الإمارات تدعو إلى معالجة ثغرات الحصول على التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة

 بهدف تسخير العلم والتكنولوجيا لصالح جميع السكان في مختلف أرجاء العالم، عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة فعاليات الدورة السادسة لمنتدى أصحاب المصلحة المتعددين حول العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل أهداف التنمية المستدامة، على مدار يومي 4 و5 مايو الجاري، سعياً إلى تحديد الفجوات وتعزيز الشراكات في الجهود المبذولة لتحقيق عالم أكثر خضرة، بحلول عام 2030.

ويجمع المنتدى السنوي للأمم المتحدة للعلم والتكنولوجيا والابتكار مختلف أصحاب المصلحة المعنيين بالتنمية المستدامة، من المسؤولين الحكوميين، وممثلي المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمؤسسات العلمية، وهيئات الأمم المتحدة، وغيرها من الأطراف، لتحديد واختبار الاحتياجات والفجوات التكنولوجية، للمساعدة في المضي قدماً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وركز اجتماع هذا العام عل أهمية العلم والتكنولوجيا والابتكار في التصدي لجائحة كوفيد-19.

وفي كلمة وجهها إلى المنتدى، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على الكيفية التي كشفت بها جائحة كوفيد-19 عن أهمية العلم والتكنولوجيا والابتكار لرفاهية الإنسان وبقائه، بالإضافة إلى أنها كشفت أيضاً عن الحاجة إلى تعاون عالمي أكبر.

الجائحة تشعل الابتكارات

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته التي ألقتها الأمين العام المساعد لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، فرانشيسكا سباتوليسانو، إلى أنه لم يتم تطوير لقاح لفيروس كورونا في وقت قياسي فحسب، بل أدت الأزمة أيضاً إلى زيادة الابتكار في الأدوية وتقنيات الاتصالات الرقمية، وفي الوقت نفسه، تسارعت عمليات الاكتشاف والتعاون العلمي، وانتشرت طرق جديدة لتقديم الخدمات.

واعتبر الأمين العام، أمام الدورة السادسة لمنتدى أصحاب المصلحة المتعددين حول العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل أهداف التنمية المستدامة، أن هذه التطورات تُبشر بمواجهة تحديات جماعية تتجاوز جائحة كوفيد-19، بما في ذلك الحد من اضطراب المناخ، والحد من عدم المساواة، مشدداً على ضرورة إنهاء ما أسماها « حربنا على الطبيعة».

مليارات البشر مستبعدون

وأشار غوتيريش إلى أن المليارات من البشر لا يزالون مستبعدين في جميع أنحاء العالم، إلى حد كبير، من فوائد ثورة المعلومات والتكنولوجيا، وقد أدت الجائحة إلى تفاقم الانقسامات التكنولوجية القائمة، واستطرد في هذا الصدد قائلاً: «من الضروري أن نعمل معاً، عبر الحدود والقطاعات والتخصصات، لجعل العلم والتكنولوجيا مناسبين للجميع».

وأوضح الأمين العام أن التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين هو المفتاح، «مما يساعدنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتصدي لتغيّر المناخ، وإنهاء أزمات التنوع البيولوجي، والتلوث، والارتقاء إلى مستوى تحدياتنا المشتركة الأخرى».

التكنولوجيا من أجل التنمية

ويدخل هذا المنتدى عامه السادس، وهو جزء من آلية تيسير التكنولوجيا التابعة للأمم المتحدة، وهي منصة عبر الإنترنت تدعم البلدان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول الموعد النهائي لعام 2030، ومن خلال هذه المنصة، تتبادل كيانات الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمع العلمي وأصحاب المصلحة الآخرون المعلومات والخبرات وأفضل الممارسات والمشورة بشأن السياسات.

وفي يونيو الماضي، أطلق الأمين العام أيضاً خارطة طريق للتعاون الرقمي، وتشمل أهدافها الثمانية تحقيق الربط الشامل بحلول عام 2030، حيث أن ما يقرب من نصف سكان العالم، أو ثلاثة مليارات شخص، معظمهم من النساء، لا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت.

دعوة إماراتية لمعالجة الثغرات

وفي بيان ألقته وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، سارة بنت يوسف الأميري، عبر تقنية الفيديو، أمام المنتدى السادس للعلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية المستدامة، حثت الدولة الخليجية المجتمع الدولي على معالجة الثغرات في الحصول على العلوم والتكنولوجيا، من أجل تحسين جودة ورفاهية الحياة في جميع أنحاء العالم.

وقالت الوزيرة الإماراتية: «كان للعلم والتكنولوجيا دور مهم في العام الماضي، فقد كانت التكنولوجيا الأداة التي دعمت أنظمة الرعاية الصحية لدينا، حيث اكتشف العلماء والأطباء المزيد عن الفيروس، وكانت الأداة التي وفرت لنا وسيلة الوقاية، وهي اللقاح، وكانت الأداة التي مكّنت أطفالنا من مواصلة التعلّم، كما كانت الأداة التي دعمت الاقتصادات، حيث استمر العمل بأشكاله المختلفة».

وأوضحت وزيرة الدولة الإماراتية للتكنولوجيا المتقدمة، في بيانها، أن دولة الإمارات قامت ببناء نظام للعلوم والتكنولوجيا أكثر صموداً لمواجهة التحديات، وزيادة الإنتاج، والتأثير على الاقتصاد والمجتمع، وأضافت أن الإمارات تواصل تعزيز جهودها الدولية، وتعاونها في البحث والتطوير.