تحت شعار «الأمن الغذائي في مواجهة التحديات»، عقدت جامعة الدول العربية، بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الإسكوا»، المنتدى العربي الأول للزراعة، في العاصمة الأردنية عمان، بهدف تعزيز التنسيق بين الدول العربية من أجل تخفيف التأثيرات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية على قطاع الزراعة، وتعزيز الأمن الغذائي.

تناول المنتدى، الذي عُقد على مدار ثلاثة أيام، استعراضاً لأبرز التحديات التي تواجه المنطقة العربية، كما تطرق إلى مناقشة الفرص والحلول المتاحة، على غرار استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة (2020 – 2030)، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في قطاع الزراعة، وآلية تنسيق السياسات بين قطاعي الزراعة والمياه في مختلف الدول العربية.

كما تناول المنتدى فرص التمويل لمشروعات العمل المناخي، سواء في مجال تخفيف تأثيرات التغيرات المناخية على قطاع الزراعة أو التكيف مع التداعيات الناجمة عنها، إضافة إلى بحث سبل تعزيز الاستثمارات في الزراعة المستدامة، ودور القطاع الخاص في التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة العربية، في خطوة باتجاه تعزيز مرونة النظم الغذائية، وضمان الأمن المائي.

وخلص المنتدى العربي للزراعة إلى مجموعة من التوصيات تضمنتها الوثيقة الختامية، التي تلقت «جسور 2030» نسخة منها، من ضمنها تأسيس آلية مراقبة وتنسيق قوية لتنفيذ قرارات قمة الجزائر بشأن الأمن الغذائي العربي، تستهدف وضع خطة عمل لتنفيذ مجموعة البرامج التي أقرتها القمة العربية في الجزائر، بما في ذلك تحديد مهام وأدوار كل طرف في إطار زمني محدد.

كما تضمنت التوصيات الصادرة عن المنتدى العربي للزراعة، إنشاء مرفق سيادي عربي مخصص لدعم المزارعين العرب ، وخاصة صغار المزارعين، بالإضافة إلى نشاء شبكة من الخبراء العرب والمنظمات العربية والدولية، لوضع خطة استجابة للتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي في المنطقة العربية.

وأوصى المنتدى بتعزيز الاستثمار في البحث العلمي والابتكار في مجال الزراعة والأمن الغذائي، على أن تكون مصحوبة بالروابط المؤسسية بين العلم والسياسة، من خلال تصميم وتعزيز التعليم والتدريب المخصص، بناءً على تقييم احتياجات المهندسين ورجال الأعمال والمزارعين والمرشدين ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وصناع القرار.

كما دعا المشاركون في المنتدى العربي للزراعة بالعاصمة الأردنية إلى تعميم اعتبارات الاستدامة المتعلقة بالمياه والأراضي والنظم البيئية، أثناء تخطيط وتنفيذ خطط وبرامج الزراعة والأمن الغذائي، ورفع الوعي، من خلال تنويع أدوات المعرفة ونقل التكنولوجيا، وتكييف قنوات الاتصال مع الجمهور المستهدف، وإصلاح أنظمة الدعم وأدوات الحماية الاجتماعية.

ويشمل ذلك، الإعانات الموجهة لتشجيع الإنتاج المستدام والذكي للسلع الغذائية الاستراتيجية، وإقرار خطط مالية مبتكرة، تعزز التنويع الاقتصادي لتحقيق الاستقرار لصغار المزارعين، وتعزيز التخفيف من المخاطر ونقل المخاطر من المزارعين الصغار والمتوسطين للتخفيف من تأثير الظواهر المناخية المتطرفة على الزراعة وأنظمة الأمن الغذائي المحلية.

وكذلك أوصى المنتدى بتعزيز التعاون التجاري الإقليمي في الزراعة والسلع والخدمات الغذائية، عن طريق زيادة  حصة القطاع الزراعي في الدعم وإلغاء أو تخفيض كافة الضرائب والرسوم الجمركية المفروضة على مدخلات الإنتاج الزراعي بين الدول العربية مما يسهل تدفق وتبادل السلع الزراعية والمنتجات الغذائية بين الدول العربية، كما دعا إلى عقد الدورة الثانية للمنتدى العربي للزراعة في الربع الأخير من العام المقبل 2023 بالعاصمة الأردنية عمان أيضاً