كشفت الحكومة المصرية النقاب عن خطة طموحة لتصنيع «الأمونيا الخضراء» من الهيدروجين، بالتعاون مع إحدى الشركات النرويجية الرائدة في هذا المجال، على أن يبدأ الإنتاج اعتباراً من العام 2023 المقبل، في عدد من شركات الأسمدة، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وذلك لضمان نفاذ منتجات الأسمدة إلى الأسواق الأوروبية.

وأوضحت مصادر حكومية، في تصريحات إعلامية هذا الأسبوع، أن الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بدأت بالفعل في إجراء الدراسات الفنية والمالية للمشروع، بالتعاون مع شركة «سكاتيك» النرويجية، مشيرةً إلى أنه سيتم تنفيذ المشروع في جميع شركات الأسمدة التابعة للشركة القابضة، وتضم شركات «النصر» للأسمدة بمحافظة السويس، و«طلخا» للأسمدة بمحافظة الدقهلية، و«كيما» للأسمدة بمحافظة أسوان.

وبينما أعلنت غالبية دول الاتحاد الأوروبي عن اعتزامها وقف استيراد الأسمدة التي يجري تصنيعها باستخدام الطاقة التقليدية، اعتبارا من عام 2024، في إطار خطتها لتقليل الانبعاثات الحرارية، فقد أكدت مصادر الشركة القابضة أن عمليات تصنيع «الأمونيا الخضراء» و«الهيدروجين الأخضر» بالشركات التابعة، سيجري من خلال الاعتماد على محطات للطاقة الجديدة والمتجددة منشأة خصيصاً لهذا الغرض، وليس استخدام محطات قائمة فعلياً.

وأشارت المصادر إلى أنه سيجري تأسيس شركة خاصة بين كل من الشركة القابضة للصناعات الكيماوية وشركة «سكاتيك» النرويجية، لإدارة وتنفيذ مشروع تصنيع «الهيدروجين الأخضر» و«الأمونيا الخضراء»، وسيتم تحديد نسبة مساهمة كل جهة، والجهات الأخرى المزمع دخولها بحصص في رأسمال المشروع، بعد انتهاء الدراسات التي يجري إعدادها حالياً، ودراسة المعوقات والمحفزات للتصنيع، ومن المقرر أن تقوم الشركة النرويجية بدور مطور المشروع، إلى جانب مسؤوليتها عن توفير مصادر التمويل الخارجية اللازمة للتنفيذ، وتعاقدها مع المستثمرين المحتملين لشراء المنتج الجديد.

«الأمونيا» في حد ذاتها ليست جديدة، إذ يجري إنتاجها بكميات كبيرة في جميع أنحاء العالم لاستخدامها في الأغراض الصناعية، ولكن عملية إنتاجها تعتمد على الغاز الطبيعي، أو أنواع الوقود الأحفوري الأخرى في الإنتاج، ما يجعلها تسهم بنحو 1.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، إلا أن انتشار الطاقة الشمسية والهوائية في الآونة الأخيرة، وعدم القدرة على تخزين الكهرباء في الأوقات التي لا يحتاجها الناس، فتح المجال أمام استخدام الطاقة المتجددة، وقت عدم الحاجة إليها، في إنتاج «الأمونيا الخضراء».

ويتكون غاز «الأمونيا»، ورمزه الكيميائي (NH3)، من ذرة نيتروجين واحدة، تشكل حوالي 82% من المركب، إضافة إلى 3 ذرات هيدروجين بنسبة 12%، وتُستخدم على نطاق واسع في صناعة الأسمدة الزراعية، وفي صناعة المستحضرات الطبية والنسيج والصناعات المعدنية والمنظفات المنزلية والمبيدات الحشرية وغيرها.