يحتفل العالم في الثاني من فبراير من كل عام بـ«اليوم العالمي للأراضي الرطبة»، بهدف زيادة الوعي بأهمية الأراضي الرطبة في حياة الإنسان، ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض، ويعتبر هذا اليوم العالمي أيضاً مناسبة لتخليد ذكرى توقيع «اتفاقية رامسار» بشأن الأراضي الرطبة، التي تم اعتمادها في عام 1971 بمدينة رامسار في إيران.

ويأتي احتفال هذا العام بعنوان «الأراضي الرطبة والمياه»، ليسلط الضوء على الأراضي الرطبة كمصدر للمياه العذبة، في الوقت الذي يواجه في العالم، وبشكل متزايد، أزمة خطيرة بسبب نقص مصادر المياه العذبة، تهدد كوكب الأرض وساكنيه، حيث يستهلك البشر اليوم من المياه العذبة ما يفوق قدرة الطبيعة على تعويضه، فضلاً عن تدمير النظام البيئي الذي تعتمد عليه المياه، وترتبط به جميع أشكال الحياة بشكل أكبر، والذي يتمثل في الأراضي الرطبة.

وخلال مشاركة وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، في الاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة، أكدت أن الأهمية البيئية للأراضي الرطبة ترجع إلى كونها مناطق انتقالية بين الأنظمة البيئية الأرضية والمائية، والتي تؤدي العديد من الوظائف لخدمة البشرية، مثل تنقية المياه، وإنتاجيتها العالية للغذاء، مثل الأسماك وبعض الأنواع البحرية، فضلاً عن اعتبار النظم البيئية للأراضي الرطبة أحد أهم الخزانات الطبيعية للكربون، بما يسهم في التخفيف من آثار التغيرات المناخية إلى حد كبير.

وأشارت وزيرة البيئة الى ان مصر لديها 4 مواقع معلنة كمناطق أراضي رطبة عالمية، وهي بحيرات البردويل، والبرلس، وقارون، والريان، بالإضافة إلى احتوائها على العديد من الأراضي الرطبة الهامة، مثل نهر النيل، وبحيرة ناصر، والمناطق الساحلية، والسبخات والملاحات، والبحيرات الشمالية، والتي تم إعلان أجزاء منها كمحميات طبيعية، ومنها محميات أشتوم الجميل، وجزر نهر النيل.

ووفق بيان أصدرته مبادرة الأراضي الرطبة المتوسطية بهذه المناسبة، تسلط حملة 2021 الضوء على مساهمة الأراضي الرطبة في الإمداد بالمياه العذبة وتحسين نوعيتها على كوكبنا، حيث أكد البيان أن المياه والأراضي الرطبة مترابطان ومتصلان ولا ينفصمان عن بعضهما، وهو أمر حيوي للحياة ولرفاهية الإنسان ولصحة الكوكب.

وتُعتبر الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة والمالحة أساسية لوجود الإنسان والطبيعة، وهي تدعم تنميتنا الاجتماعية والاقتصادية من خلال الخدمات المتعددة التي تقدمها، ومنها:

  • تخزين وتنقية المياه: حيث تحتفظ الأراضي الرطبة بمعظم المياه العذبة التي نستهلكها وتزودنا بها، كما تقوم بترشيح طبيعي للمياه من خلال إزالة الملوثات، مما يمدّنا بمياه شرب آمنة.
  • تمُدنا بالغذاء: يُعد تربية الأحياء المائية أسرع قطاعات الإنتاج الغذائي نمواً، فيما قدمت مصايد الأسماك الداخلية وحدها 12 مليون طن من الأسماك في عام 2018، كما توفر حقول الأرز الطعام لنحو 3.5 مليار شخص سنوياً.
  • تدعم اقتصادنا العالمي: تُعد الأراضي الرطبة النظام البيئي الأعلى قيمة، وتوفر خدمات تبلغ قيمتها 47 تريليون دولار أمريكي سنوياً، ويكسب أكثر من مليار شخص دخلهم من الأراضي الرطبة.
  • توفير المأوى: تعد الأراضي الرطبة موطناً لما يقرب من 40% من أنواع الكائنات الموجودة على كوكب الأرض التي تعيش وتتكاثر فيها، يتم اكتشاف ما يقرب من 200 نوع جديد من الأسماك سنوياً في الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة، كما تمثل الشعاب المرجانية موطنا لنحو 25% من جميع الأنواع.
  • تُبقينا بأمان: تحمينا الأراضي الرطبة من الفيضانات والعواصف، حيث يمتص كل فدان من الأراضي الرطبة ما يصل إلى 1.5 مليون جالون من مياه الفيضانات، كما تساعد الأراضي الرطبة على تنظيم المناخ، فأراضي الخث تخزن ضعف كمية الكربون الموجودة في الغابات، كما تحتوي المستنقعات المالحة وأشجار المانجروف والأعشاب البحرية على كميات كبيرة من.

وتضمن البيان مجموعة من المقترحات للتصدي لندرة المياه في العالم، حيث يمكننا الحصول على الماء الذي نحتاجه، لاستهلاكنا الخاص وللطبيعة، من خلال عدة توصيات، منها:

  • توقفنا عن تدمير الأراضي الرطبة وشرعنا في استعادة المتدهورة منها.
  • توقفنا عن بناء السدود على الأنهار أو الإفراط في سحب المياه من طبقات المياه الجوفية.
  • عالجنا مشكلة التلوث ونظفنا مصادر المياه العذبة.
  • زِدنا كفاءة استغلال المياه، واستخدام الأراضي الرطبة بحكمة.
  • دمجنا المياه والأراضي الرطبة في خطط التنمية وإدارة الموارد.