بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن تقرير التنمية المستدامة لهذا العام ما زال يحمل «بصيص أمل»، فقد دعا إلى عدم التخلي عن الوعد بإنهاء الفقر وحماية الكوكب، واعتبر أن الفشل في تأمين السلام ومواجهة تغير المناخ وتعزيز التمويل، يقوض التنمية، ولذلك يجب الإسراع من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

وعلى هامش إطلاق تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2024، الذي حصلت عليه «جسور 2030»، قال غوتيريش إنه «ليس لدينا وقت لنضيعه»، وأوضح أن 17% فقط من الأهداف تسير على المسار الصحيح، وأن جهود تحقيق تقدم في أكثر من ثلث هذه الأهداف، إما توقفت أو تراجعت، وأضف أنه «في عالم من الثروة والمعرفة والتكنولوجيات غير المسبوقة، فإن حرمان الكثيرين من الاحتياجات الأساسية أمر لا يمكن تبريره».

إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أكد أن التقرير يحمل «بصيص أمل»، مستشهداً ببعض الأمثلة، بما فيها تحقيق الفتيات، في أغلب المناطق، المساواة مع الأولاد في التعليم، وتحطيم النساء المزيد من «الأسقف الزجاجية» في السياسة والأعمال وغيرها، وارتفاع معدل الوصول لخدمات الإنترنت، إضافة إلى انخفاض معدلات الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية «الإيدز»، وتحسين نظم الرعاية الصحية.

وحذر غوتيريش من معدلات سرعة وحجم التغيير اللازمين للتنمية المستدامة لا يزالان بطيئين للغاية، محدداً ثلاثة مجالات يجب أن يتم المضي قدماً فيها وبسرعة أكبر، قائلاً: « أولاً، نحن بحاجة إلى العمل من أجل السلام»، وأضاف: «من غزة إلى السودان وأوكرانيا، وما وراء ذلك، حان الوقت لإسكات الأسلحة، ودعم النازحين، والتحول من الإنفاق على الدمار والحرب، إلى الاستثمار في الناس والسلام».

وشدد كذلك على أن هناك حاجة للعمل على التحولات الخضراء والرقمية، داعياً البلدان إلى جعل هذه التحولات عادلة وشاملة ومتوافقة تماماً مع الجهود الأوسع لتحقيق المساواة بين الجنسين، واستطرد بقوله: «ثالثاً، نحن بحاجة إلى العمل على التمويل»، لافتاً إلى أن العديد من البلدان النامية تفتقر إلى الموارد المالية والحيز المالي للاستثمار في مستقبلها.

وجدد الأمين العام دعوته إلى مختلف البلدان لمضاعفة الجهود من أجل تسريع أهداف التنمية المستدامة، وأضاف أنه «بينما نستعد لمنتدى الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة، وقمة المستقبل في سبتمبر المقبل، والاجتماعات الرئيسية في العام المقبل، بشأن التنمية الاجتماعية والتمويل، يجب ألا نتخلى عن وعدنا بإنهاء الفقر وحماية الكوكب، وعدم ترك أي شخص خلف الركب».

ويستعرض موقع «جسور 2030» أبرز ما جاء في تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2024 في مجموعة من النقاط، كما يلي:

  • لأول مرة في هذا القرن، كان نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في نصف الدول الأكثر ضعفاً في العالم، أبطأ من نمو الاقتصادات المتقدمة.
    واجهت ما يقرب من 60% من البلدان أسعاراً غذائية مرتفعة بشكل تراوح ما بين معتدل وغير طبيعي في عام 2022.
  • بناءً على البيانات التي تم جمعها عام 2022 في 120 دولة، فإن 55% من البلدان تفتقر إلى قوانين عدم التمييز التي تحظر التمييز المباشر وغير المباشر ضد المرأة.
  • أدت زيادة الوصول إلى العلاج إلى تجنب وقوع 20.8 مليون حالة وفاة مرتبطة بالإيدز في العقود الثلاثة الماضية.
  • لا يزال التقدم في التعليم يشكل مصدر قلق بالغ، حيث حقق 58% فقط من الطلاب في جميع أنحاء العالم، الحد الأدنى من الكفاءة في القراءة مع نهاية المرحلة الابتدائية.
  • بلغ معدل البطالة العالمي أدنى مستوى تاريخي له عند 5% في عام 2023، ومع ذلك لا تزال هناك عقبات مستمرة في تحقيق العمل اللائق.
  • بدأت القدرة العالمية على توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في التوسع بمعدل غير مسبوق، حيث نمت بنسبة 8.1% سنوياً، على مدى السنوات الخمس الماضية.
  • أصبح النطاق العريض المتنقل «شبكات الجيل الثالث والشبكات الأعلى» متاحاً لـ95% من سكان العالم، مقابل 78% في عام 2015.
  • تسببت درجات حرارة المحيطات المرتفعة القياسية في حدوث ظاهرة تبييض الشعب المرجانية الرابعة على مستوى العالم.
  • ظلت مستويات أرصدة الديون الخارجية مرتفعة بشكل غير مسبوق في البلدان النامية، وأصبحت حوالي 60% من البلدان منخفضة الدخل معرضة لخطر كبير من ضائقة الديون، أو تعاني منها بالفعل.