيدة حول كيفية القيام بذلك، منها اختيار قضية بيئية تهتمون بها، وطالبوا بالتغيير الذي تودون رؤيته، ثم حاولوا ترتيب لقاء مع ممثليكم في المكان الذي تعيشون فيه، قد يبدو الأمر مخيفاً، لكن صوتكم يستحق أن يُسمع، إذا أريد للإنسانية أن تنجح في معالجة حالة الطوارئ المناخية، يجب أن يكون السياسيون جزءاً من الحل.

ثالثاً: قوموا بتحويل وسائل نقلكم

يعتبر قطاع النقل مسؤولاً عن حوالي ربع جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تقوم العديد من الحكومات، في جميع أنحاء العالم، بتنفيذ سياسات لإزالة الكربون من وسائل النقل، أنتم أيضاً يمكنكم المساهمة في ذلك، اتركوا سياراتكم في المنزل وامشوا أو اركبوا الدراجات الهوائية كلما أمكن ذلك، وإذا كانت المسافات بعيدة، فعليكم استخدام وسائل النقل العام، ويفضل أن تكون الوسائل العاملة بالكهرباء، إذا كان لا بد من القيادة، فاقترحوا مشاركة السيارات مع آخرين بحيث يتم تقليل عدد المركبات على الطريق العام، وإذا كان بالإمكان، قوموا بشراء سيارات كهربائية، قللوا من عدد الرحلات الطويلة التي تقومون بها.

رابعاً: السيطرة على استخدام الطاقة

إذا استطعتم، قوموا باستبدال مزود الطاقة إلى مزود خال من الكربون أو يعمل بالطاقة المتجددة، قوموا بتركيب الألواح الشمسية على أسطح منازلكم، كونوا أكثر فاعلية، اخفضوا التدفئة بدرجة أو درجتين، إن أمكن، أوقفوا تشغيل الأجهزة والأضواء، في حال عدم استخدامها، ومن الأفضل شراء المنتجات الأكثر كفاءة في المقام الأول، استخدموا عازلاً للسقف بحيث يكون المنزل أكثر دفئاً في الشتاء، وأكثر برودة في الصيف، وسيسهم ذلك في توفير بعض المال أيضاً.

خامساً: عدلوا نظامكم الغذائي

تناولوا المزيد من الوجبات النباتية، ستشكركم أجسامكم وسيشكركم كذلك كوكب الأرض، اليوم، يتم استخدام حوالي 60 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم لرعي الماشية، ويستهلك الناس في العديد من البلدان أغذية من مصادر حيوانية أكثر مما هو صحي، يمكن أن تساعد النظم الغذائية الغنية بالمنتجات النباتية في تقليل الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والسرطان.

سادساً: تسوقوا محلياً واشتروا منتجات مستدامة

لتقليل البصمة الكربونية في طعامكم، قوموا بشراء الأطعمة المحلية والموسمية، سيساعد ذلك الشركات الصغيرة والمزارع في منطقتكم، وسيسهم في تقليل انبعاثات الوقود الأحفوري المرتبطة بالنقل وتخزين سلسلة التبريد، فالزراعة المستدامة تستخدم طاقة أقل بنسبة تصل إلى 56 في المائة، وتنتج انبعاثات أقل بنسبة 64 في المائة، وتسمح بمستويات أكبر من التنوع البيولوجي مقارنة بالزراعة التقليدية، يمكنكم فعل أكثر من ذلك من خلال زراعة الفاكهة والخضروات والأعشاب بأنفسكم، يمكنكم زرعها في حدائقكم أو في شرفة منازلكم، قوموا بإعداد حديقة مجتمعية في منطقتكم بغرض إشراك الآخرين.

سابعاً: لا تهدروا الطعام

يتم فقدان أو هدر ثلث الطعام المنتج، وفقاً لتقرير مؤشر نفايات الأغذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2021، يهدر الناس، على مستوى العالم، مليار طن من الطعام سنوياً، وهو ما يمثل حوالي من 8 إلى 10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، تجنبوا الهدر بشراء ما تحتاجونه فقط، استفيدوا من كل جزء صالح للأكل من الأطعمة التي تشترونها، قوموا بقياس أحجام حصص الأرز والسلع الأساسية الأخرى قبل طهيها، وخزنوا الطعام بشكل صحيح، استخدموا ثلاجة المجمد أو الفريزر إذا كانت لديكم واحدة، وكونوا مبدعين في التعامل مع بقايا الطعام، وشاركوا ما يزيد عن حاجتكم مع الأصدقاء والجيران، تبنوا مشروعاً محلياً لمشاركة الطعام، استخدموا المخلفات غير الصالحة للأكل في صناعة السماد لتخصيب حدائقكم، يعتبر التسميد أحد أفضل الخيارات لإدارة النفايات العضوية مع تقليل الآثار البيئية أيضاً.

ثامناً: ارتدوا ملابس ذكية بيئياً

تمثل صناعة الأزياء ما بين 8 إلى 10 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية، أكثر من جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين، وقد خلقت الموضة السريعة ثقافة التخلص من الملابس التي ينتهي بها الحال سريعاً إلى مكبات النفايات، ولكن يمكننا تغيير هذا النمط من السلوك، من خلال شراء عدد أقل من الملابس الجديدة وارتدائها لفترة أطول، ابحثوا عن المنتجات المستدامة، واستعينوا بخدمات التأجير للمناسبات الخاصة، بدلاً من شراء ملابس جديدة سيتم ارتداؤها لمرة واحدة فقط، قوموا بإعادة تدوير الملابس التي تحبونها وإصلاحها عند الضرورة.

تاسعاً: ازرعوا الأشجار

في كل عام يتم تدمير ما يقرب من 12 مليون هكتار من الغابات، وتعد إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولة عما يقرب من 25 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، يمكننا جميعاً أن نلعب دوراً في عكس هذا الاتجاه، من خلال زراعة الأشجار، إما بشكل فردي أو كجزء من مجموعة، على سبيل المثال، تسمح مبادرة «ازرعوا من أجل كوكب الأرض» للناس برعاية غرس الأشجار في جميع أنحاء العالم.

عاشراً: ركزوا على استثمارات صديقة للكوكب

يمكن للأفراد أيضاً تحفيز التغيير من خلال مدخراتهم واستثماراتهم، عن طريق اختيار المؤسسات المالية التي لا تستثمر في الصناعات الملوثة للكربون، ويرسل ذلك إشارة واضحة إلى السوق، وهناك العديد من المؤسسات المالية تقدم بالفعل المزيد من الاستثمارات الأخلاقية، مما يسمح لكم باستخدام أموالكم لدعم القضايا التي تؤمنون بها، وتجنب تلك التي لا تؤمنون بها، يمكنكم الاستفسار من مؤسساتكم المالية عن سياساتها المصرفية.