أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» برنامجاً لمساعدة للمزارعين الضعفاء في ضواحي العاصمة السورية دمشق، على التكيف بشكل أفضل مع تغير المناخ، من خلال زراعة نبات الصبار الأملس، نظراً لأنه محصول يتحمل الجفاف، ويُستخدم كمصدر غذائي تكميلي بالنسبة للماشية.

يهدف هذا البرنامج إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذية بالنسبة لأسر المزارعين في ضواحي دمشق، من خلال تحسين إدارة الري، بحيث يتم استخدام موارد المياه الشحيحة لإنتاج المحاصيل الغذائية، بدلاً من المحاصيل العلفية، التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.

وقال جلال حمود، مسؤول الفاو المعني بالأمن الغذائي في سوريا، إن المنظمة قدمت تدريبات للمزارعين على زراعة الصبار الأملس على أطراف حقولهم، كما زودتهم بالمدخلات اللازمة لزراعة الصبار، وكيفية استخدامه في إطعام حيواناتهم، مؤكداً أن الأمر «يمثل إجراءً تجريبياً بالنسبة لهم».

وتتميز الأوراق العريضة لنبات الصبار «الوسادات» بأنها غنية بالعديد من المعادن، مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم، كما أنها تحتوي على مستويات معتدلة من البروتين والألياف، ولا تتطلب زراعة نبات الصبار الكثير من المياه، وبالتالي يمكن للمزارعين الاستمرار في إنتاج الأعلاف وإطعام حيواناتهم حتى في حالة ندرة المطر، كما يمكن للمزارعين البدء في حصاد وسادات الصبار بعد عام واحد من الزراعة، ويتم حصادها كل أربعة أشهر لأكثر من 20 عاماً.

وأضاف مسؤول الفاو قائلاً: «هذا تدخل رئيسي من أجل مقاومة تغير المناخ والتكيف معه، يُعتبر الصبار محصولاً ممتازاً لقدرته على مقاومة للجفاف، ومصدر علف مرتفع القيمة الغذائية للحيوانات، مع الأخذ في الاعتبار أنه علف تكميلي ممزوج بأصناف أخرى، سيقلل من تكاليف العلف بالنسبة لصغار المزارعين، كما أنه يتطلب كميات أقل من المياه، مقارنةً بأنواع النباتات الأخرى».

وأدخلت منظمة الفاو هذا الحل للمساعدة في تحسين الإدارة المحلية للموارد الطبيعية، من خلال توفير المياه للري والاستثمار في المناطق الهامشية، وزيادة المواد العضوية في التربة، وزيادة الغطاء النباتي.

ومنذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، ظلت مسألة بناء القدرة على الصمود مكوناً رئيسياً لأنشطة منظمة الفاو في سوريا، مع تدخلات لدعم إنتاج المحاصيل المحلية من أصحاب الحيازات الصغيرة والثروة الحيوانية، وتعزيز سبل العيش المستدامة، وفرص العمل للأسر والمجتمعات المحلية، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.