شهدت الجامعة البريطانية في مصر فعالية متميزة تمثلت في تنظيم نموذج محاكاة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «COP-30»، بمشاركة واسعة من طلاب يمثلون 47 دولة، و91 جامعة، من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب حضور نخبة من الأكاديميين والمهتمين بقضايا البيئة والتنمية المستدامة.
وقد جسّد هذا الحدث نموذجًا متقدمًا للتفاعل بين المعرفة الأكاديمية والممارسة العملية، عبر تجربة فريدة أتاحت للطلاب محاكاة جلسات التفاوض الدولية حول المناخ، واكتساب فهم أعمق للتحديات التي تواجه الدول، في سعيها لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
وفي إطار الفعاليات المصاحبة لنموذج محاكاة مؤتمر «COP-30»، تم تنظيم معرض بيئي، شهد حضورًا مميزًا لعدد من المشروعات التي يجري تنفيذها من قبل منظمات المجتمع المدني، بتمويل من برنامج المنح الصغيرة، التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP)، ضمن المرحلة السابعة للبرنامج في مصر.
وحرصت جمعية «المكتب العربي للشباب والبيئة»، بصفتها الجهة المستضيفة لبرنامج المنح الصغيرة، على المشاركة في المعرض، من خلال استعراض مجموعة من المشروعات والبرامج التي يقوم المكتب بتنفيذها في مختلف المجالات البيئية، وجذب المعرض اهتمام الزوار والطلاب، حيث مثّل فرصة للتعرف على الجهود التي يقودها المكتب، بالتعاون مع شركائه المحليين والدوليين، لتعزيز مشاركة الشباب والمجتمع المدني في العمل المناخي.
كما شهد المعرض مشاركة مشروع «الإدارة المستدامة للمخلفات البلاستيكية والحد من تغير المناخ»، الذي تقوم بتنفيذه مؤسسة «الرواد للمشروعات والتنمية»، وقدم ممثلو المؤسسة عرضًا توعويًا حول مخاطر الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، ودعوا إلى تبني البدائل القابلة لإعادة الاستخدام، مثل الشنط القماشية الصديقة للبيئة. ولاقت المبادرة تفاعلًا واسعًا من الطلاب، الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في نشر ثقافة الاستدامة، وتقليل الاعتماد على البلاستيك داخل مجتمعهم الجامعي.
كما شارك مشروع «مجتمعات شبابية محلية مستدامة»، الذي يجري تنفيذه بمعرفة «منتدى الحوار والمشاركة من أجل التنمية»، في المعرض، من خلال عرض بوسترات تعريفية بمكونات المشروع، وأوراق عمل توضح أهدافه وأنشطته المختلفة، إلى جانب عرض نماذج من مخرجات ورش الأطفال، التي تضمنت أعمالًا يدوية مبتكرة من إعادة تدوير مخلفات الكرتون والبلاستيك، وساهمت هذه الأنشطة في إبراز الدور التوعوي الذي يقوم به المشروع في تعزيز مفهوم المشاركة المجتمعية لدى الأجيال الجديدة، وتنمية الحس البيئي لدى الأطفال والشباب على حد سواء.
تأتي مشاركة مشروعات برنامج المنح الصغيرة في نموذج محاكاة «COP-30» في إطار جهود البرنامج لنشر الوعي البيئي بين فئة الشباب، ودمج قضايا المناخ والاستدامة في الأنشطة التعليمية والثقافية، خاصةً وأن هذا النوع من الفعاليات يساعد في تعزيز التواصل بين طلاب الجامعات ومنظمات المجتمع المدني، ويفتح أمام الجيل الجديد آفاقًا أوسع للمشاركة الفاعلة في قضايا المناخ والتنمية.
وتبرز أهمية هذا الحضور المتميز في التأكيد على أن المرحلة السابعة لبرنامج المنح الصغيرة لا تقتصر على تنفيذ مشروعات ميدانية فقط، بل تمتد لتشمل نشر ثقافة المشاركة البيئية، ودعم المبادرات الشبابية، التي تسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا واستدامة، تمهيدًا لانخراط أوسع في الجهود الوطنية والعالمية لدعم العمل المناخي.
وبحسب الجامعة البريطانية، فإن نموذج محاكاة «COP-30» يُعد خطوة مهمة في الجهود الأكاديمية لربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، حيث خاض الطلاب تجربة فريدة من نوعها في أول محاكاة من نوعها لمؤتمر الأطراف، من خلال مشاركة الطلاب في تمثيل الدول المختلفة، ونقل صوتها للعالم، وتعلّم عن قرب ما يعنيه حقًا التفاوض من أجل مستقبل كوكبنا.
كما أتيحت للطلاب تجربة حضور المفاوضات العالمية، ومنحهم هذه التجربة فهمًا أعمق للتعقيدات التي تواجه الدول في التعامل مع التحدي المناخي، كما تساعد في بناء جيل قادر على التفكير النقدي، والمشاركة الفاعلة في رسم السياسات البيئية المستقبلية.