بقلم: ألفت سعد

«جائحة كورونا غيّرت شكل الحياة على وجه الأرض».. تحت هذا العنوان أصدرت الشبكة العربية للبيئة والتنمية، من خلال موقعها الإلكتروني المتخصص فى التنمية المستدامة بالمنطقة العربية «جسور 2030»، برئاسة الكاتب محمود العيسوي، عدداً من أهم التقارير التي رصدت آثار الكورونا دوليّا على مختلف مناحي الحياة، سواء في سوق العمل والتعليم والجماعات المهمشة.. وكان التأثير أكبر على البلدان التي لاتزال تعاني الحروب والصراعات الداخلية والتدخل الأجنبي وأيضاً في البلدان الفقيرة.

أشار التقرير الخاص بتأثير جائحة كورونا اقتصادياً، إلى أن شبح الجوع يلاحق مليارَي عامل بالقطاع غير الرسمي، وأن الجائحة قد أحدثت تفاوتاً كبيراً بين سكان المجتمعات وفقاً لمنظمة العمل الدولية، التي أعلنت أن الكورونا لم تعد أزمة صحية فقط، ولكن أحدثت أزمة في سوق العمل، كانت لها تداعيات اقتصادية كبيرة؛ حيث دفعت الملايين إلى البطالة وانتشار الفقر، وأن النساء والأطفال على مستوى العالم كانوا أكثر تضرراً بتأثير «كوفيد 19»، فارتفع معدل الفقر لدَى النساء إلى 9.1%، وأن تداعيات الكورونا قد تدفع 47 مليون امرأة إلى الفقر والجوع، وأن 365 مليون طفل كانوا يعانون من الفقر قبل الجائحة، وأن الموقف تعدّى إلى شبح الجوع.. وأوضحت الأمم المتحدة أن البلدان المتأثرة بأزمات الغذاء هى الأكثر تضرراً بانتشار الفيروس لصعوبة نقل المساعدات الغذائية، في ظل وقف جميع أنواع السفر، وأن 235 مليون شخص على الأقل يحتاجون في هذه الفترة مساعدات إنسانية في جميع المجالات.

توقف التعليم وإغلاق المدارس بسبب الكورونا، كان أهم التأثيرات التي غيرت وجه الأرض؛ خصوصاً في البلدان التي لا تعتمد على التقنية التكنولوجية، وذلك هدد بحرمان جيل كامل من حقه في التعلم، وكشفت اليونسكو أن ما يقرب من 90% من الطلاب فى أفريقيا ليس لديهم أجهزة كمبيوتر منزلية، ولا يستطيع 82% منهم الاتصال بالإنترنت، وبنهاية 2020 كان أكثر من 320 مليون طفل فى جميع أنحاء العالم محرومين من المدارس، مما دعا اليونيسيف حث الحكومات لإعطاء الأولوية لفتح المدارس مع الإجراءات الاحترازية؛ لأن استمرار الإغلاق مع تجدد الجائحة وتطورها سيؤدي إلى آثار مدمرة لسلامة الأطفال العقلية والجسدية.

اللاجئون والمهاجرون هم أكثر سكان العالم معاناة نتيجة تردي الحالة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، وزادت جائحة الكورونا لتضاعف تلك المعاناة، بسبب وقف وسائل النقل، وبالتالي عدم إرسال أي مساعدات غذائية أو طبية في ظل غياب أدوات ووسائل الوقاية من الكورونا، حتى أن المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين أشارتا إلى أن العديد من اللاجئين والمهاجرين يعيشون في مرافق مكتظة أو مواقع إيواء مؤقتة، ويفتقرون إلى أدنى الخدمات الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي.

للعالم الله إلى أن يكشف عنه غمة الكورونا.

* ألفت سعد كاتبة صحفية بمؤسسة روز اليوسف متخصصة في قضايا البيئة والتنمية المستدامة وتُعد واحدة من رائدات الإعلام البيئي في مصر