«إنني على ثقة من أن الدكتور محمود محيي الدين يجلب المهارات والخبرة والالتزام لبناء زخم أقوى، وتحقيق التحول العميق المطلوب، للوصول إلى مستقبل خال من الكربون»، هكذا وصفت الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، باتريشيا إسبينوزا، قرار الرئاسة المصرية لقمة المناخ اختيار «بطل المناخ» للدورة 27، المقرر عقدها في شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل.

جاء قرار اختيار وزير الاستثمار الأسبق وخبير التمويل الدولي ليكون «بطل المناخ»، أو (Climate Champion) للرئاسة المصرية للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP-27)، بهدف تعزيز التواصل مع الجهات غير الحكومية، وحشد الدعم الدولي لصالح تنفيذ أهداف «اتفاق باريس»، وبما يضمن المساهمة في الجهود التي تقوم بها مصر، بوصفها رئيس الدورة الحالية.

وفي تصريحات سابقة لـ«جسور 2030»، أوضح الدكتور «محيي الدين» أن مسمى «بطل المناخ» ظهر في مؤتمر الأطراف في مراكش بالمملكة المغربية عام 2016 (COP-22)، نتيجة الإدراك الدولي للدور المتنامي الذي تقوم به الجهات غير الحكومية في العمل المناخي، مثل مؤسسات المجتمع المدني، وشركات القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل، ومراكز الأبحاث والجامعات، والتجمعات الإقليمية والمحلية.

وأضاف أن دور «بطل المناخ»، أو كما يسميه البعض «رائد المناخ»، يشمل كل ما هو ليس على مائدة المفاوضات بين الوفود الرسمية لمؤتمر الأطراف، إذ يقوم بعمليات التطبيق والتنفيذ والمساندة للعمل المناخي، باعتبار أن هذا العمل لا يقتصر على الجهات الحكومية، وإنما يؤثر ويتأثر بالمشاركة من قبل الأطراف غير الحكومية، سواء في مجالات التطبيق أو التنفيذ أو التمويل أو الاستثمار.

ووفقاً لإطار «شراكة مراكش للعمل المناخي العالمي»، يمارس «بطل المناخ» للرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف (COP-27) المهام الموكلة إليه بالتنسيق مع نظيره من الدورة السابقة (COP-26) في جلاسكو بالمملكة المتحدة، البريطاني نايجل توبينج، ثم مع «بطل المناخ» للدورة المقبلة (COP-28)، التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2023.

ويتولى «محيي الدين» مهمة «بطل المناخ» للرئاسة المصرية، بالإضافة إلى مهامه الأخرى، إذ يعمل مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة لأجندة تمويل أهداف التنمية المستدامة، كما يعمل مديراً تنفيذياً بصندوق النقد الدولي، وسبق له العمل في عدد من المؤسسات المالية الدولية، حيث شغل موقع النائب الأول لرئيس البنك الدولي لـ«أجندة 2030» للتنمية المستدامة، وسبق له العمل وزيراً للاستثمار في الحكومة المصرية.

ونظراً لأن مؤتمر الأطراف المقبل في شرم الشيخ وضع قضية التمويل على رأس أولوياته، فقد أعلنت الرئاسة المصرية للقمة عن مبادرة غير مسبوقة، لتشجيع الاستثمار في المجالات المتعلقة بالعمل المناخي، ووضع مشروعات المناخ وفرص الاستثمار فيها على طاولة واحدة مع المستثمرين، ومنظمات التمويل الدولية، وبنوك التنمية، وغيرها من الجهات لتحقيق أهداف العمل المناخي.

تتضمن المبادرة، التي يقودها «بطل المناخ»، عقد 5 منتديات إقليمية كبرى في مقار اللجان الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة في أقاليم العالم المختلفة، حيث عُقد المنتدى الخاص بأفريقيا خلال شهر أغسطس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعقُد المنتدى الثاني في بانكوك بتايلاند، لمنطقة «آسيا- باسيفيك» في نفس الشهر، واستضافت مدينة «سانتياجو في تشيلي، المنتدى الثالث في بداية سبتمبر، لمنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، كما استضافت العاصمة اللبنانية بيروت، المنتدى الرابع المخصص للدول العربية منتصف الشهر الماضي، ثم عُقد المنتدى الخامس لمنطقة أوروبا في «جنيف» بسويسرا، في وقت لاحق من نفس الشهر، على أن يتم عرض نتائج هذه الاجتماعات أمام مؤتمر شرم الشيخ.

كما يقود الدكتور «محيي الدين» المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بالمحافظات، التي أعلنها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كمبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة والذكية، في إطار الاستعدادات الجارية لمؤتمر (COP-27)، وضمن الجهود الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفقاً لـ«رؤية مصر 2030»، من خلال الحفاظ على البيئة لتحسين نوعية الحياة، ومراعاة حقوق الأجيال القادمة، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.

الدكتور محمود صفوت محيي الدين من مواليد 15 يناير عام 1965 بمدينة كفر شكر، في محافظة القليوبية، وحصل على بكالوريوس اقتصاد من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1986، بترتيب امتياز مع مرتبة الشرف، حيث كان الأول على دفعته، ثم حصل على دبلوم في اقتصاديات التنمية والتحليل الكمي من جامعة «ورويك» في إنجلترا عام 1989، وماجستير في تحليل السياسات الاقتصادية من جامعة «يورك» في إنجلترا عام 1990، كما حصل على الدكتوراه في اقتصاديات التمويل من جامعة «ورويك» عن موضوع سياسات التحرير المالي في الدول النامية.