قبل ساعات من ختام مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP 15)، المنعقد حالياً في مدينة مونتريال بكندا، احتدمت الخلافات حول بعض القضايا الواردة في النص المقترح للبيان الختامي، الذي أعلنت عنه الصين، قبل قليل، بصفتها رئيس الدورة الحالية للمؤتمر، والذي تأمل في أن يحظى بقبول من جانب ممثلي نحو 200 دولة.
وبينما يعتبر مؤتمر مونتريال للتنوع البيولوجي، الذي يختتم أعماله في وقت لاحق اليوم الاثنين، الفرصة الأخيرة لتحقيق التصالح مع الطبيعة، واستعادة النظم البيئية والإيكولوجية المتضررة ووضعها على المسار الصحيح نحو التعافي، سادت انقسامات بين الوفود المشاركة، خلال اللحظات الأخيرة، حول عدد من النقاط الخلافية، تتعلق بتكلفة حماية النظم الطبيعية.
ونشرت الصين، باعتبارها الرئيس الرسمي للمؤتمر المنعقد في مونتريال، مسودة جديدة لمشروع البيان الختامي، التي تم توزيعها على رؤساء الوفود والوزراء المشاركين في اجتماعات الشق السياسي رفيع المستوى، والذين بدأوا في مناقشة المسودة خلف الأبواب المغلقة، فيما اعتبرت جماعات حماية البيئة أن «المؤتمر يمر بساعات عصيبة».
وبينما يتضمن مشروع البيان الختامي، الذي حصلت «جسور 2030» على نسخة منه، عدداً من البنود الخاصة بحماية السكان الأصليين، وتعزيز حقوقهم، بالإضافة إلى دعوات لتوفير مزيد من مصادر التمويل الدولية لحماية التنوع البيولوجي في الدول النامية، فقد انتقدت غالبية وفود الدول الساحلية عدم وجود أي إشارة إلى حماية الحياة في المحيطات في المسودة المقترحة.
وبينما اعتبرت سو ليبرمان، من جمعية محميات الحياة البرية، أن «النص يتضمن نقاطاً جيدة، ولو صدقت الحكومات في تنفيذها ستكون الطبيعة، بحلول عام 2030، أفضل عما هي عليه الآن»، فقد انتقدت منظمة «بيرد لايف» الدولية مشروع البيان الختامي، وقالت إيمي ماكدوجال، في بيان للمنظمة: «لا يمكن أن نقلل من حجم طموحاتنا، التنوع البيولوجي لا يمكنه الانتظار».
وكتب توني جونيبر، رئيس منظمة الاستشارة البيئية، إحدى المنظمات التابعة للحكومة البريطانية، عبر الصفحة الرسمية للمنظمة قائلاً: «الخطة الجديدة ضعيفة جداً، يجب على كافة الأطراف التمسك بالطموح القوي لتوفير التمويل المادي، ويتوجب أن يكون ذلك مصحوباً بطموح أقوى لتحقيق الأهداف البيئية»، وذلك في إشارة إلى الإطار العالمي الجديد للتنوع البيولوجي.
من جانبه، أكد وزير الإيكولوجيا والبيئة في الحكومة الصينية، هوانج رون تشيو، رئيس مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP 15)، أن المفاوضات التي جرت على المستوى الوزاري، ضمن اجتماعات الشق السياسي رفيع المستوى، والتي اختتمت في وقت سابق الأحد، أسفرت عن «اتخاذ خطوات قوية نحو النجاح».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الخلافات التي ظهرت خلال الساعات الأخيرة قد تؤثر على تحقيق النتائج المرجوة من المؤتمر في الوقت المحدد، أجاب الوزير الصيني بأنه يشعر بالتفاؤل، وقال: «يمكننا اختتام المفاوضات كما هو مقرر، كل الأطراف تريد التوصل إلى اتفاق»، وشدد على أنه «يمكننا تجاوز القضايا الخلافية، وفي نهاية المفاوضات سيكون لدينا إطار عمل جديد».
وتابع رئيس مؤتمر (COP 15) أنه «علينا أن نسابق الزمن، ونواجه أسباب فقدان التنوع البيولوجي، ونتخذ إجراءات إصلاحية في الإنتاج والاستهلاك والتجارة»، وأضاف: «علينا أيضاً أن نضع أساليب علمية لقياس التكاليف الطبيعية للأنشطة الاقتصادية، وتعبئة أكبر قدر ممكن من الموارد، وإنشاء آلية تنفيذية، وخطط عمل وطنية، لتشكيل إطار عمل طموح وواقعي».
يتضمن إطار العمل المقترح لحماية التنوع البيئي لعام 2030، الذي تمت الدعوة إليه في مؤتمر (COP 14) عام 2018 في مدينة شرم الشيخ، 4 أهداف واسعة بخصوص حماية البيئة ومشاركة منافعها، كما يتضمن 22 هدفاً، تتراوح بين الاستخدام الرشيد للموارد البيئية، وإدارة الحياة البرية، وإعادة إنشاء المحميات الطبيعية المتضررة، وتقليص استخدام البلاستيك، والمبيدات الحشرية.
ونظراً لانتهاء العمل بالإطار العالمي للتنوع البيولوجي للفترة بين 2011 و2020، أعلنت سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي المسودة الرسمية الأولى للإطار العالمي الجديد حتى 2030، وكان من المقرر أن يتم اعتماده خلال مؤتمر (COP-15) في الصين، في أكتوبر 2021، إلا أنه تم تأجيل إقراره إلى الجزء الثاني من مؤتمر الأطراف في مونتريال.
كان من المقرر عقد مؤتمر (COP 15) في «كونمينج»، عاصمة مقاطعة «يونان» بالصين، عام 2020، ولكن تم تأجيله عدة مرات بسبب تفشي جائحة كورونا، إلى أن تم تقسيم المؤتمر لاحقاً إلى جزأين، عُقد الأول في الصين خلال أكتوبر 2021، بينما تم عقد الجزء الثاني في مونتريال بكندا، خلال الفترة من 7 إلى 19 ديسمبر 2022.