القمر الصناعي «ضوء 1» ثمرة التعاون البناء بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وصل إلى محطة الفضاء الدولية هذا الأسبوع، على متن الصاروخ «فالكون 9»، التابع للمؤسسة الأمريكية لتكنولوجيا الفضاء، وذلك بعد خضوع القمر لعدد من الاختبارات لمحاكاة البيئة الفضائية، مثل اختباري الحرارة والاهتزاز، إضافة إلى اختبارات الاتصال ومراجعة إجراءات سلامة القمر الاصطناعي.
ويُعد «ضوء 1» ثمرة للتعاون البناء بين وكالة الإمارات للفضاء، والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين، ويترجم هذا المشروع الفضائي المشترك عمق العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، ومستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات، وعلى رأسها قطاع الفضاء، ومن المقرر أن يتم التحكم في القمر وإيصاله إلى مداره تحت إشراف وكالة الفضاء اليابانية.
ويعتبر «ضوء 1» من الأقمار الاصطناعية النانو مترية متناهية الصغر، ولكنه لا يختلف من ناحية التكنولوجيا المستخدمة في تصميمه عن غيره من الأقمار الاصطناعية الأكبر حجماً، وهو من الأقمار المكعبة «كيبوسات»، ويتكون من 3 وحدات، وتم استلهام اسم القمر «ضوء 1» من عنوان كتاب «الضوء الأول»، وهو من تأليف العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يتناول جوانب مهمة من تاريخ المملكة.
وجرى تصميم وبناء القمر الاصطناعي «ضوء 1» بأيدي وكفاءات بحرينية وإماراتية من مختلف التخصصات الهندسية، وعمل الفريق المشترك على إنجاز المشروع في مختبرات الفضاء بدولة الامارات، وضم الفريق الذي عمل على إنجاز تصميم وبناء القمر 23 طالباً جامعياً، من بينهم 9 طلاب بحرينيين، و14 طالباً إماراتياً من جامعة خليفة، وجامعة نيويورك أبوظبي.
وعند وصوله إلى مداره حول الأرض، سيقوم القمر الاصطناعي «ضوء 1» برصد ودراسة انبعاثات أشعة «غاما» الأرضية، الناتجة عن العواصف الرعدية والسحب الركامية، وستكون البيانات متاحة لأغراض البحوث والدراسات العلمية، ويمكن لهذه البيانات أن تكون مرجعاً لأبحاث مختلفة في نفس المجال، إضافة إلى إمكانية مشاركة هذه البيانات، والتعاون في دراستها مع مراكز أبحاث مختلفة حول العالم.
ويشهد التعاون الفضائي بين دولة الإمارات ومملكة البحرين تطورات متسارعة بهدف تحقيق طموحات وخطط الدولتين في القطاع الفضائي، وبالإضافة إلى القمر المشترك «ضوء 1»، تقوم جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي بتدريب نخبة من منتسبي الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على تقنيات الفضاء وإشراكهم في تنفيذ عدة مشاريع، بما يسهم في تأهيلهم وإكسابهم خبرات في قطاع الفضاء بمملكة البحرين.
وفي إطار الشراكة المتميزة بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين، تشارك الوكالة الإماراتية في معرض البحرين الدولي للطيران، المقرر عقده أواخر العام المقبل، وتم الاتفاق على ذلك بالفعل، وتوقيع خطاب نوايا بين كل من سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الامارات للفضاء، والمهندس كمال بن أحمد محمد، وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين، وذلك على هامش معرض دبي للطيران 2021، الذي شهد بدوره مشاركة بحرينية متميزة.
كما تُعتبر مملكة البحرين عضواً مؤسساً في المجموعة العربية للتعاون الفضائي، وهي مبادرة تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز التعاون الفضائي بين الدول العربية، وتضم في عضويتها 14 دولة، وتتخذ من أبوظبي مقراً لها.