«الخطر كبير ويشمل الكوكب بأكمله، والأمر سوف يزداد سوءاً، ولن يكون هناك أحد بعيد عن الأثار السلبية للتغيرات المناخية»، تحذير تردد في أكثر من مناسبة على لسان الدكتور سمير طنطاوي، خبير التغيرات المناخية، وعضو الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية (IPCC)، ومدير مشروع الإبلاغ الوطني الرابع للتغيرات المناخية، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة.

ويرى الدكتور سمير طنطاوي أن التغيرات المناخية أصبحت «قضية مصيرية عالمية»، مشيراً إلى أن العالم يتطلع إلى مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27)، الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل، باعتبار أنه يمثل بداية تنفيذ العديد من القرارات والتعهدات التي أسفرت عنها مؤتمرات الأطراف السابقة.

وفي تصريحات إعلامية سابقة، خلال ورشة عمل للإعلاميين حول التغيرات المناخية، قال «طنطاوي» إنه «في الوقت الذي تستعد فيه مصر لخروج مؤتمر الأطراف بالصورة التي تعكس للعالم جهودها في دعم قضايا تغير المناخ، يتطلع العالم أجمع لأن يكون المؤتمر في دورته الـ27، مؤتمراً للتنفيذ على أرض الواقع، بعد 26 دورة من المفاوضات والوعود والقرارات».

ويحذر العضو المصري في الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية من أن ما يقرب من 14% من شواطئ العالم معرضة للتآكل، نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر وعوامل النحر، وذلك بحلول عام 2050، وقد ترتفع هذه المعدلات إلى 25% قبل نهاية القرن الجاري، ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة للتكيف مع هذه الآثار السلبية، التي سوف تتسبب بالتأكيد في خسائر اقتصادية فادحة للدول المتضررة.

وأوضح «طنطاوي»، الذي يقود مشروع الإبلاغ الوطني الرابع للتغيرات المناخية منذ عام 2019، أن تقديرات الهيئة الحكومية الدولية تضع ارتفاع مستوى سطح البحر بين 61 سنتيمتراً ومتر على الأقل، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وذوبان الجليد في المناطق القطبية، بالإضافة إلى مشكلات أخرى منها التأثير على الإنتاجية الزراعية، وارتفاع معدلات البخر من المسطحات المائية.

إلا أنه أشاد بجهود الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف الـ27، قائلاً إنها تتخذ العديد من الإجراءات الهامة، سواء من خلال التنسيق بين الأطراف الفاعلة في المفاوضات، أو على مستوى الدول الصناعية التي تُعد أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، خاصةً وأن التغيرات المناخية أصبحت واقعاً ملموساً، بعدما ألحقت أضراراً واسعة في مناطق مختلفة من العالم.

واستطرد في هذا الصدد أنه في ضوء تحليل التعهدات التي تم إطلاقها في مؤتمرات سابقة، وسيناريوهات الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، يمكن القول إن العالم يسير في الاتجاه الخاطئ، ولن يكون من الممكن تحقيق الهدف من «اتفاق باريس»، الخاص بالعمل على الحد من ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بأقل من درجتين مئويتين عما كانت عليه قبل عصر الثورة الصناعية.

وحول أبرز القضايا المدرجة على جدول أعمال مؤتمر (COP-27) في شرم الشيخ، أكد الدكتور سمير طنطاوي أن الدورة المقبلة لمؤتمر الأطراف تنتظرها تحديات كبيرة على مسار المفاوضات، خاصةً فيما يتعلق بملفات تمويل المناخ، وخفض الانبعاثات، وإيجاد حلول لموضوعات التكيف، وملف الخسائر والأضرار، وتعويض الدول النامية المتضررة من آثار التغيرات المناخية.

الدكتور سمير طنطاوي، العضو المصري في الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، من مواليد يناير 1971، حصل على بكالوريوس علوم الحاسب الآلي من كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1996، والتحق بالعمل في المعمل المركزي للمناخ الزراعي، بمركز البحوث الزراعية، التابع لوزارة الزراعة، حتى عام 2002، حصل خلال هذه الفترة على دبلومة في العلوم البيئية من جامعة عين شمس في عام 2000.

وفي عام 2006 حصل على درجة الماجستير في علوم البيئة من جامعة عين شمس، انتقل بعد ذلك للعمل في الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بجهاز شؤون البيئة، حيث عمل مديراً لمشروعات التكيف والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ، حتى حصوله على الدكتوراه، من نفس الجامعة، في عام 2016، ليتولى إدارة مشروع الإبلاغ الوطني الرابع للتغيرات المناخية في عام 2019، كما يعمل أيضاً كنقطة الاتصال الإقليمية لاتفاقية تغير المناخ لمنظمة الاتحاد من أجل المتوسط.