ابتكر فريق من الباحثين إشارات مرور ذكية لتنبيه السائقين على الطرق السريعة، عن طريق تزويدهم بمعلومات حول الحركة المرورية، وحالة الطقس، وذلك وقت حدوثها، لتجنب كثير من المخاطر الطارئة، ومنع حدوث التصادمات، خاصةً في أوقات سوء الأحوال الجوية.
تتميز هذه الإشارات بقدرتها على تزويد السائقين بهذه المعلومات، باستخدام أجهزة رادار تعمل بتقنية الدوبلر، التي تعتمد على الموجات فوق الصوتية، كما أنها مزودة بكاميرات الفيديو، ورادارات صوتية، بالإضافة إلى محطات للطقس يمكنها التنبؤ بأي تغيُّرات جوية مفاجئة.
تم الكشف عن هذه الإشارات المرورية، التي توصف بأنها الأكثر ذكاءً حتى الآن، خلال اجتماع جمعية الصوتيات الأمريكية، التي عقدت فعالياتها عن بُعد أواخر شهر ديسمبر الماضي، عبر المنصات الإلكترونية، حيث قدم أندرزيج تشيزيفسكي، أستاذ الوسائط المتعددة في جامعة «جدانسك» للتكنولوجيا، في بولندا، عرضاً لمشروع بحثه التطبيقي لتطوير إشارات مرورية مستقلة مزودة بأجهزة رادار صوتية مدمجة.
وعن أهمية ابتكار هذه الإشارات الذكية، قال: «يمكننا تطوير مستشعر ناقل صوتي، بما يسمح لنا بمعايرته واستخدامه في قياس حجم كثافة الحركة المرورية على الطرق السريعة، وذلك عن طريق إحصاء عدد المركبات، من خلال تحليل الضوضاء الصادرة عنها في أثناء مرورها»، وتابع بقوله: «يتيح عملنا أيضاً عقد مقارنة بين كفاءة استخدام موجات الميكروويف الدقيقة وطرق الرادار الصوتية، ويمكن استخدام الإشارات التي يتم الحصول عليها عن طريق أجهزة رادار الدوبلر كمصدر مرجعي عند الحاجة».
وأوضح، بحسب تقرير نشره موقع «للعلم»، الذي يُعد النسخة العربية لمجلة «ساينتفك أمريكان»، أنه رغم أن مستشعر الناقل الصوتي، الذي يشكل تجسيداً للرادار الصوتي، يكون أقل دقةً من رادار الدوبلر في إحصاء عدد المركبات، كما أنه لا يمكنه قياس سرعة السيارة بالدقة نفسها، إلا أنه يتميز بعدة خصائص رئيسية مقارنةً بأجهزة استشعار الدوبلر.
ولعل أبرز هذه الخصائص تتمثل في أنه لا يُصدر أي إشارات، كما أنه لا يتأثر بالتداخل الكهرومغناطيسي، على عكس مستشعرات الدوبلر، كما أن مستشعر الناقل الصوتي يتيح أيضاً تحليل الإشارات الصوتية، لتقييم الظروف الجوية المختلفة على الطريق، ما إذا كانت رطبة أو جافة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المشروع يتيح تصميم وتطوير إشارات مرورية متنقلة، يمكن وضعها على حامل متحرك، أو تعليقها أعلى الطريق، تنبه السائقين إلى السرعات الموصى بها، والتي يجري تحديثها بصورة ديناميكية، ويتم تحديدها تلقائياً بواسطة وحدة إلكترونية مدمجة في الإشارة المرورية على الطريق.
وبينما اعتبر أن تصميم وتطوير إشارات مرورية أكثر ذكاءً أمر في غاية الأهمية لحل العديد من المشكلات البحثية والفنية، فقد أكد قائد فريق البحث أن هذه التكنولوجيا كانت على وشك دخول الخدمة فعلياً في وقت سابق من العام الماضي، إلا أن تداعيات «جائحة كورونا» تسببت في إبطاء عمليات الإنتاج، مشيراً إلى أنه بدأ العمل في ذلك المشروع البحثي التطبيقي منذ عام 2017، وتم تصميم المعدات، والحصول على براءة اختراع لها، وبالفعل بدأ تنفيذ اختبارات لها على الطريق.