في التاسع عشر من أغسطس 2003، أسفر هجوم على فندق القناة في العاصمة العراقية بغداد، عن مقتل 22 عاملاً في مجال الإغاثة الإنسانية، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اعتماد هذا اليوم يوماً عالمياً للعمل الإنساني، وفي كل عام، يركز اليوم العالمي للعمل الإنساني على موضوع ما، يتم من خلاله جمع الشركاء على نطاق النظام الإنساني، للدفاع عن بقاء المتضررين من الأزمات ورفاهيتهم وكرامتهم، وللحفاظ على سلامة عمال الإغاثة وأمنهم، من خلال حملة ينظمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ورغم أن عام 2023 يمثل، حتى الآن، العام الأكثر دموية على الإطلاق للعاملين في المجال الإنساني، يتوقع أن يكون عام 2024 هو الأسوأ، وتكشف هذه الحقائق عن عجز العالم عن مساعدة العاملين في المجال الإنساني، وبالتالي الأشخاص الذين يخدمونهم، وعلى الرغم من القوانين الدولية التي تنظم سلوكيات الصراع المسلح وتحد من تأثيره، فإن انتهاكات هذه القوانين من عمليات القتل والاختطاف مازالت مستمرة بلا رادع، وبينما يدفع المدنيون، بما فيهم العاملون في مجال الإغاثة، الثمن في هذه الصراعات، يواصل الجناة التهرب من العدالة، لذا لا يمكن لأصحاب السلطة السماح باستمرار هذا الفشل، ويجب العمل على أن تتوقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والأصول الإنسانية، وكذلك على المدنيين والبنى التحتية المدنية.

وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2024، طالب المعنيون بإنهاء هذه الانتهاكات والإفلات من العقاب، والعمل من أجل الإنسانية، ففي قطاع غزة، يشير تقرير الوصول الإنساني في غزة خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب، الصادر في مارس 2024، أن حالات الوفاة تفوق 30 ألف بين المدنيين، تشمل أكثر من 150 عامل إغاثة، وهو رقم غير مسبوق في مثل هذا السياق، وهذه الفترة القصيرة، في حين أن التقديرات الحالية تشير إلى أن عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين يتجاوز 40 ألف قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وفي نظرة عامة على العمل الإنساني العالمي  لعام 2024، فمن الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى السودان وميانمار وغيرها من الأماكن الأخرى، شهد النصف الأول من عام 2024 هجمات على المرافق الصحية والتعليمية ومرافق المياه والصرف الصحي، مما ترك الملايين من الناس محرومين من أي إمكانية للحصول على الخدمات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة.

وطبقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في عام 2023، ارتفع عدد القتلى من بين عمال الإغاثة بأكثر من الضعف في مدة عامين، ليتضاعف من 118 قتيل في عام 2022، إلى 261 في عام 2023،كما  تم اختطاف 78 شخصاً من بين عمال الإغاثة، وإصابة 196 آخرين على المستوى العالمي، وكانت الغالبية العظمى من العاملين في المجال الإنساني، الذين قتلوا أو أصيبوا في عام 2023، من العاملين الوطنيين، قدرت نسبتهم بنحو 96%، ومن الموظفين الدوليين والمغتربين بنحو 4%.