«البيئة» تكثف أعمال الرصد والمراقبة.. وتؤكد: «قرى الساحل الشمالي آمنة»

حالة من الجدل شهدتها مصر هذا الأسبوع، بعد تردد أنباء عن إصابة أحد الغواصين العاملين في إحدى القرى السياحية على الساحل الشمالي، نتيجة تعرضه لهجوم من إحدى أسماك القرش، الأمر الذي أدى إلى إغلاق عدد من تلك القرى، بحسب الأنباء المتداولة، في وقت يتزايد فيه إقبال المصطافين على المناطق الساحلية، قبل بداية العام الدراسي الجديد.

بدأت الواقعة ببلاغ تلقته غرفة العمليات المركزية بوزارة البيئة، من مكتب البيئة في محافظة مطروح، يوم الجمعة 10 سبتمبر 2021، يفيد بنقل مواطن، يُدعى طارق خلف محمد حامد، 58 سنة، يعمل غواصاً بإحدى القرى السياحية، إلى مستشفى العلمين النموذجي، مصاباً بجرح متهتك في الذراع الأيسر، ادعاء تعرضه لهجوم من سمكة قرش، على بعد حوالي 3 كيلومترات من الشاطئ.

وأصدرت إحدى القرى السياحية الشهيرة بمنطقة الساحل الشمالي، بياناً أبلغت فيه روادها بإغلاق شواطئ القرية «حتى إشعار آخر»، وذلك بناءً على توصيات الجهات المعنية، وخاطبت إدارة القرية عملاءها، عبر رسائل خاصة، أكدت فيها أن إغلاق الشاطئ جاء «حفاظاً على سلامتكم»، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عدداً من القرى الأخرى أعلنت أيضاً عن إغلاق شواطئها.

وفور ورود البلاغ، توجهت لجنة من وزارة البيئة والجهات المعنية إلى المنطقة محل الواقعة، على متن أحد القوارب المجهزة للرصد والمتابعة، وعلى متنه فريق من المتخصصين من المحميات الطبيعية وجهاز شؤون البيئة، لتمشيط المنطقة، للتأكد من وجود أسماك قرش من عدمه، بالإضافة إلى متابعة إجراءات الكشف عن ملابسات وظروف الواقعة، وبيان أسباب جروح الغواص المصاب.

وأصدرت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، توجيهاتها بتشكيل لجنة من خبراء المحميات والحياة البحرية والفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة، للوقوف على حقيقة الهجوم المزعوم لسمكة قرش على أحد العاملين المنوط بهم مراقبة الشواطئ بإحدى قرى الساحل الشمالي على البحر المتوسط، أثناء ممارسة عمله فى مسح الشاطئ بصفة دورية، كما أكدت على ضرورة متابعة الموقف أولاً بأول.

ونقل بيان لوزارة البيئة، تلقت «جسور 2030» نسخة منه صباح السبت 11 سبتمبر، عن وزيرة البيئة قولها إن اللجنة المشكلة أكدت أن المعلومات المؤكدة حول الحادث، تفيد بعدم تعرض الغواص لهجوم من سمكة قرش، وأن الأطباء المكلفين بعلاج المصاب، بعد فحص الإصابة، أفادوا بأنها ناتجة عن جرح قطعي بآلة حادة وليس بسبب كائن بحري.

كما أشار البيان إلى أن خبراء وزارة البيئة انتهوا من أعمال فحص الجرح، وخلصوا إلى نتيجة عدم تطابق شكل الإصابة قطعياً مع ما هو ثابت وموثق عالمياً، لطبيعة الإصابات التي تنتج عن هجوم أسماك القرش على البشر، مؤكدين أن الإصابة نتجت عن جسم معدني حاد، وهو ما يتطلب اتخاذ ما يلزم من جهات الاختصاص، لاستبيان حقيقة الحادث، والأسباب الفعلية التى أدت إلى حدوثه.

وبينما شددت وزيرة البيئة، في البيان الصادر عن الوزارة، على ضرورة توخي الحذر وعدم الانسياق وراء «شائعات تثير بلبلة الرأي العام»، فقد اشارت إلى استمرار أعمال المسح والرصد في مياه البحر المتوسط، لطمأنة المواطنين، وللحفاظ على سلامتهم وحمايتهم، وأضافت أن الوزارة تقوم بمتابعة مستجدات الموقف أولاً بأول، لتوضيح الحقيقة كاملة.

وفي رسالتها لطمأنة المواطنين، أكدت وزارة البيئة أن السواحل المصرية المطلة على البحر المتوسط، «آمنة تماماً»، ولم يسبق أن تم رصد وقوع حوادث ناجمة عن هجمات لأسماك القرش على البشر في نطاق الساحل الشمالي، كما أهابت الوزارة بالمواطنين الالتزام بالسلوكيات البيئية، وعدم القيام بأي أنشطة تضر بمواردنا الطبيعية، وذلك لضمان استدامتها.