فرضت أزمة فيروس «كورونا» نفسها بقوة على أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث اضطر غالبية قادة العالم إلى تسجيل كلماتهم مسبقاً، لعرضها على شاشات داخل القاعة الرئيسية للمنظمة في نيويورك، وعبر قنواتها الإعلامية ومنصاتها الإلكترونية، وفقاً لقرار اعتمدته الجمعية العامة، في ضوء الإجراءات الاحترازية لمجابهة جائحة «كوفيد-19».
ورغم عدم قدرة الأمم المتحدة على جمع قادة العالم في مقرها على النحو المعتاد، فقد شهدت الجمعية العامة ما يمكن وصفها بأكبر مشاركة من قبل رؤساء الدول والحكومات في تاريخ المنظمة، تنوعت كلماتهم ما بين استعراض الأثار المدمرة لجائحة «كورونا»، وإطلاق الدعوات لإصلاح النظام العالمي الجديد، إلى مناشدات باستغلال الفرصة لإعادة البناء بشكل أفضل يخدم الجميع، ويحقق أهداف التنمية المستدامة.
وفيما يلي يستعرض موقع «جسور 2030» أبرز ما جاء في كلمات عدد من قادة العالم أمام الدورة 75 للجمعية العامة، التي امتدت على مدار أسبوعين، خلال الفترة من منتصف سبتمبر حتى أول أكتوبر 2020:
عبد الفتاح السيسي رئيس مصر:
«نهر النيل ليس حكراً لطرف بعينه، ومياهه تمثل بالنسبة لمصر ضرورة للبقاء، دون انتقاص من حقوق الأشقاء.. ومصر عازمة على دعم الأشقاء الليبيين لتخليص بلدهم من التنظيمات الإرهابية والمليشيات، ووقف التدخل السافر من بعض الأطراف الإقليمية التي عمدت إلى جلب المقاتلين الأجانب إلى ليبيا.. كما أن مصر وباعتبارها عضواً مؤسساً للأمم المتحدة، تمتلك رؤية إزاء النهج الذي يتعين اتباعه لتحسين أداء وتطوير فاعلية النظام الدولي متعدد الأطراف، مع التركيز بشكل خاص على الأمم المتحدة».
الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية:
«تحقيق النجاح في المعركة ضد الإرهاب والتطرف، يتطلب تكثيف جهودنا المشتركة من خلال مواجهة هذا التحدي بشكل شامل، يتناول مكافحة تمويل الإرهاب، والفكر المتطرف.. ودعمت المملكة مركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، بمبلغ 110 ملايين دولار، وأنشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، كما تستضيف المملكة المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب.. العالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في جائحة (كورونا) وآثارها الصحية والإنسانية والاقتصادية، وأعلنت المملكة عن تقديم مبلغ 500 مليون دولار لدعم جهود مكافحة الجائحة، وتعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة».
عبد المجيد تبون رئيس الجزائر:
«قطعت الجزائر خلال الأشهر الماضية، بالرغم من الظرف الصحي الصعب، أشواطاً في مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. إن الظرف الصعب الذي فرضته جائحة (كوفيد-19) لم يثن الجزائر عن مواصلة الجهود في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتشارف بلادي على الانتهاء من وضع إطار وطني خاص بمؤشرات قياس درجة التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة».
الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن:
«وضعت أزمة كورونا مرآة أمام عالمنا، لترينا نقاط الضعف في نظامنا العالمي، وهكذا فإنها قد منحتنا ما يمكن وصفها باللحظة التاريخية لإعادة النظر في دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، لتصبح أكثر تأثيراً في التعامل مع التحديات القديمة والجديدة، سواء كانت أوبئة أو صراعات محتدمة.. هذه الأوقات استثنائية في تاريخ البشرية والأمم المتحدة.. لا يمكننا التغلب على الفيروس بالانطواء على أنفسنا، لأنه لا يتوقف عند الحدود بين الدول، وكذلك يجب ألا يتوقف التعاون بيننا».
برهم صالح رئيس العراق:
«الفساد خطف من العراقيين التمتع بنعم بلادهم، بل ساهم في تدميرها لسنوات طويلة.. العراقيون يشعرون بالكثير من المرارة والغضب إزاء أثر الفساد على دولتهم.. لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا بتجفيف منابع تمويله وإنهاء الفساد، بوصفه الاقتصاد السياسي للعنف والإرهاب، وتأثيره المدمر على اقتصاديات الدول وتعطيل إرادة الشعوب في التقدم والبناء».
دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة:
«لقد أعلناها حرباً مفتوحة على عدو خفي، ألا وهو الفيروس الصيني الذي أودى بحياة أعداد هائلة من الناس في 188 دولة.. أمريكا كانت سباقة إلى وضع علاجات منقذة للأرواح، وبفضل الجهود الأمريكية الحثيثة، وصلت 3 لقاحات إلى مرحلة الاختبار الأخيرة.. وأنا على ثقة بأننا سننتصر على الفيروس، ونضع حداً للجائحة، وسنبدأ عهداً جديداً من الازدهار والتعاون والسلام، وإذ نسعى نحو هذا المستقبل المشرق، لابد وأن نحاسب الدولة التي أطلقت هذا الطاعون ليغزو عالمنا، الصين».
بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا:
«تدعم المملكة المتحدة جهود منظمة الصحة العالمية لاستكشاف مسببات مرض (كوفيد-19)، مهما كانت الحاجة كبيرة للإصلاح، إلا أن منظمة الصحة العالمية ما زالت الجهة الوحيدة التي تقود البشرية ضد مخاطر المرض، ولذلك فإننا في المملكة المتحدة من بين أكبر الممولين الدوليين للمنظمة، وسنسهم بـ340 مليون جنيه إسترليني خلال الأعوام الأربعة المقبلة، بما يمثل زيادة بنسبة 30%».
شي جين بينغ رئيس الصين:
«يجب أن نرفض محاولات بناء تكتلات لإقصاء الآخرين، وأن ننظر إلى بعضنا البعض كأعضاء في نفس الأسرة الكبيرة، وأن نواصل التعاون المربح للجميع، وأن نتجاوز الخلافات الأيديولوجية ولا نقع في فخ صراع الحضارات.. جائحة (كوفيد-19) تذكر العالم بأننا نعيش في قرية مترابطة ولديها مصلحة مشتركة، ترتبط جميع البلدان فيها ارتباطاً وثيقاً، وتتقاسم مستقبلاً مشتركاً.. في الوقت الحالي، وصلت العديد من لقاحات (كوفيد-19) التي طورتها الصين إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وعند اكتمال تطويرها وإتاحتها للاستخدام، ستصبح هذه اللقاحات منفعة عامة عالمية، وسيتم توفيرها للبلدان النامية الأخرى».
نارندرا مودي رئيس وزراء الهند:
«حتى خلال هذه الأوقات العصيبة من تفشي جائحة (كوفيد-19)، أرسلت صناعة الأدوية في الهند عقاقير أساسية لأكثر من 150 بلداً، وباعتبارها أكبر مُصنّع للقاحات في العالم، أود أن أقدم للمجتمع الدولي اليوم مزيداً من التطمينات، إن قدرة الهند على إنتاج وتوزيع اللقاحات ستُستخدم لمساعدة البشرية جمعاء من أجل مكافحة هذه الأزمة».
جاستن ترودو رئيس وزراء كندا:
«العالم في أزمة، ليس فقط بسبب ما حدث في الأشهر القليلة الماضية، ليس فقط بسبب جائحة (كوفيد-19)، ولكن بسبب ما حدث في العقود القليلة الماضية، وبسببنا جميعا، هذا هو جرس الإنذار لنا، ولا يمكن أن نتجاهله.. في كثير من الأحيان يُعطل العمل المتضافر، يُحرم مواطنونا من احتياجاتهم نتيجة الجمود في أجهزة صنع القرار، لماذا؟.. بسبب عدم وجود عواقب كافية على الدول التي تتجاهل القواعد الدولية».
محمد عبد الله فارماجو رئيس الصومال:
«رغم تحديات جائحة (كوفيد-19)، ما زلنا نعمل بجد لإجراء الانتخابات الجامعة التي يتمكن فيها الشعب الصومالي من تحديد مستقبله، إننا ملتزمون بقوة بتعزيز التقاليد القوية للديمقراطية، والحكم الخاضع للمساءلة الذي يخدم الشعب الصومالي أولاً وأخيراً».
جوفينيل مويس رئيس هايتي:
«تلقت هايتي مساعدات تقدر بمليارات الدولارات من المجتمع الدولي على مدى العقد الماضي، ولكن الظروف المعيشية للهايتيين لم تتحسن، إنفاق هذه المليارات من الدولارات، لم يضع غالباً في الحسبان أولوياتنا واحتياجاتنا وحتى حربنا ضد الفقر.. من منطلق التنمية المستدامة، ندعو المانحين وكل الدول الصديقة إلى إجراء تحليل نقدي للمساعدة الدولية المقدمة لهايتي وفاعليتها، نريد مشاريع تتكيف مع احتياجاتنا وتلبي أولوياتنا، وتسمح لنا بالقيام بتنمية اقتصادية موجهة لخدمة الناس، وقائمة على الإنتاج المحلي وتعزيز قدرة مؤسساتنا، نريد مشاريع تعود بأثر إيجابي على مكافحة الفقر، وتراعي القضايا الاجتماعية والبيئية لهايتي».