تعزيز مرونة المدن وقدرتها على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والأعاصير والسيول وارتفاع سطح البحر وغيرها، أحد الملفات التي لقيت اهتماماً كبيراً خلال مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، حيث شهدت الدورة الأخيرة من المؤتمر إعلان مدينة السلام كأول مركز عالمي وإقليمي للمرونة والقدرة على الصمود (Resilient Hub) في القارة الأفريقية.

وتشير التقديرات الدولية إلى أنه بحلول عام 2030 سيتعين على أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الساحلية المنخفضة، والدول الصغيرة الواقعة في وسط المحيطات والمسطحات المائية، وكذلك العديد من الدول النامية، مواجهة مخاطر قاسية نتيجة التغيرات المناخية، قد تصل إلى حد الكوارث، التي تشمل العواصف والأعاصير المدمرة، والفيضانات والسيول الجارفة، وموجات تسونامي العاتية.

وفي إطار الجهود الدولية الرامية لمواجهة هذه المخاطر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى تعزيز التعاون بين جميع البلدان، والهيئات والمنظمات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني، للتوعية بهذه المخاطر، وتعزيز مرونة المجتمعات وقدرتها على التصدي لمثل هذه الكوارث وغيرها من مظاهر غضب الطبيعة، وفق أطر العمل الدولية للحد من مخاطر الكوارث.

في هذا السياق، عقد قطاع إدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، برئاسة مجلس الوزراء، جلسة ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ((COP27، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، لإعلان مدينة شرم الشيخ كأول مدينة في القارة الأفريقية لديها القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية.

جرت الجلسة بحضور كل من اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ومامي ميزوتوري، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، وأسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، واللواء محمد عبدالمقصود، رئيس قطاع إدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر برئاسة مجلس الوزراء.

أكد رئيس قطاع إدارة الأزمات والكوارث أنَّ مصر حققت قفزة جديدة في مجال الحد من مخاطر الكوارث، بإعلان مدينة شرم الشيخ كأول مدينة في القارة الأفريقية، لديها القدرة على المرونة والصمود في مواجهة موجات غضب الطبيعة، بما يحقق أهداف أطر العمل الدولية المعنية بالحد من مخاطر الكوارث، وفي مقدمتها إطار عمل «سينداي» للحد من مخاطر الكوارث.

ولفت «عبدالمقصود» إلى أن إعلان مدينة شرم الشيخ مركزاً للمرونة والقدرة على الصمود في مواجهة الكوارث، يأتي كنتيجة لورشة العمل التي نظمها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ممثلاً في قطاع إدارة الأزمات والكوارث، بالتعاون في مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، في مدينة شرم الشيخ، في إطار الاستعدادات لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.

وأضاف أن ورشة العمل، التي عُقدت تحت رعاية محافظ جنوب سيناء، جاءت ضمن المبادرة الإقليمية «إعادة البناء بشكل أفضل فيما بعد جائحة كوفيد-19»، التي يجري تنفيذها في 3 دول عربية، تشمل مصر والأردن ولبنان، لبحث النتائج والدروس المستفادة من هذه المبادرة مع الشركاء وأصحاب المصلحة على المستويات الإقليمية والوطنية والمحلية.

وفي ختام تلك الورشة، التي عُقدت في شهر فبراير من العام الجاري، أعلن اللواء خالد فودة عن الاتفاق مع المكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، على بدء إجراءات إعلان مدينة شرم الشيخ كمركز عالمي وإقليمي للمرونة والقدرة على الصمود (Resilient Hub)، وذلك في إطار استعدادات المدينة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27).