«المرأة هي الضحية الأولى للتغيرات المناخية، ولكنها في المقابل، فاعلة استثنائية لتحقيق التغيير»، شكلت هذه الرؤية خطة عمل أول امرأة يتم اختيارها للقب «بطل المناخ»، وهي وزيرة البيئة المغربية السابقة، الدكتورة حكيمة الحيطي، خلال الدورة 22 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-22)، الذي عُقد في مدينة مراكش، خلال الفترة من 7 إلى 18 نوفمبر 2016.

ونتيجة للدور المتنامي الذي تقوم به الجهات غير الحكومية في العمل المناخي، مثل مؤسسات المجتمع المدني، وشركات القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل، ومراكز الأبحاث والجامعات، والتجمعات الإقليمية والمحلية، اتفق قادة العالم خلال مؤتمر الأطراف في باريس (COP-21) عام 2015، على أن تقوم الدولة المضيفة بتسمية «بطل المناخ» لتمثيل رئاسة المؤتمر في التنسيق مع تلك الجهات.

وأثناء استعدادات المملكة المغربية لاستضافة المؤتمر الأطراف للمرة الثانية في 2016، حيث سبق واستضافت المغرب مؤتمر (COP-7) عام 2001، أصدر الملك محمد السادس قراراً بتشكيل اللجنة الرئاسية للمؤتمر، برئاسة وزير الخارجية في ذلك الوقت، صلاح الدين مزوار، وضمت اللجنة 7 شخصيات بارزة، كما تم تعيين وزيرة البيئة السابقة، حكيمة الحيطي، مبعوثة خاصة للمملكة المغربية.

لم تكن «الحيطي» هي «بطلة المناخ» الوحيدة للدورة 22 من مؤتمر الأطراف، وإنما تمت تسميتها لهذه المهمة إلى جانب الدبلوماسية والسفيرة الفرنسية، لورانس توبيانا، التي استضافت بلادها الدورة السابقة، حيث اعتمد قادة الدول اتفاقاً تاريخياً، يدعو إلى مكافحة تغير المناخ، وتسريع وتكثيف الإجراءات والاستثمارات اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام منخفض الكربون، والتكيف مع الآثار المتزايدة لهذه الظاهرة.

وخلال مؤتمر مراكش، أطلقت «بطلة المناخ» المغربية، وإلى جانبها شريكتها الفرنسية، ما يُعرف بـ«جدول أعمال العمل المناخي العالمي»، وذلك بهدف تعزيز العمل التعاوني بين الحكومات والمدن، ورجال الأعمال والمستثمرين والمواطنين، كما أطلقتا عملية تشاورية من أجل معرفة وجهات نظر الحكومات والمعنيين من غير الدول، حول هذه الرؤية، لتخفيض الانبعاثات، ومساعدة الدول المتضررة.

وخلال إحدى الفعاليات الخاصة بانخراط النساء في مواجهة التغيرات المناخية، ضمن أعمال مؤتمر الأطراف في مراكش، قالت «الحيطي» إن «المرأة هي الضحية الأولى للتغيرات المناخية، لكنها في المقابل فاعلة استثنائية لتحقيق التغيير»، حيث أكدت على ما تتمتع به النساء من قدرات على مستوى المبادرة، خصوصاً إذا تعلق الأمر بقضية «كونية» مثل قضايا التغيرات المناخية.

كما دعت بطلة المناخ المغربية، في تصريحات لإذاعة الأمم المتحدة، إلى أهمية مد الجسور بين القطاع الخاص والأطراف الأخرى الفاعلة في قضايا المناخ، وقالت: نحن نركز على هدفين، الهدف الأول هو أن نجعل القطاع غير العام يصدر المبادرات على أرض الواقع، من أجل أن يقلص من الانبعاثات الغازية، ومن أجل أن تتضافر الجهود مع جهود الدول، من أجل أن نصل إلى هدف أقل من درجتين مئويتين.

وأضافت أن «النقطة الثانية هي التكيف، حيث لابد من أن تكون في تلك الأجندة إعلانات ومبادرات تهم التكيف، واعتبرت أن الهدف الأساسي، هو بناء شراكة ما بين القطاع الخاص أو غير العام، والدول الأطراف، من أجل أن يكون هناك تضافر وتوحيد للجهود، من أجل الوصول إلى الهدف»، مشيرةً إلى أن 80% من القرارات بشأن إجراءات المناخ، يتم تنفيذها من قبل جهات فاعلة من غير الدول.

ولدت الدكتورة حكيمة الحيطي في مايو 1963، وحصلت على شهادة الإجازة في ميكروبيولوجيا المياه من كلية العلوم بجامعة فاس في عام 1986، ودبلوم الدراسات البيئية في جامعة مكناس عام 1987، وحصلت على الدكتوراه في علوم البيئة سنة 1991، كما حصلت على الدكتوراه في الهندسة والبيئة من جامعة سانت إتيان بفرنسا، وشهادة في الاتصال السياسي من جامعة واشنطن.

بدأت مسيرتها المهنية بالانضمام إلى «الحركة الشعبية» عام 2003، وشغلت رئاسة لجنة العلاقات الخارجية عام 2012، حيث لعبت دوراً كبيراً في عقد الشراكات مع عدد من الأحزاب والمؤسسات التنموية في كل من بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وهولندا وجبل طارق، وشاركت في مراقبة الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة عام 2008، والانتخابات التشريعية بالمملكة الأردنية في 2020.