جدد الاتحاد الأوروبي إعرابه عن قلقه البالغ إزاء تكرار استهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية في قطاع غزة، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في أعقاب تدمير محطة معالجة المياه في رفح، جنوب القطاع الفلسطيني، وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إن «استهداف البنية التحتية الحيوية المنقذة للحياة يشكل جريمة حرب».

وبينما أعلن الاتحاد الأوروبي انضمامه إلى الدعوات الدولية بشأن ضرورة إجراء تحقيق لتوضيح ملابسات تدمير محطة معالجة المياه في رفح، جراء القصف الإسرائيلي، فقد عبر «بوريل» عن قلقه العميق إزاء انهيار أنظمة الصرف الصحي، وإدارة النفايات الصلبة والصحة، مما يتسبب في انتشار الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال، والتهابات الجلد والجهاز التنفسي، وخاصةً بين الأطفال.

وجاء في بيان صحفي، نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، وتلقته «جسور 2030»، أن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة تُهيئ ظروفاً تهدد حياة المدنيين، الذين يعانون بالفعل من الضعف الشديد، وما زالوا يتعرضون للجوع والنزوح المتكرر إلى مخيمات النازحين المكتظة للشهر العاشر على التوالي، دون نهاية في الأفق للصراع، ولا وجود لمكان آمن يذهبون إليه.

وأضاف الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، بحسب ما جاء في البيان، أن «استهداف البنية التحتية الحيوية المنقذة للحياة يشكل جريمة حرب»، داعياً جميع الأطراف إلى اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية المدنية الحيوية، مؤكداً على أهمية الوصول الكامل والسريع والآمن وغير المقيد إلى المساعدات الإنسانية بالقدر اللازم للفلسطينيين، كما أعاد التأكيد على أهمية احترام وتنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية، الملزمة قانوناً، وشدد على أنه «لا بد من التحقيق بشكل شامل ومستقل، في انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وضمان المساءلة».

وحث الاتحاد الأوروبي، في ختام بيانه، الحكومة الإسرائيلية على ضرورة الامتناع عن الإجراءات التي تؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية للسكان المدنيين في غزة، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، مع ضرورة السعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء محنة المدنيين في غزة، إضافة إلى المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.

وفيما يلي نص بيان الممثل السامي للاتحاد الأوروبي بشأن تدمير الهياكل الأساسية المدنية الحيوية وتدهور الوضع الإنساني:

يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ إزاء التدمير المستمر للبنية التحتية المدنية الأساسيّة، بما في ذلك محطة لمعالجة المياه في رفح، وينضم إلى النداءات الدولية لتوضيح هذا الحادث.

تؤدي الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة إلى ظروف تهدد حياة السكان المدنيين الذين يعانون من ضعف شديد ولا يزالون عرضة للمجاعة والنزوح المتكرر إلى مخيمات مكتظة للشهر العاشر على التوالي، دون نهاية لهذا الوضع في الأفق، ولا مكان يذهبون إليه. نشعر بقلق عميق إزاء انهيار نظام الصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة والنظم الصحية، مما يتسبب في انتشار الأمراض بما في ذلك شلل الأطفال والتهابات الجلد والجهاز التنفسي، خاصّة ضمن الأطفال.

ونذكّر بأن استهداف البنية التحتية الحيوية المنقذة للحياة يشكل جريمة حرب. كما نحث جميع الأطراف على اتخاذ كافّة الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية المدنية الحيوية. ونكرر التأكيد على الحاجة الملحة إلى النّفاذ الكامل والسريع والآمن ودون عوائق إلى المساعدة الإنسانية على النطاق اللازم للفلسطينيين. وفي هذا السياق، نؤكد مجدّدا على أهمية احترام وتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، الملزمة قانونا. ولا بد من إجراء تحقيق شامل ومستقل في انتهاكات القانون الإنساني الدولي وضمان المساءلة.

نحث الحكومة الإسرائيلية على الكف عن الأعمال التي تزيد من سوء الظروف المعيشية للسكان المدنيين في غزة والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وهناك حاجة ملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار لوضع حدّ لمحنة المدنيين في غزة، إضافة إلى المحتجزون الإسرائيليين.