«عدلي» يدعو إلى تعزيز حماية الوجود الإنساني بالفكر وتعظيم دور المجتمع المدني

«أبو كنيز»: لجنة وطنية للتنوع البيولوجي وتسجيل الحديقة النباتية بأسوان عالمياً

شاركت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» في احتفالية يوم البيئة العالمي، التي نظمها الاتحاد النوعي للبيئة بأسوان،  تحت شعار «حان وقت الطبيعة»، بمشاركة حوالي  300 من  العلماء والخبراء والمهتمين بشئون البيئة والتنوع الحيوي في مصر وبعض الدول العربية، وجاءت المشاركات في صورة مجموعة من المحاضرات، قدمها بعض العلماء المتخصصين من الجامعات ومراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين، تلاها حوار بين المشاركين في الاحتفالية، عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقدم المنسق العام للشبكة العربية، الدكتور عماد الدين عدلي، ورقة عمل بعنوان «الأزمة العالمية وتأثيراتها على التنوع البيولوجي»، استعرض فيها مبادرة جديده لحساب  تكلفة الكوارث وجائحات الأمراض على القطاعات الاقتصادية، وأوضح أن المبادرة تؤكد على أهمية إجراء دراسات التقييم  البيئي، ليس فقط للمشروعات، ولكن أيضاً للتداعيات المحتملة عن الأوبئة والكوارث، لافتاً إلى صدور العديد  من القرارات، دون تقييم لآثارها البيئية، الأمر الذي يستوجب تعظيم دور منظمات المجتمع المدني، باعتبار أنها تملك الفرصة الأكبر للتفاعل مع المستفيدين وصناع القرار.

كما اعتبر «عدلي» أن «الحماية البيئية لا تقل أهمية عن الحماية العسكرية أو الاقتصادية»، وأوضح بقوله: «ما نحن فيه الآن يؤكد أن دور الإنسان ليس فقط أن يتسلح بالعتاد أو المال، ولكن بالفكر الذي ينتج حمايته للوجود الإنساني، والحماية من الأمراض، والعيش في بيئة ملائمة لاستمرار الحياة».

ومن جانبه، أكد رئيس الاتحاد النوعي للبيئة بأسوان، الدكتور أحمد زكي أبو كنيز، على أهمية دعم الجمعيات الأهلية التي تولي اهتماماً بقضايا البيئة والتنوع الحيوي، والعمل على إنشاء غرف معلومات لتقييم ورصد حالة الموائل الطبيعية، ووضع قواعد بيانات بها، وتفعيل دور «بنك الجينات القومي»، وتنشيط عمل وحداته في المناطق التى تتضمن موائل او عناصر ذات أهمية بيولوجية خاصة، وإعطاء أولوية للتراكيب الوراثية لعناصر التنوع البيولوجي البري في مصر.

وتوصل المشاركون إلى مجموعة من التوصيات، في مقدمتها صياغة استراتيجية وطنية متكاملة للترابط والتآزر بين الجهات والأشخاص المهتمين بحفظ التنوع البيولوجي والبيئة وتغير المناخ والتصحر، وإدراج خطط عمل وطنية لمكونات التنوع البيولوجي، من موارد وراثية نباتية، ومراعي، ونظم بيئية، وموارد وراثية حيوانية، واستخدامات الأراضي، بالإضافة إلى توصية بتبني إعلان مدن بعينها أو مناطق خاصة، باعتبارها «مدن معرفة»، بحيث تشمل الحدائق النباتية التراثية، التي تحتوى على تنوع بيولوجي فريد، وربطها بالمعاهد العلمية في نطاق تواجدها، ودعم تميزها التراثي الحيوي.

ولفت «أبو كنيز»، في تصريحات خص بها «جسور 2030»، إلى أن المشاركين في احتفالية «يوم البيئة العالمي» أوصوا بضرورة التواصل مع الهيئة الدولية لحماية الحدائق النباتية، لتسجيل حديقة أسوان عالمياً، والتوسع فى الاستثمار المستدام لعناصر التنوع الحيوي، ودمجه في برامج التنمية المستدامة، وتطوير وسائل التوعية للحفاظ عليه، وتنشيط دور وزارة البيئة في صيانة والحفاظ على الموائل الطبيعية، لتحقيق استدامة بقاء عناصر التنوع الحيوي المهددة بالانقراض، كما تضمنت التوصيات تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على التنوع البيولوجي، ودعم وتفعيل دور المحميات الطبيعية، وتعظيم الاستفادة منها في رفع الوعى المجتمعي، من خلال الرحلات التعليمية والمعسكرات الشبابية.

وتضمنت التوصيات دراسة الأنواع البيولوجية قبل وبعد بناء السدود، مع ضرورة حفظ الأنواع البيولوجية الاقتصادية والحساسة الموجودة في أماكن إقامة السدود، في نظم حماية خاصة، ومراجعة التشريعات الحالية للتنوع البيولوجي، وصياغة مقترحات تشريعات متكاملة للتعامل مع التنوع البيولوجي والبيئة وتغير المناخ والتصحر كموضوعات متكاملة، مع مراعاة المصالح الوطنية والالتزامات الدولية، بالإضافة إلى المطالبة بدعم البحوث والدراسات العلمية، وطرق وأساليب الحفاظ على وجود النظم البيئية المتكاملة، وتكوين مجموعات عمل متخصصة، لإعداد خرائط استخدامات الأراضي للتنوع البيولوجي.

وفي ختام الاحتفالية، التي استمرت قرابة 10 ساعات، أكد رئيس الاتحاد النوعي للبيئة بأسوان أنه تم تجميع التوصيات التي توافق عليها المشاركون، بما يعكس تفهمهم العميق واهتمامهم الكبير بالعناية بالبيئة والتنوع الحيوي في مصر والعالم العربي، مؤكداً أن المشاركين اتفقوا على تدشين برنامج قومي للحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، وتشكيل ودعم فريق بحثي متخصص من كافة الجهات ذات الصلة للتنفيذ والتنسيق بينها، وتشكيل مجلس قومي للحفاظ على التراث والتنوع البيولوجي.