بدأت مصر استعداداتها الجدية لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP-27)، المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ، بمحافظة جنوب سيناء، في شهر نوفمبر المقبل، حيث تم الإعلان عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى، وإعداد خطة متكاملة من 5 محاور، لرفع كفاءة أماكن الاستضافة والبنية التحتية، من المقرر الانتهاء منها في النصف الثاني من العام الجاري.

وكشفت مصادر حكومية، في تصريحات لموقع «جسور 2030»، عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى تتولى مهام التحضير لاستضافة قمة المناخ المقبلة، تضم العديد من الجهات والوزارات، منها وزارات البيئة والسياحة والكهرباء والنقل والتخطيط والتنمية المحلية والمالية، إضافة إلى محافظة جنوب سيناء، ومن المقرر أن ترفع اللجنة تقريراً تفصيلياً للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مارس المقبل، بشأن الاستعدادات الجارية لاستضافة القمة العالمية.

وأضافت المصادر أن محاور الخطة التي يجرى العمل عليها، ضمن التحضيرات الجارية لاستضافة قمة المناخ (COP-27 تضم رفع كفاءة الفنادق ومراكز الغوص والغرف الفندقية، بالتعاون مع وزارة السياحة، وكذلك تأهيل وتوفير وسائل التنقل صديقة البيئة، ورفع القدرة الكهربائية لقاعة المؤتمرات، ورفع كفاءة منظومة المخلفات بالمدينة، من حيث الجمع والنقل والمعالجة وإعادة التدوير.

وفي إطار استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ، عقدت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، اجتماعاً موسعاً مع محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، لاستعراض المحاور الرئيسية لتطوير مدينة شرم الشيخ، وتحويلها إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة، بحضور الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، الدكتور علي أبو سنة، ورئيس جهاز تنظيم وإدارة المخلفات، الدكتور طارق العربي، ونائب محافظ جنوب سيناء، المهندسة إيناس سمير، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة.

وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال اللقاء، عن تقديرها للتعاون المثمر والدائم بين وزارة البيئة ومحافظة جنوب سيناء في ملف السياحة المستدامة وحماية البيئة، وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، والذي ساهم في تحقيق العديد من الإنجازات بهذا القطاع، مؤكدة على أن المحافظة شريك فاعل في تنظيم مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية (COP-27)، الذي ستنظمه مصر بمدينة شرم الشيخ أواخر العام الجاري.

وأكدت وزيرة البيئة على أهمية التنسيق الكامل بين الوزارة ومحافظة جنوب سيناء والجهات المعنية الأخرى، لإخراج المؤتمر بالصورة المشرفة، التي تعكس مكانة وقيمة مصر، وتظهر للعالم ما يتم بذله من جهد لحماية البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة، وشددت على أن المؤتمر يمثل فرصة حقيقية لمصر على المستويين البيئي والسياحي.

كما استعرضت وزيرة البيئة، خلال الاجتماع، المحاور اللوجستية والفنية الأساسية لتنظيم المؤتمر، والتي تم وضعها وفق الخطة التنظيمية، بهدف السعي نحو رسم صورة مميزة لمصر أمام العالم من الناحية البيئية والسياحية، والتي سيتم العمل فيها على 5 محاور، حيث يتمثل المحور الأول فى تقييم لكافة الفنادق بالمدينة للحصول على العلامة الخضراء، مشيرةً إلى أنه تم إعداد دليل إرشادي لتقديرات العلامة الخضراء من بين نجمة إلى ثلاثة نجوم.

وأضافت أنه تم تنفيذ تدريب للعاملين بالفنادق والسياحة، لدمجهم في حماية البيئة، وإعداد مسابقات بين الفنادق التي ستحصل على العلامة الخضراء، لإحداث تنافس بينهم، والترويج للتوجه للسياحة الخضراء خلال المؤتمر، كما لفتت إلى إصدار قرار لمراكز الغوص، التي تتبع العلامة الخضراء، والتي حصل عليها 13 مركزاً، وسيتم استكمال باقي المراكز  قبل المؤتمر، علاوةً على الاتفاق مع وزارة الاتصالات على تغطية الفنادق بشبكات قوية.

وأوضحت وزيرة البيئة أن هناك محور آخر يتمثل فى إعداد مسار للدراجات بشرم الشيخ، بموجب تطبيق خاص، تم إعداده من قبل مجموعة من الشباب، مع بحث كيفية استدامته بالمدينة ، كما سيتم العمل على محور  لتشجير المدينة لظهورها بالمظهر اللائق، مشيرةً إلى أنه سيتم  توزيع نحو 10 آلاف حقيبة كبديل للأكياس البلاستيكية، على أن يجري بعد دراسة تقديرات الاستخدام، ومنح فرصة لتوفيق الأوضاع، منع الأكياس البلاستيكية نهائياً بشرم الشيخ.

ومن جانبه، أكد اللواء خالد فودة على استعداد محافظة جنوب سيناء لتسخير كافة الإمكانيات للمساهمة في إخراج المؤتمر في أفضل صورة، مؤكداً على ضرورة تشكيل لجان  تنسيقية لتنفيذ  المحاور الخاصة بالتجهيزات لاستضافة المؤتمر في مدينة شرم الشيخ، مشيراً إلى بدء العمل لزراعة 2000 نخلة بعدد من شوارع المدينة، ضمن خطة تحويلها إلى مدينة خضراء.