«رائد»: النظم البيئية تساعد في الحفاظ على استدامة سبل العيش لمئات الملايين من البشر

 تحت شعار «الغابات وسبل العيش: الاستدامة للناس والكوكب» أحيت العديد من دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للحياة البرية لعام 2021، لتسليط الضوء على الروابط الحيوية بين الغابات والأراضي الحرجية على كوكب الأرض وصون سبل العيش، التي نعتمد عليها في حياتنا بشكل مباشر، مع إيلاء اهتمام خاص بالمعارف التقليدية للمجتمعات التي أدارت النظم الإيكولوجية للغابات والحياة البرية على مدار قرون.

وتعتبر الغابات والأراضي الحرجية، التي تغطي ما يقرب من ثلث مساحة اليابسة، ركائز أساسية لسبل عيش الإنسان ورفاهه، ويعيش أكثر من 800 مليون شخص في الغابات الاستوائية وغابات السافانا في البلدان النامية، كما أن للمجتمعات الأصلية والريفية علاقة وثيقة واستثنائية مع تلك النظم الطبيعية، فهي تعتمد عليها في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبها من الغذاء والمأوى إلى الطاقة والطب.

وكذلك، فإن هذه المجتمعات تعمل على صيانة علاقتها الشخصية والثقافية والروحية القوية مع ما يحيط بها من نظم إيكولوجية متنوعة، ولطالما مثل السكان الأصليون والمجتمعات المحلية الحراس التاريخيون لأهم محميات التنوع البيولوجي، بما في ذلك الغابات.

وتعتبر خدمات النظام الإيكولوجي وموارده التي تتيحها الغابات والأراضي الحرجية، من تصفية المياه العذبة وتخزينها، إلى ضمان خصوبة التربة، أو تنظيم المناخ، ضرورية للاقتصاد العالمي، ولاستمرار الحياة في كل أرجاء العالم، ومع ذلك، فقد أصبحت الغابات في مفترق طرق، بسبب أزمات الكوكب المتعددة التي نواجهها حالياً، من تغير المناخ، إلى فقدان التنوع البيولوجي، فضلاً عن التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم  205/68 في ديسمبر عام 2013، بإعلان يوم 3 مارس اليوم العالمي للحياة البرية، وهو يوافق نفس اليوم الذي اعتمد فيه اتفاقية تنظيم الإتجار في الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض عام 1973، المعروفة باسم اتفاقية «سايتس»، والتي تلعب دوراً هاماً في ضمان ألا تشكل التجارة الدولية تهديداً لبقاء هذه الأصناف من الحيوانات والنباتات البرية.

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للحياة البرية لعام 2021، أصدرت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، بياناً جاء فيه: «يحتفل العالم كل عام في الثالث من مارس باليوم العالمي للحياة البرية، ويشمل موضوع الاحتفالية لعام2021 (الغابات وسبل العيش: استدامة الناس والكوكب) كوسيلة لتسليط الضوء على الدور المركزي الذي تلعبه الغابات والنظم الإيكولوجية وخدمات النظم البيئية، والتي تساعد في الحفاظ على استدامة سبل العيش لمئات الملايين من الناس عالمياً، ولاسيما المجتمعات الأصلية والمحلية التي لها روابط تاريخية بالغابات والمناطق المُتاخمة لها».

وقد شاركت مصر في الاحتفال باليوم العالمي للحياة البرية، عبر تقنيات التواصل الإلكتروني، بكلمة لوزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، أكدت فيها أن اليوم العالمي للحياة البرية هو فرصة حقيقية للاحتفاء بالتنوع والثراء، الذي تنعم به الحياة البرية من الحيوانات والنباتات، وإبراز أهميتها بالنسبة للإنسان، وزيادة وعيه بقيمتها، وبما يعود عليه من مزايا تتطلب العمل للحفاظ على استدامتها، باعتبار أنها «أصل الحياة»، بما تقدمه لنا من خدمات بيئية وجينية واجتماعية وعلمية وتربوية وثقافية وترفيهية وجمالية واقتصادية.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للحياة البرية يعمل على تسليط الضوء على التهديدات والمخاطر التي تواجه الحياة البرية بشكل عام، والتعريف بالجهود المبذولة لمحاربة الإتجار بالأنواع المهددة بالانقراض، وحمايتها من الأخطار، والتوعية بأهمية المحافظة عليها وحمايتها.