جددت منظمات الإغاثة الدولية والوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تحذيراتها من تفاقم مشكلات «الجوع» وانعدام الأمن الغذائي في أنحاء مختلفة من العالم، حيث قدرت هذه المنظمات عدد البشر الذين يقفون على حافة الجوع عند نحو 130 مليون شخص.
وفي رسالة بمناسبة «يوم الأغذية العالمي»، الذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن نحو 130 مليون شخص قد يُدفعون إلى «حافة المجاعة» بحلول نهاية هذا العام، علاوة على 690 مليون شخص يفتقرون أصلاً إلى الطعام الكافي، وفي الوقت نفسه، لا يستطيع أكثر من 3 مليارات شخص تحمل تكاليف اتباع نظام غذائي صحي.
واعتبر الأمين العام للمنظمة الدولية أن قرار لجنة « جائزة نوبل للسلام» بمنح جائزة هذا العام إلى برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، هو «بمثابة اعتراف بحق جميع الناس في الغذاء، وبسعينا المشترك إلى القضاء على الجوع.. في عالم من الوفرة، يعد إهانة بالغة أن يذهب مئات الملايين من الناس إلى الفراش جائعين كل ليلة«.
وبينما جاءت «جائحة كوفيد-19» لتزيد من تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم، إذ تردت إلى أدنى مستوى لم تشهده منذ عقود، فقد استطرد الأمين العام في رسالته بمناسبة يوم الأغذية العالمي قائلاً: «ونحن إذ نحتفل بالذكرى السنوية الـ75 لإنشاء منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).. فإننا نحتاج إلى تكثيف جهودنا لتحقيق رؤية أهداف التنمية المستدامة»، وأوضح أن «ذلك يعني مستقبلاً يحصل فيه كل شخص، في كل مكان، على التغذية التي يحتاج إليها».
ولفت «غوتيريش» إلى أن الأمم المتحدة تعتزم عقد مؤتمر قمة لنظم الأغذية، العام المقبل، من أجل حفز العمل على تحقيق هذه الرؤية، داعياً إلى أهمية أن نجعل نظم الأغذية أكثر مقاومة للتقلبات وللصدمات المناخية، وأضاف: «يتعين علينا أن نضمن نظماً غذائية مستدامة وصحية للجميع، وأن نقلل إلى أدنى حد، من هدر الأغذية.. نحن بحاجة إلى نظم أغذية توفر سبل العيش اللائقة والآمنة للعمال.. ولدينا الدراية والقدرة لإيجاد عالم أكثر إنصافاً واستدامة وقدرة على الصمود»، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، في ختام رسالته، إلى ضرورة الالتزام بالشعار الذي رفعته منظمة الفاو في الذكرى الـ75 لتأسيسها، وهو «معاً ننمو ونتغذى ونحافظ على الاستدامة».