تنفيذ المشروع في 5 مناطق جغرافية بينها آسيا وأفريقيا.. والسودان ممثلاً وحيداً للعرب
أطلقت عدة منظمات دولية، وبدعم من الأمم المتحدة، مبادرة عالمية جديدة لمعالجة مشكلة النفايات البحرية، وتطهير محيطات العالم من الملوثات المختلفة، من خلال الشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» والمنظمة البحرية الدولية و30 دولة، ضمن مشروع «الشراكات» (GloLitter)، يجري تمويله في الأساس من حكومة النرويج، عن طريق الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي.
ويهدف المشروع إلى مساعدة البلدان النامية على تحديد الفرص المتاحة لمنع النفايات البحرية، بما في ذلك النفايات البلاستيكية الناتجة عن قطاعي النقل البحري ومصايد الأسماك، إضافة إلى الحد من استخدام المواد البلاستيكية في هذه الصناعات، وتحديد الفرص لإعادة تدويرها، وصولاً إلى تعزيز حماية البيئة البحرية الهشة، إلى جانب حماية الأرواح وسبل العيش، تماشياً مع الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يرمي إلى منع التلوث البحري والحد منه، وصون المحيطات، واستخدام مواردها على نحو مستدام.
حماية المحيطات وسبل العيش
وقال مانويل بارانج، مدير شعبة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في منظمة «الفاو»، إن «النفايات البلاستيكية لها تأثير مدمر على الحياة البحرية وصحة الإنسان»، مشيراً إلى أن «هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في معالجة هذه القضية، وسوف تساعد في حماية النظام البيئي للمحيطات، وكذلك سبل عيش أولئك الذين يعتمدون عليه».
وتُعد حماية البيئة البحرية من أبرز ما يصبو إليه الهدف 14 من أهـداف التنمية المستدامة، وهو جزء من أجندة 2030 لخلق مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً لجميع سكان الكوكب، وسيساعد مشروع «الشراكات» البلدان الشريكة، والتي يبلغ عددها 30 دولة من الدول النامية، على تطبيق أفضل الممارسات، لمنع وتقليل النفايات البلاستيكية البحرية، في محاولة لحماية الموارد الساحلية والبحرية في العالم.
وتشمل الإجراءات التشجيع على وضع علامات على معدات الصيد، بحيث يسهل تتبعها إذا فقدت أو تم التخلص منها في البحر، وسينصب التركيز الآخر على توافر وكفاية مرافق الاستقبال في الموانئ، وربطها بأنظمة إدارة النفايات الوطنية.
وقال خوسيه ماثيكال، رئيس قسم الشراكات والمشاريع في المنظمة البحرية الدولية، إن «النفايات البحرية آفة على المحيطات والكوكب»، معرباً عن سعادته أن «لدينا أكثر من 30 دولة ملتزمة بهذه المبادرة، وتعمل مع المنظمة البحرية الدولية ومنظمة الفاو لمعالجة هذه القضية».
تمثيل خمس مناطق بالمشروع
واعتمدت المبادرة العالمية على اختيار دول من 5 مناطق جغرافية، للمشاركة في مشروع (GloLitter)، تتمثل في كل من آسيا وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ، وبموجب المشروع فإن هذه الدول ستتلقى أيضاً المساعدة الفنية والتدريب، بالإضافة إلى الوثائق الإرشادية والأدوات الأخرى للمساعدة في إنفاذ اللوائح الحالية، وسيعمل المشروع على تعزيز الامتثال للصكوك الدولية ذات الصلة، بما في ذلك المبادئ التوجيهية الطوعية لتمييز معدات الصيد، والاتفاقية الدولية لمنع التلوث من السفن، والتي تحتوي على لوائح ضد تصريف المواد البلاستيكية في البحر.
وتم تحديد 10 دول باعتبارها شريكة رئيسية في المشروع، و20 دولة أخرى كبلدان شريكة، حيث تضطلع البلدان الشريكة الرئيسية بأدوار رائدة في الأقاليم الممثلة لها، من أجل قيادة الإجراءات الوطنية التي تدعم خطة عمل المنظمة البحرية الدولية لمعالجة النفايات البلاستيكية البحرية، التي يتم التخلّص منها من السفن، والخطوط التوجيهية الطوعية لمنظمة الأغذية والزراعة، بشأن وسم معدات الصيد، وستعمل البلدان الشريكة الرئيسية والبلدان الشريكة معاً عن طريق ترتيبات التوأمة، لبناء الدعم الإقليمي لهذا المشروع.
تتضمن البلدان العشرة الشريكة الرئيسية كلاً من إندونيسيا، والبرازيل، وجامايكا، وفانواتو، وكوت ديفوار، وكوستاريكا، وكينيا، ومدغشقر، ونيجيريا، والهند، أما البلدان الشريكة الـ20 فتشمل الأرجنتين، وإكوادور، وبنما، وبيرو، وتايلند، وتوغو، وتونغا، وتيمور – ليشتي، وجزر سليمان، وتنزانيا، وسريلانكا، والسنغال، والسودان، وغامبيا، والفلبين، وفيتنام، وكيب فيردي، وكولومبيا، وموزمبيق، ونيكاراجوا.
الإجراءات العالمية الملموسة
يعمل المشروع على تزويد البلدان الشريكة بالأدوات، مثل وثائق التوجيه ومواد التدريب والاستراتيجيات الرامية إلى المساعدة في إنفاذ اللوائح التنظيمية القائمة، وفي الأشهر المقبلة، سيعمل الخبراء في منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة البحرية الدولية مع الشركاء، لتزويدهم بالمساعدة الفنية والتدريب، بالإضافة إلى تيسير الاتصالات في ما بينهم، كما سيعمل على تعزيز الامتثال لصكوك منظمة الأغذية والزراعة ذات الصلة، بما يشمل الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن وسم معدات الصيد، والمبادرة العالمية بشأن معدات الصيد المفقودة أو المتروكة أو المهملة.
وتتولى المنظمة البحرية الدولية تشجيع الشركاء على النظر في اللوائح التنظيمية الواردة في الملحق الخامس بالاتفاقية الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن، الذي يتناول مسألة منع التلوث، التي تمنع التخلّص من المواد البلاستيكية من السفن، بما في ذلك معدات الصيد، في البحر، بالإضافة إلى المعاهدة التي تنظّم التخلّص من النفايات من السفن، وتسمح بالتخلّص من أنواع معينة فقط من النفايات غير الضارة، وهي «اتفاقية لندن»، أو «بروتوكول لندن» للمنظمة البحرية الدولية.
ومن المقرر أن ينصبّ تركيز المشروع على توافر المرافق في الموانئ لتسلّم معدّات الصيد، ومدى اتصالها بالنظم الوطنية لإدارة النفايات، وستتلقى البلدان المشاركة المساعدة في وضع خطط لإدارة النفايات في الموانئ، ويشمل المشروع أيضاً مبادرات رائدة مع منظمات ناشطة في مجال مصايد الأسماك، تقودها النساء، من أجل الحد من استخدام المواد البلاستيكية في مصايد الأسماك، وفي عمليات تجهيز الأسماك وتسويقها، وجمع المواد البلاستيكية لإعادة تدويرها.
ويتمثل جانب رئيسي آخر من جوانب مشروع «الشراكات» (GloLitter)، في إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص، من أجل تحفيز تطوير حلول إدارية فعالة من حيث التكلفة، لمعالجة النفايات البحرية البلاستيكية، بما يشمل سبل الحد من استخدام المواد البلاستيكية في هذه الصناعات، فضلاً عن فرص إعادة تدوير المنتجات أو النفايات البلاستيكية.