اختتم المنتدى الحضري العالمي أعمال دورته الـ12 في العاصمة المصرية القاهرة، بإطلاق «دعوة إلى العمل»، بعد مناقشات قوية تمحورت حول موضوع «كل شيء يبدأ في المنزل»، وأثارت العديد من القضايا الحاسمة، بما في ذلك أزمة الإسكان، وتمويل التوسع الحضري.
وفي ختام فعاليات المنتدى، قالت أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، إن التركيز على العمل المحلي، يأتي في الوقت المناسب، نظراً لأن أكثر من نصف سكان العالم يقيمون حالياً في مناطق حضرية، وأكدت أن الحكومات المحلية لها تأثير كبير على نوعية الحياة، وحالة المدن والمستوطنات البشرية، كما وصفت الدورة الـ12 في القاهرة، بأنها «نقطة تحول في رحلة المنتدى الحضري العالمي».
وعلى مدار 5 أيام، عُقدت الدورة 12 للمنتدى الحضري العالمي في القاهرة، خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024، في أكبر حدث عالمي يعقده برنامج «هابيتات» كل عامين، بهدف استكشاف مستقبل المدن والتوسع الحضري على مستويات متعددة، من خلال مناقشات عميقة، وعدة حوارات رئيسية وموائد مستديرة شاملة، وتجمعات وفعاليات يقودها أصحاب المصلحة والشركاء.
وقالت «روسباخ»، في تصريحات للصحفيين، قبل ختام المنتدى: «لقد حطمنا العديد من الأرقام القياسية، وحققنا آفاقاً جديدة في هذا المنتدى العالمي»، مشيرةً إلى أن عدد المشاركين في الدورة الـ12 بلغ أكثر من 63 ألف مشارك في الجلسات والحوارات والمناقشات، من بينهم 42 ألف مشارك بالحضور شخصياً، يمثلون 182 دولة، بالإضافة إلى مشاركة 4 رؤساء دول، و60 وزيراً، و45 نائب وزير من 84 دولة، و96 رئيس بلدية، في أكبر حضور يشهده المنتدى.
وأثارت المناقشات التي شهدها المنتدى الحضري العالمي، على مدار 5 أيام، العديد من القضايا الحاسمة في صميم الجهود المبذولة لتعزيز المدن والمجتمعات المستدامة، منها الضرورة الملحة الحاسمة لمعالجة أزمة الإسكان العالمية، تتمثل في الاعتراف بأن السكن اللائق حق من حقوق الإنسان، والوعي بأن عدم كفاية السكن يتفاعل مع الأزمات الأخرى، بما في ذلك الأزمات المناخية والإنسانية، كما أن التمويل أولوية للاستدامة الحضرية، بما في ذلك إطلاق التمويل غير المستغل في المدن.
كما سلط المنتدى الضوء على أهمية الحاجة إلى الاستفادة من الممارسات والحلول القائمة ومشاركتها والتعلم منها، لتسريع العمل بسرعة وعلى نطاق واسع، وكذلك على قوة وإمكانات التحالفات والشراكات، لضمان الاستفادة من الموارد والخبرات، واتخاذ إجراءات على نطاق واسع، للاستجابة للتحديات المعقدة وغير المسبوقة في سبيل تعزيز المجتمعات الحضرية المستدامة.
من جانبه، أكد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، أن «كل شيء يبدأ محلياً، إنه المكان الذي نعيش فيه، نحن قادرون، ويمكننا بناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة»، وقال إن الوزارة ستواصل عملها لخدمة المواطنين، ضمن رحلة طويلة لتوفير «حياة كريمة»، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقديم الأفضل لجميع المواطنين.
وفي ختام فعاليات الدورة الـ12 للمنتدى الحضري العالمي، أطلق المشاركون «نداء القاهرة للعمل»، والذي يتضمن الدعوة إلى مجموعة من الإجراءات التي يتوجب العمل عليها خلال الفترة المقبلة، وتشمل:
- اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة الإسكان العالمية.
- تحقيق الأهداف العالمية من خلال العمل المحلي.
- الحفاظ على التمثيل المنهجي للجهات الفاعلة المحلية على جميع المستويات.
- تقاسم المساحات والفرص الحضرية بشكل شامل.
- التخطيط الحضري لتحقيق نتائج محلية أفضل.
- توفير التمويل للمدن والمجتمعات المحلية.
- ضمان الإنصاف والعدالة للمدن المستدامة.
- الاستفادة من البيانات المحلية والشعبية لصنع القرار.
- تسخير الثقافة والتراث كأحد أصول الاستدامة.
- بناء الائتلافات والتحالفات لتوسيع نطاق التأثير المحلي.
واختتم المشاركون في المنتدى الحضري العالمي «نداء القاهرة» بالتأكيد على أنهم يدركون أن التوسع الحضري هو اتجاه لا رجعة فيه، كما أنه يشكل قوة تحويلية، يمكن إذا تم تسخيرها بشكل فعال، أن تدفع العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي وحماية البيئة والرفاهية، كما أكدوا التزامهم بتعزيز التحضر المستدام، من خلال تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة، وخطة عام 2030، وتسريع التقدم نحو تحقيق الأهداف العالمية الأخرى للتنمية المستدامة.