إطلاق (منتدى شباب مصر) بمشاركة طلاب 16 جامعة وتشكيل أسر للتنمية المستدامة بالجامعات

(الشباب هم عماد الأمة وأملها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة)، حقيقة وضعها (المنتدى المصري للتنمية المستدامة) نصب عينيه منذ تأسيسه قبل أكثر من 5 سنوات، لما لهم من قدرة كبيرة على تحريك المجتمع، وإحداث التغيير المطلوب فيه نحو الأفضل.

وفي سبيل تعزيز قدرة الشباب على تحقيق هذا الأمل، أطلق المنتدى، وهو عضو الشبكة العربية للتنمية “رائد”، بالتعاون مع السفارة الألمانية بالقاهرة، مشروع (التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنمية المستدامة في مصر)، والذى استهدف، منذ إطلاقه عام 2016، القطاعات الشبابية والقيادات الطلابية في 16 جامعة بمختلف محافظات مصر.

ومن خلال عمله الدؤوب مع القيادات الطلابية، عمد المنتدى المصري للتنمية المستدامة على تحفيز وشحذ همم الشباب، بغرض إنتاج وابتكار مبادرات مستدامة داخل جامعاتهم، سعياً إلى تكوين (منتدى شباب مصر للتنمية المستدامة)، والذي تم إطلاقه خلال المؤتمر الختامي للمشروع في ديسمبر الماضي، بحضور عدد من رؤساء الجامعات وممثلي وزارات الزراعة والموارد المائية والري.

ووضع المنتدى هدفاً عاماً للمشروع، يتضمن تكوين (منتدى شباب مصر للتنمية المستدامة)، على درجة كبيرة من الوعي بمختلف قضايا التنمية المستدامة، وفي مقدمتها قضية التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنمية المستدامة في مصر، والعلاقة الترابطية بين الطاقة والمياه والغذاء، بالإضافة إلى تمكين الشباب من تنفيذ مبادرات محلية، قابلة للاستدامة، داخل جامعاتهم.

وفي مرحلته الأولى، استهدف المشروع 60 قيادة طلابية من 10 جامعات، وهي القاهرة وحلوان وبنها والمنوفية وطنطا وقناة السويس والفيوم والمنيا وجنوب الوادي وأسوان، بغرض تشكيل لجان وأسر طلابية للتنمية المستدامة داخل هذه الجامعات، وتم زيادة الجامعات المستهدفة إلى 16 جامعة في المرحلة الثانية، بإضافة 6 جامعات أخرى، هي عين شمس والإسكندرية ودمنهور وبني سويف وأسيوط وسوهاج.

وفي كلمته خلال المؤتمر الختامي للمشروع، أكد الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس المنتدى المصري للتنمية المستدامة، أنه تم تنظيم ثلاثة معسكرات طلابية، ضمت ما يقرب من 200 طالب وطالبة، لنشر مفاهيم التنمية المستدامة وأهدافها، وانتهت بتقديم 16 مبادرة طلابية تتضمن حلولاً عملية ومبتكرة لبعض المحاور المتعلقة بقضية التغيرات المناخية، وأكد أن العمل على تنفيذ هذه المبادرات وتدعيمها والتأكد من تحقيق أهدافها، هو الخطوة التالية، التي يحرص المنتدى المصري على تحقيقها خلال المرحلة القادمة، وذلك لضمان استمرارية هذه المبادرات، والعمل على نشرها على مستوى كافة الجامعات.

واعتبر الدكتور محمد محمود، عضو المنتدى المصري للتنمية المستدامة، أن العمل مع طلبة الجامعات يحظى بأهمية كبيرة، خاصةً خلال المرحلة الراهنة، مؤكداً أنه “يجب العمل على بناء شخصية متكاملة وسوية لأبنائنا الطلاب”، وأضاف أن الزخم الذي شهدته أنشطة المشروع كانت له ثمار كثيرة، اتضحت أثناء تقديم الجامعات لمبادراتها، وكانت في أغلبها أفكاراً مبتكرة في سياق المساهمة بتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى نشر أفكارها على مستوى كل جامعة.

وأمام حشد من الطلاب المشاركين في المشروع، تحدث أعضاء لجنة تقييم المبادرات المقدمة من الجامعات، عن الآليات التي اعتمدتها اللجنة المكونة من خبراء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، والذين أكدوا أن كافة المبادرات تحمل أفكاراً جيدة ومثمرة، وأن دعم تنفيذها من شأنه أن يثمر عن نتائج أفضل، مع إمكانية تطبيقها وتعميمها بالجامعات الأخرى، وهو ما كانت تحرص عليه اللجنة.

وأعلنت اللجنة عن فوز خمس مبادرات، بدلاً من ثلاثة كان من المخطط اختيارها، نظراً لأهمية وجدية المبادرات المقدمة، وتسليم مبلغ 15 ألف جنيه، مقدمة من السفارة الألمانية، إلى كل من جامعات جنوب الوادي وعين شمس وقناة السويس وسوهاج وبني سويف، مساهمةً منها في تمويل تنفيذ كل مبادرة، كما أكد أعضاء اللجنة أن المنتدى سيسعى إلى توفير سبل تمويلية من مصادر أخرى، لتنفيذ باقي المبادرات، والتي لا تقل أهمية عن المبادرات التي تم اختيارها في المرحلة الأولى.

وتضمنت المبادرة المقدمة من جامعة جنوب الوادي إنتاج سماد عضوي “فيرمي كمبوست” باستخدام دودة الأرض “ريد ويجلز”، بينما قدمت جامعة عين شمس مبادرة لزراعة أسطح عدد من الكليات، وتنظيم ورش عمل طلابية لنشر فكرة زراعة الأسطح، باعتبارها إحدى “الوظائف الخضراء” التي تحقق عائداً مادياً، وتقدمت جامعة قناة السويس بفكرة من شقين، الأول يتضمن إعادة استخدام الكاوتشوك، والثاني عن الاستزراع السمكي مستخدمه في ذلك المزرعة الخاصة بالجامعة.

وتقدمت جامعة سوهاج بمبادرة حول إعادة تدوير المخلفات عن طريق الفصل والفرز، بالإضافة إلى إنتاج السماد العضوي من المخلفات، بينما كانت الفكرة المقترحة من جامعة بني سويف حول إنتاج الطاقة الحيوية من خلال إنشاء وحدتين “بيوجاز”، بالإضافة إلى عمل نماذج للطاقة المتجددة، مثل السخانات الشمسية، واستخدام الخلايا الشمسية في إنتاج الطاقة.

وفي نهاية المؤتمر الختامي لمشروع التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنمية المستدامة في مصر، تم تكريم ممثلي الجامعات المشاركة في المشروع، كما تم إطلاق “منتدى شباب مصر للتنمية المستدامة”، باعتباره الهدف العام للمشروع، والذي من المتوقع أن يعمل داخل الجامعات، باعتباره كياناً تابعاً للمنتدى المصري للتنمية المستدامة، على أن متابعة وتنفيذ المبادرات الطلابية التي تم اختيارها، من خلال ذلك المنتدى الشبابي، وبإشراف مسئولي الجامعات المختلفة