جولة جديدة من المفاوضات حول الاتفاقية الدولية المعنية بالتنوع البيولوجي سوف تعقد خلال شهر ديسمبر المقبل في مونتريال بكندا، حيث يناقش الاجتماع بعض البنود المتعلقة بخسارة الموائل الطبيعية وفقدانها، والخطوط العريضة للاتفاقية العالمية لحماية التنوع البيولوجي وأهدافها.
ومن المقرر أن يتم عرض نتائج المفاوضات خلال المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP-15)، برئاسة الصين، في الفترة من 7 إلى 19 ديسمبر في مونتريال بكندا، كما يتضمن المؤتمر اجتماعات رفيعة المستوى في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر.
وقالت إليزابيث ماروما مريما، الأمين التنفيذي لاتفاقية التنوع البيولوجي، إن جلسة التفاوض الرابعة التي عُقدت بالعاصمة الكينية نيروبي، في يونيو الماضي، كان الهدف منها أن تكون الأخيرة، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، خاصةً بشأن القضية الخلافية حول معلومات التسلسل الرقمي للموارد الجينية.
وأضافت أنه سيتعين على أطراف الاتفاقية أن تقرر، خلال اجتماعها في ديسمبر، ما إذا كانت معلومات التسلسل الرقمي ستعتبر جزءًا من إطار العمل، أو سيتم التعامل معها بشكل منفصل، واعتبرت أن أيام التفاوض الإضافية، التي تسبق القمة مباشرةً، ستكون حاسمة بالنسبة لهذه المسألة.
وجرى اتخاذ قرار بنقل اختتام الدورة الـ15 لمؤتمر الأطراف (COP-15) إلى مونتريال في كندا، خلال مشاورات جرت الشهر الماضي، من قبل مكتب مؤتمر الأطراف، بالتشاور مع أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي وحكومتي الصين وكندا.
وكان من المفترض عقد هذه القمة للتنوع البيولوجي (COP-15) في كونمينج بالصين عام 2020، ولكن تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا، وتم تقسيم المؤتمر لاحقاً إلى جزأين، عُقد الأول بنجاح في كونمينج خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث قدم الرئيس الصيني، شي جين بينج، وقادة 8 دول، والأمين العام للأمم المتحدة، مداخلات عبر الإنترنت، لتعزيز التزامهم بمعالجة أزمة التنوع البيولوجي.
كما تم تسليط الضوء على الجزء الأول من مؤتمر الأطراف الـ15، من خلال إعلان الرئيس الصيني أن بلاده ستستثمر 1.5 مليار يوان، حوالي 230 مليون دولار، لإنشاء «صندوق كونمينج للتنوع البيولوجي»، مما يوفر زخماً سياسياً قوياً لإدارة التنوع البيولوجي العالمية، وأساساً متيناً للجزء الثاني من الدورة الـ15 لمؤتمر الأطراف (COP-15 part 2).
وفي تعليق له على إنشاء صندوق كونمينج للتنوع البيولوجي، قال الدكتور مصطفى فودة، مستشار وزارة البيئة المصرية للتنوع البيولوجي، إنه من المثير أن تقترح الصين إنشاء صندوق لدعم حماية التنوع البيولوجي في البلدان النامية، وأضاف أن «العديد من البلدان النامية تشعر بالقلق من فقدان التنوع البيولوجي الشديد، وأصبح إيجاد حل مستدام أكثر إلحاحاً».
وقال مانيش بابنا، الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، إن «الإجراءات التي أعلنها الرئيس شي ستساهم بشكل كبير في معالجة الأزمتين العالميتين المتعلقتين بفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ»، بينما أوضح مدير الصندوق العالمي للحياة البرية في روسيا، دميتري غورشكوف، أنه من خلال الإعلان عن إنشاء صندوق خاص لدعم الحفاظ على التنوع البيولوجي في البلدان النامية، فإن «الصين قد قدمت مثالاً يحتذى به للعالم»