بعد مرور عامين تقريباً على تفشي جائحة «كوفيد-19»، تمضي البلدان العربية قدماً على مسار التعافي، وإن كانت خطواتها بوتيرة متباينة، فعلى الرغم من تقلّص الحيز المالي ومواجهة قيود أخرى، وضعت البلدان العربية حزماً تحفيزية بأحجام مختلفة، واتّخذت تدابير على مستوى السياسات للتصدي للجائحة، وذلك من أجل حماية سُبُل العيش وتنشيط الاقتصاد.

تنظم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا» المنتدى العربي للتنمية المستدامة سنوياً، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وكيانات الأمم المتحدة الأخرى العاملة في البلدان العربية، وتُعقد نسخة المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2022، تحت شعار «التعافي والصمود»، حيث ستجري مراجعة ما تم تنفيذه فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة أرقام (4 و5 و14 و15 و17).

يجمع المنتدى العربي للتنمية المستدامة (AFSD)، الذي يُعقد على مدار 3 أيام في الفترة بين 15 و17 مارس 2022، بين الحكومات العربية ومجموعة واسعة من أصحاب المصلحة لمعالجة أولويات التنمية المستدامة من منظور إقليمي، ومناقشة التقدم، ومراجعة التجارب الوطنية، وتعزيز صوت المنطقة في المنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة (HLPF).

ويدعو المنتدى العربي للتنمية المستدامة إلى اتباع نهج شامل وتشاركي، لمتابعة ومراجعة خطة عام 2030، مما يوفر منصة للحوار بين ممثلي الحكومات والبرلمانيين والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والهيئات الحكومية الدولية الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني ومعاهد التدقيق والشباب، من بين أمور أخرى.

ويركّز الاستعراض السنوي لأهداف التنمية المستدامة لعام 2022 على ثلاث أولويات إقليمية من أجل إعادة البناء على نحو أفضل في أعقاب جائحة «كوفيد-19»، والنهوض بالتنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 في المنطقة العربية: الحماية الاجتماعية، والتعافي الاقتصادي الأخضر، والتحوّل الرقمي.

كما يقدم المنتدى تقييماً إحصائياً للتقدم الذي أحرزته المنطقة العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، من خلال مجموعة من المحاور، تتضمن:

المحور الأول: تسريع العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة قيد الاستعراض في سياق التعافي من أزمة «كوفید-19»، ويشمل هذا المحور تقييماً للتقدم الإقليمي في تحقيق مجموعة من الأهداف المحددة من ضمن أهداف التنمية المستدامة، مع أخذ أثار جائحة «كوفيد-19» في الاعتبار.

وتستعرض الجلسات العامة لهذا الحور التقدم في تحقيق (الهدف 4) المتعلق بالتعليم الجيد، و(الهدف 5) المتعلق بالمساواة بين الجنسين، و(الهدف 14) الخاص بالحياة تحت الماء، و(الهدف 15) المتعلق بالحياة في البر، وتسترشد هذه الجلسات العامة بنتائج الأوراق الخلفية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة قيد الاستعراض هذا العام، وتبحث في نفس الوقت، التكامل والترابط بين جميع أهداف التنمية المستدامة.

المحور الثاني: المجالات المواضيعية والمتخصصة وذات الأولوية المتعلقة بالتعافي والمنعة، وفي إطار هذا المحور يتداول المشاركون في الحلول اللازمة للتعافي على نحو أفضل من جائحة «كوفيد-19»، وبناء المنعة إزاء الأزمات المستقبلية، وتسريع الجهود الرامية إلى إعادة المنطقة إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

وتركز الجلسات العامة والمناقشات المواضيعية والجلسات المتخصصة على مسائل وقطاعات مختارة ذات أولوية، مع تسليط الضوء على الاتجاهات الجديدة والجهود التي يبذلها أصحاب المصلحة، على اختلاف توجهاتهم، لتحقيق التحولات المطلوبة.

المحور الثالث: متابعة واستعراض خطة عام 2030 على المستويين الوطني والمحلي، حيث يتناول المشاركون، في حلقة نقاش تفاعلية، عمليات المتابعة والاستعراض الوطنية والمحلية، ويتداولون بشأن إدراج مساهمات دون وطنية في الاستعراضات الوطنية الطوعية، وإعداد الاستعراضات المحلية الطوعية، مع مراعاة الاتجاهات الإقليمية، والدروس المستفادة، وسبل المضي قدماً.

وفي نسخة العام الماضي 2021 من المنتدى العربي للتنمية المستدامة، قدمت كل من تونس والعراق وقطر ومصر استعراضاتها الوطنية الطوعية، ومن المزمع أن تقدم كل من الأردن والإمارات وجيبوتي والسودان والصومال استعراضاتها الوطنية الطوعية في نسخة 2022.

وكما جرى في الدورات السابقة، فإنه من المتوقع أن تستند نتائج المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2022 إلى الرسائل الصادرة عن الدول الأعضاء المشاركة والجهات المعنية الأخرى، ونتائج الاجتماعات التحضيرية ذات الصلة، على أن يقدم رئيس المنتدى، في دورة هذا العام، التقرير النهائي إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة لعام 2022، باعتباره المساهمة الرئيسية للمنطقة العربية.