الشباب يتقدمون الصفوف الأمامية في النضال من أجل مستقبل أفضل

«الشباب يقفون في الخطوط الأمامية للنضال من أجل بناء مستقبل أفضل»، كان هذا هو مضمون الرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بمناسبة اليوم الدولي للشباب، الذي جرى الاحتفال به يوم الخميس 12 أغسطس 2021، تحت شعار «تحويل النظم الغذائية: الابتكارات الشبابية لصحة الإنسان والكوكب».

وأكد الأمين العام أن «الشباب المبتكرين طوروا حلولاً تعالج أوجه عدم المساواة في الأمن الغذائي، وفقدان التنوع البيولوجي، والتهديدات التي تتعرض لها بيئتنا، وأكثر من ذلك بكثير»، معتبراً أن «جائحة كوفيد-19» قد سلطت الضوء على «الحاجة الماسة إلى التغيير التحولي»، وشدد على أن الشباب يجب أن يكونوا «شركاء كاملين» في هذا الجهد.

الوقوف مع الشباب

من المساواة بين الجنسين، إلى التعليم وتنمية المهارات، أبرز المسؤول الأممي ما يظهره الشباب من دافع وإبداع والتزام، قبل أن يتابع قائلاً: «لكن الشباب لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم»، موضحاً أنهم بحاجة إلى حلفاء، لضمان إعطائهم دوراً فاعلاً، وعدم إقصائهم، وفهم آرائهم.

وبينما أشار إلى أن الأمم المتحدة تعزز عملها من أجل الشباب ومعهم في جميع أنحاء العالم، انطلاقاً من «استراتيجية الشباب 2030» على مستوى المنظومة الأممية، فقد اختتم غوتيريش رسالته بقوله: «أحث الجميع على ضمان أن يكون للشباب مقعد على الطاولة، بينما نبني عالماً يقوم على التنمية الشاملة والعادلة والمستدامة للجميع».

الاستفادة من الشباب

وفي كلمة لها، استشهدت المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، أودري أزولاي، بالكاتبة والشاعرة والموسيقية الشهيرة في نيويورك، باتي سميث، للتأكيد على رسالة وكالتها بأن «الشباب يجب أن يعملوا لأنفسهم»، وتساءلت بقولها: «من يعرف قلب الشباب إلا الشباب نفسه؟».

وأوضحت أن اليونسكو تعتزم استكشاف فكرة نظام المنح العالمي، لتمويل المشاريع البحثية والعمل الشعبي، بقيادة الشباب، مشيرةً إلى أن الوكالة الأممية ستعقد مؤتمراً دولياً حول تأثير «جائحة كوفيد-19» على الشباب، خلال شهر سبتمبر المقبل.

وأضافت أزولاي أن الشباب يقع في قلب مبادرات اليونسكو الأخرى، بما في ذلك مبادرة مجتمع الشباب العالمي لليونسكو، وشبكة العمل المناخي لليونسكو للشباب، ومختلف المشاريع لمنع التطرف العنيف، وقالت في هذا الصدد: «هذه هي أفضل الوسائل للوصول إليهم بطريقة ملائمة ومفيدة».

ودعت المدير العام لمنظمة اليونسكو الشباب إلى مواصلة المشاركة، كما حثت المجتمع المدني كله على «الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه المجموعة الفريدة والمنتجة والمؤهلة جداً»، على حد وصفها.

صانعو التغيير

أما رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة المنتخب حديثاً، كولن فيكسن كيلابيل، فقد أكد أن «إدماج الشباب وإشراكهم في الأنشطة الرئيسية أولوية قصوى»، مشيراً إلى أن «الشباب هم صانعو التغيير، وأن مساهمتهم ضرورية لتحقيق ولاية المجلس».

وأعرب كيلابيل عن تطلعه إلى الاستماع إلى الشباب من مختلف أنحاء العالم، حول كيفية النهوض معاً بأجندة الشباب، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة أثناء الاستجابة والتعافي من «جائحة كوفيد-19».

مهرجان الشباب

وفي غضون ذلك، رحب مكتب مبعوثة الأمين العام المعنية بالشباب بآلاف الشباب من جميع أنحاء العالم حيث انطلق مهرجان الشباب يقودون الابتكار الأول الذي انعقد بشكل افتراضي، حيث ناقش المشاركون، على مدار يومين، أهمية الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم التعافي من فيروس كورونا.

وعلى الرغم من مواجهة تحديات متعددة الأبعاد في حياتهم اليومية، قالت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب، جاياثما ويكراماناياكي: في رسالتها بمناسبة اليوم الدولي للشباب: «مراراً وتكراراً نرى الشباب في الخطوط الأمامية، لتطوير حلول جديدة، فيصبحون أعمدة لمجتمعاتهم».

واختتمت رسالتها بقولها إن «شباب اليوم هم مواطنون رقميون أصليون يساهمون بشكل روتيني في مرونة مجتمعاتهم، ويقترحون حلولاً مبتكرة، ويدفعون التقدم الاجتماعي قدماً، ويلهمون التغيير السياسي الشفاف والشامل».