كشفت مصادر بريطانية وسعودية عن مشروع مشترك، يُعد الأول من نوعه على مستوى العالم، لإنتاج الطاقة الكهربائية في الفضاء، باستخدام ألواح شمسية عملاقة، بحيث يجري نقل الطاقة المنتجة إلى الأرض، عبر موجات لاسلكية، بهدف تحقيق الهدف الطموح لكلا الدولتين، الذي يتمثل في إنتاج طاقة نظيفة بدون أي انبعاثات كربونية.

ووفق ما ذكرته عدة صحف بريطانية، من ضمنها «ديلي ميل» و«التايمز»، وموقع قناة «العربية»، السعودية، تعتزم الدولتان إطلاق مشروعا مشتركا لإنتاج الطاقة النظيفة في الفضاء، ومن ثم نقلها إلى الأرض للاستفادة منها، ما يوفر مصدراً مستمراً للطاقة على مدار 24 ساعة يومياً، دون إنتاج أي مواد ملوثة للبيئة.

وأشارت التقارير إلى أنه تم اختيار شركة «سبيس سولار» البريطانية المتخصصة في إنتاج الطاقة الشمسية بالفضاء (Space Solar Ltd)، لتنفيذ المشروع الأول من نوعه في العالم، الذي يعتمد على نشر مجموعة من الألواح الشمسية العملاقة في مدار الأرض، على أن يتم تحويل الكهرباء إلى موجات راديو عالية التردد، يمكن نقلها إلى سطح الكرة الأرضية.

ووفق ما أوردت «ديلي ميل»، فإن تصميم محطة الكهرباء الفضائية المقترحة، يتضمن وضع ألواح شمسية بعرض حوالي ميل، وتزن نحو 2000 طن، يتم استخدام مجموعة من الروبوتات لتجميعها ووضعها في مدار الأرض، ويمكن لهذه الألواح التقاط أشعة الشمس على مدار 24 ساعة، بما يعمل على توفير مصدر مستمر للطاقة في جميع الظروف الجوية.

يتضمن المشروع، الذي من شأنه أن يحدث طفرة في إنتاج الطاقة الكهربائية، إنشاء محطة لاستقبال موجات الراديو الصادرة من الألواح الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية، باستخدام هوائي عملاق على شكل شبكة ضخمة، بعرض عدة أميال، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه من المقترح إنشاء محطة الاستقبال في منطقة بحر الشمال.

وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة نشر ألواح شمسية في الفضاء لتوليد الكهرباء، وإعادة إرسالها إلى الأرض، تراود عدداً من خبراء وشركات إنتاج الطاقة منذ أكثر من قرن، إلا أنه لم يمكن تحويلها إلى حقيقة واقعة حتى الآن، ولفتت إلى أن هناك سباق بين عدد من الدول التي تعمل في مشروعات مماثلة، من ضمنها الويات المتحدة واليابان والصين.

وبينما أعلنت بريطانيا عن رغبتها في التعاون مع المملكة العربية السعودية، في تنفيذ هذا المشروع الطموح، وفق ما نقلت الصحيفة، فقد كشفت شركة «سبيس سولار» عن أنها تتعاون مع مدينة «نيوم» السعودية، والتي وصفتها بأنها مدينة جديدة وفريدة من نوعها في العالم، ومن المتوقع أن تحدث طفرة في منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

وكشف تقرير لصحيفة «التايمز» أن مدينة «نيوم» أبدت اهتماماً بمشروع إنتاج الطاقة في الفضاء، وذلك يرجع إلى رغبة السعودية في توفير طاقة خالية من الكربون للمدينة الجديدة، مشيرةً إلى أنه تم تخصيص نحو 4.3 مليون دولار لتطوير المشروع، الذي قد تصل تكلفته الإجمالية إلى مليارات الدولارات، ومن المتوقع انتهاء تنفيذه بحلول عام 2040.

ونقلت عن وزير الأعمال البريطاني، جرانت شابس، قوله إن المملكة العربية السعودية بدأت رحلة طموحة لتحديث اقتصادها ومجتمعها، مما يفتح مجموعة من الفرص للشركات البريطانية المزدهرة، وتصدير الخبرات البريطانية، التي يمكن أن تحول الوصول العالمي إلى الطاقة المتجددة، بما في ذلك الاستفادة بالطاقة الشمسية في الفضاء