مطلوب ثورة حقيقية في تخطيط المدن بما يسمح بإنشاء مسارات خاصة للمشاة والدراجات الهوائية، والتوسع في استخدام وسائل النقل العام صديقة البيئة، دعوة جديدة أطلقتها عدة منظمات دولية، لتعزيز الجهود العالمية للحد من تداعيات تغير المناخ.
جاءت هذه الدعوة خلال اجتماع افتراضي مغلق لرؤساء بلديات المدن، التي تدعمها شبكة (C40)، التي تضم المدن الكبرى من جميع أنحاء العالم، الملتزمة بتنفيذ الإجراءات المجدية والمستدامة المتعلقة بالمناخ على الصعيد المحلي، والتي من شأنها أن تساعد في التصدّي لتغيّر المناخ على الصعيد العالمي.
وفي كلمة له أمام الاجتماع، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أنه بحلول منتصف القرن، يمكن أن يتعرّض أكثر من 3.3 مليار من سكان المدن والمناطق الحضرية لخطر التأثيرات المناخية الشديدة، داعياً لإحداث ثورة في تخطيط المدن ووسائل النقل لتخفيف انبعاثات الكربون.
وتسهم المدن في انبعاثات الكربون بشكل كبير، مع وجود ما يزيد قليلاً على نصف سكان العالم تلقى عليهم مسؤولية انبعاث أكثر من 70% من الغازات الدفيئة العالمية، وبحلول عام 2030، يجب أن يأتي ما لا يقل عن 80% من توليد الطاقة في المدن من مصادر متجددة، كما أن المباني مسؤولة عن أكثر من ثلث استهلاك الطاقة العالمي.
وقال الأمين العام إن المدن هي على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، مؤكداً أن «أكثر من نصف مليار شخص من سكان المناطق الحضرية، يواجهون بالفعل ارتفاعاً في مستوى سطح البحر، وزيادة تواتر العواصف أو شدتها»، وشدد على أن لرؤساء البلديات تأثيراً هائلاً في سياسات بلدانهم، ويتمتعون بقوة إيجابية ومتنامية على الساحة العالمية.
وتابع المسؤول الأممي قائلاً: «بينما نتطلع إلى مؤتمر الأطراف (COP26) والمؤتمرات الهامة الأخرى لهذا العام حول الطاقة والنقل والتنوع البيولوجي وأنظمة الغذاء، فلنجعل عام 2021 نقطة تحوّل»، وأضاف أنه «للحفاظ على هدف العالم البالغ 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض الانبعاثات من المباني بنسبة 90% بحلول منتصف القرن، مقارنةً بمستويات عام 2010».
كما دعا غوتيريش رؤساء البلديات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على ثلاث جبهات، أبرزها العمل مع القادة الوطنيين نحو مساهمات طموحة ومحددة وطنياً قبل مؤتمر الأطراف في نوفمبر 2021، والعمل على إلزام مدنهم بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ووضع خطط طموحة للعقد المقبل.
وأطلق الأمين العام دعوته لإحداث ثورة في التخطيط الحضري والتنقل، مشيراً إلى وسائل النقل في المدن مسؤولة عن 14% من الانبعاثات العالمية، على أن تستند هذه الثورة إلى عدة ركائز، منها تحقيق كفاءة أفضل في استهلاك الوقود، واستخدام مركبات لا تسبب انبعاثات، والتحوّل نحو السير على الأقدام وركوب الدراجات الهوائية ووسائل النقل العام.
وحذر المسؤول الأممي من أن «آثار تغيّر المناخ موجودة وسوف تنمو»، بينما يذهب 5% فقط من الاستثمار في المناخ الحضري إلى التكيّف والمرونة، ولهذا السبب دعا الأمين العام إلى تخصيص 50% من تمويل المناخ، الذي تقدّمه البلدان المتقدمة وبنوك التنمية متعددة الأطراف، للتكيّف والمرونة في البلدان النامية.