منح المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار مزيداً من الزخم للجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال فترة التعافي من جائحة كورونا، حيث جاء انعقاد النسخة الرابعة من المنتدى، أواخر شهر مارس الماضي، بالتزامن مع ملتقى الاستثمار السنوي، ضمن فعاليات معرض «إكسبو دبي» بدولة الإمارات العربية المتحدة.

تضمنت فعاليات النسخة الرابعة للمنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار، التي شارك فيها أكثر من 1000 من قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين ورجال الأعمال، التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز ريادة الأعمال والابتكار والاستثمار، في إطار جهود التعافي في فترة «ما بعد جائحة كورونا».

الدكتور هاشم حسين، رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، أكد في كلمته بافتتاح المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار، أنه «منتدى حواري» بين رواد الأعمال والمؤسسات الخدمية التي تدعمهم في أكثر من 100 دولة من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف أن المشاركين في المنتدى، الذي عُقد تحت شعار «تواصل العقول نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال ريادة الأعمال والابتكار والاستثمار في عصر ما بعد جائحة كورونا»، ناقشوا على مدار 3 أيام، سبل تعزيز الشراكات العالمية وريادة الأعمال والابتكار وفرص الاستثمار من أجل تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

واعتبر رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا أن جائحة كـوفيد-19 شكلت تحدياً كبيراً في كيفية التعامل مع رواد الأعمال، وكيفية مواصلة أنشطتهم في خضم الجائحة العالمية، لافتاً إلى أن المنتدى يركز على مسألة تعزيز قدرة رواد الأعمال على الصمود، وكيف يمكن للمنظمات الدولية والمؤسسات الدولية ومراكز البحوث أن تتواصل في سبيل دعم المؤسسات الصغيرة ورواد الأعمال على مستوى العالم.

وأوضح أن «إعلان الإمارات العربية المتحدة»، الذي تم تبنيه في ختام المنتدى، سيركز بصورة أساسية على كيفية دعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة والناشئة في فترة ما بعد جائحة كورونا، مشيراً إلى أن المركز العربي الدولي لريادة الأعمال، التابع لليونيدو، يوجد مقره في مملكة البحرين، ويضم أكثر من 52 دولة حول العالم، بما في ذلك الدول العربية والدول الأفريقية جنوب الصحراء.

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية تستدعي مزيداً من التعاضد والتعاون، داعياً كافة الفاعلين في الدول العربية إلى التكاتف وتعزيز الاستثمار البيني العربي، للاستفادة من الفرص والمزايا التي تتيحها دول المنطقة، مؤكداً أنها «كثيرة وواعدة، ومن شأنها خلق فرص عمل جديدة، وإعادة بعث مسار التنمية في المنطقة».

وأضاف أن التكامل في الاقتصادي العربي من أهم الأولويات التي تسعى جامعة الدول العربية إلى تحقيقها، من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي، ورفع معدلات التجارة والاستثمار بين الدول العربية، مشيراً إلى دور منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى، التي دخلت حيز التطبيق في عام 2005، وأسهمت بشكل لافت في تطوير التجارة البينية العربية، كما تعمل الجامعة حالياً على الانتهاء من المسودة الأولى من اتفاقية الاستثمار العربية المحدثة، التي سترفع للقمة العربية القادمة لاعتمادها.

وبينما أوضح «أبو الغيط» أن الجامعة العربية بدأت الإعداد لمشروع اتفاقية عربية جديدة بشأن إصدار تأشيرة عربية موحدة لرجال الأعمال والمستثمرين العرب، بغرض تسهيل تنقلاتهم بين الدول العربية، فقد أعرب عن أمله في أن يخرج المنتدى بأفكار ومبادرات تخدم جهودنا لتسريع مسار التعافي، وتسهم في تعزيز الاستثمار وبيئة ملائمة لريادة الأعمال في المنطقة العربية.

أما الدكتور أحمد بن عبد الله الفلاسي، وزير الدولة الإماراتي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، فقال في كلمته أمام افتتاح المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار، إن العام الماضي، وبرغم ما شهده من ظهور متغيرات جديدة لكوفيد-19، إلا أنه كان مثمراً بالنسبة لبلاده، التي استثمرت بكثافة في أنظمة الرعاية الصحية.

وتطرق الدكتور محمود محيي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي إلى الدور الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة، وقال إن «الإمارات العربية المتحدة تعطينا الأمل والثقة في تعاف من الجوائح الصحية والجوائح الاقتصادية، التي يمر بها العالم هذه الأيام»، مشيراً إلى أن هذه الجوائح تذكرنا بـ«أيام عجاف»، مر بها العالم خلال عامي 2007 و2008، نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية.

وأشاد «محيي الدين» بالأداء الاقتصادي للدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج، قائلاً إنها «أخذت بأسباب العلم، وزيادة الاستثمارات في التعليم، وفي الرعاية الصحية، والثورة التكنولوجية، وأيضاً اهتمامها بموضوعات الاستدامة وتغيرات المناخ»، وأضاف أن هذه الاستثمارات منحت دول الخليج الفرصة للصمود والنمو والتطور، معرباً عن أمله في أن تحذو جميع الدول العربية حذوها وتستثمر في هذه المجالات.