أعلنت جمعية نوبل في معهد كارولينسكا السويدي في ستوكهولم فوز العالمين الأمريكيين ديفيد جوليوس وآردم باتابوتيان بجائزة نوبل في الطب لعام 2021، لدورهما في اكتشاف مستقبلات درجة الحرارة واللمس، إذ درسا كيفية تفاعُل الكائنات الحية مع درجة الحرارة واللمس.

استخدم جوليوس مادة «الكابسيسين»، وهي مركب لاذع يُكسب الفلفل مذاقه الحار، ما يسبب الإحساس بالحرقان، بهدف التوصُّل إلى بروتين أُطلِق عليه اسم (TRPV1)، وهو بروتين يتأثر بدرجات الحرارة المسببة للألم.

وتؤدي مادة الكابسيسين دوراً بارزاً في آليات العمل على المستويين الخلوي والجزيئي، بما يُسهم في الحد من السمنة، وضبط معدلات تدفق الدم في الشريان التاجي، بالإضافة إلى خصائصها المضادة للميكروبات، والتي ربما تؤثر بشكل غير مباشر، عن طريق تعديل جراثيم القناة الهضمية.

وُلد جوليوس في 4 نوفمبر من عام 1955، وهو عالِم فيسيولوجي أمريكي معروف بعمله على الآليات الجزيئية الكامنة وراء اكتشاف المنبهات الحرارية والمنتجات الطبيعية، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو.

أما باتابوتيان، وهو أمريكي من أصل لبناني، فقد تمكَّن من التعرف على مستقبلات تستجيب لعوامل ميكانيكية، مثل الضغط واللمس في الجلد وغيره من أعضاء الجسم.

وباتابوتيان هو عالِم في مجال الأحياء الجزيئية، ومتخصص في أبحاث الإشارات الحسية في الجهاز العصبي، وُلد في لبنان والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت قبل مجيئه إلى الولايات المتحدة عام 1986 ليصبح مواطناً أمريكياً، وحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة كاليفورنيا، في لوس أنجلوس، عام 1990، ثم حصل على درجة الدكتوراة في علم الأحياء التطوري من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1996، ويعمل حالياً أستاذاً في معهد «سكريبس ريسرش» في كاليفورنيا.

وأدت النتائج التي تمخضت عنها أبحاث العالمين إلى فك شفرة الآليات الأساسية التي تقوم عليها بيولوجيا الحواس، وفضلاً عن ذلك، فإن لها تطبيقات محتملة في المجال الطبي، إذ يسعى الباحثون في وقتنا الحالي إلى العثور على مركبات قادرة على استهداف بعض البروتينات التي اكتشفها جوليوس وباتابوتيان، كوسيلة لعلاج الألم المزمن.

وجائزة نوبل للطب هي إحدى الجوائز التي أوصى بها ألفريد نوبل، مخترع الديناميت الذي توفي عام 1896، وكانت أولى جوائزها من نصيب الألماني إميل فون بهرنج في عام 1901، وتم حجبها لتسع سنوات هي: 1915، 1916، 1917، 1918، 1921، 1925، 1940، 1941،1942.

ووفق الموقع الرسمي لجائزة نوبل، فقد بلغ عدد النساء الحاصلات عليها 12 سيدة، وتُعَد باربرا مكلينتوك المرأة الوحيدة التي تتلقّى جائزة نوبل للطب في عام 1983 دون أن يقاسمها أحد.

وبلغ متوسط أعمار الحاصلين على جائزة نوبل للطب، 58 عاماً، وكان أصغر الحاصلين عليها الجراح اللندني فريدريك بانتينج، الذي كان مهتماَ بدراسة دور البنكرياس في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للسكر والكربوهيدرات، إذ حصل عليها عام 1923، وهو في عمر 32 عاماَ لاكتشافه الإنسولين.

بينما يحتفظ العالم الأمريكي بيوتن روس على مكانته كأكبر الحاصلين على جائزة نوبل للطب عمراً، إذ حصل عليها عام 1966، عن عمر ناهز الـ87 عاماً، لاكتشافه الفيروسات المسببة للسرطان، وذلك مناصفة مع مواطنه تشارلز هوجنز.

ولم تخلُ قائمة الفائزين بجائزة نوبل للطب من روح العائل، إذ فازت بها جيرتي رادنيتز كوري، تشيكوسلوفاكية المولد وأمريكية الجنسية، مشاركةً مع زوجها عام 1947، لاكتشافهما عمليات تحول مادة الجليكوجين في الحيوان إلى سكر ممكن استخدامه، وعزلهما إنزيم الفوسفوريلاز اللازم لإتمام تلك العملية، والأمر نفسه بالنسبة للنرويجية ماي بريت موزر، التي شاركت زوجها إدوارد موزر في الحصول على الجائزة في عام 1914، لأبحاثهما في مجال آلية تحديد المواقع داخل المخ البشري.

وجمعت علاقة الأبوة بين جائزتي الطب والكيمياء في مناسبتين، إذ حصل عليها العالم السويدي أولف فون أولر عام  1970، مكرراً إنجاز والده هانز ڤون أولر- تشلپين، الذي فاز بجائزة نوبل للكيمياء عام 1929، أما المناسبة الثانية فكانت من نصيب عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي آرثر كورنبيرج، الذي تقاسم جائزة نوبل في الطب عام 1959 مع سيفيرو أوتشوا، لاكتشافه آلية التخليق البيولوجي للحمض النووي منقوص الأكسجين، وهو الإنجاز الذي كرره نجله روجر كورنبيرج، الذي حصل على جائزة نوبل للكيمياء عام 2006.

وتنوعت تخصصات الحاصلين على جائزة نوبل للطب بين السمعيات، وعلم الجراثيم، والكيمياء الحيوية، وعلم وظائف الأعضاء الخليوي، والأمراض الجلدية، وعلم الأحياء التطوّري، والتصوير التشخيصي، وتِقنيات التشخيص، وعلم وظائف أعضاء الجهاز الهضمي، وعلم الأجِنّة، وأمراض الغُدد الصمّاء، والوراثة، والسلوك، وأمراض الجهاز الهضمي، والدم، والمناعة، وعلم الأورام، والتمثيل الغذائي، وعلم الأحياء الدقيقة، والبيولوجيا الجزيئية، والتشريح العصبي، والفسيولوجيا العصبيّة، والتغذية، والبصريات، والأذن والحنجرة، والجراحة، وعلم الحيوان، والفيروسات، والطب التناسلي.