وصلت سفينة تابعة لمنظمة «غرينبيس» (Greenpeace) إلى ميناء الإسكندرية، أواخر الأسبوع الماضي، وعلى متنها عدد من الشباب الناشطين في مجال المناخ، من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن رحلة للسفينة «رينبو وريور» بهدف الدعوة إلى إدراج قضية العدالة المناخية على رأس جدول أعمال مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27)، الذي يُعقد في مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل.

ومن المخطط أن تجوب السفينة الشراعية التابعة لمنظمة «غرينبيس» عدداً من الموانئ المصرية، ويعقد الشباب عدداً من اللقاءات مع نشطاء البيئة والمسؤولين في الإدارات المحلية، خلال رحلتها من الإسكندرية إلى شرم الشيخ، مروراً بقناة السويس، كما تتوجه إلى مدينة الغردقة، على ساحل البحر الأحمر، خلال الفترة التي تسبق انعقاد قمة المناخ.

ووصفت المديرة التنفيذية في منظمة «غرينبيس» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غوي النكت، رحلة شباب المناخ بأنها «لحظة دقيقة في تاريخ العمل من أجل العدالة المناخية، خاصةً وأن مؤتمر المناخ في نسخته الـ27 هذا العام، يتم تنظيمه في مصر، ممثلةً لأفريقيا، مما يعطي دوراً رئيسياً لبلدان من الجنوب العالمي كانت أقل مسؤولية عن الانبعاثات، ولكنها الأكثر تضرراً من تأثيرات تغير المناخ».

وشارك عشرات الشباب المتواجدين على متن السفينة في مخيّم «العدالة المناخية»، الذي أقيم مؤخراً في تونس، وامتد لنحو أسبوع، وجمع ما يقرب 400 شاب وفتاة من المدافعين عن المناخ من دول الجنوب، وتُعد جولة السفينة تحت شعار «معاً للعدالة المناخية» بمثابة منصة لرفع أصوات وطموحات «أبطال المناخ»، الذين يعيشون في بعض المناطق الأكثر تضرراً في العالم.

ولفت بيان لمنظمة «غرينبيس» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تلقته «جسور 2030»، إلى أن هؤلاء الشباب الفاعلين في العمل المناخي، يتطلّعون إلى تعزيز التغيير المنهجي حول التكيف مع المناخ، والعدالة المناخية، والوصول إلى مصادر الطاقة، وتفعيل مبادئ الخسائر والأضرار المرتبطة بالتأثيرات غير المتكافئة لأزمة المناخ.

وقالت الناشطة السودانية، وطن محمد، إن «العدالة المناخية تعني إصلاح الضرر الذي يلحق بحياة الناس، بحيث لا يتم إهمال الأشخاص الأكثر تضرراً والمّهمشين منهم»، وأضافت أن الانضمام إلى جولة «معاً للعدالة المناخية» واللقاء مع شباب وشابات من القارة الأفريقية، التي تنتمي إليها، ومن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هو «فرصة لمشاركة قضايا المناخ في أمتنا، والدفع لإيجاد الحلول».

وقال الناشط البحريني، طارق العليمي، مطور أعمال اجتماعية، أحد المشاركين في الجولة البحرية، إنه «أثناء قمة المناخ، نحن بحاجة إلى رفع الصوت عالياً في دعوتنا إلى العدالة المناخية في الدول الجزرية الصغيرة، في الشرق الأوسط وأفريقيا وما وراءها، لأولئك الأكثر ضعفاً، والأقل مسؤولية، ومحاسبة أولئك الذين يتحملون المسؤولية الأكبر عن أزمة المناخ».

وأضافت مسؤولة الحملات في المنظمة، نهاد عواد، وهي متواجدة الآن على متن السفينة ضمن جولة «معاً للعدالة المناخية»، أنه «تقع على عاتقنا مسؤولية التحدث نيابة عن أولئك الذين يقفون على خط المواجهة مع أزمة المناخ، وتقع على عاتق الدول الغنية والمسببين التاريخيين للانبعاثات، مسؤولية توفير التمويل اللازم لجهود التكيّف في الجنوب العالمي، فضلاً عن تعويض الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ».

ومن المقرر أن تنشر منظمة «غرينبيس» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقياً، كجزء من أنشطة حملتها التي تسبق انعقاد قمة المناخ (COP-27) في شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل، تقريراً يسلط الضوء على آثار تغير المناخ على المجتمعات والنظم البيئية في المنطقة.

وأثناء إبحارها أمام مدينة الإسكندرية التاريخية، رفعت السفينة الشراعية «رينبو وريور III»، التي تبحر بطاقة الرياح، برفقة الجهات الشابة الفاعلة في العمل المناخي على متنها، رسالة تدعو إلى «العدالة المناخية»، قبل أن تواصل جولتها البحرية تحت شعار «معاً للعدالة المناخية»، عبر قناة السويس، ضمن قافلة الجنوب، باتجاه خليج السويس والبحر الأحمر.

ولفت بيان المنظمة إلى أنه من المقرر أن تتوقّف السفينة في مدينة الغردقة، على الساحل الشمالي الغربي للبحر الأحمر، من أجل إقامة أنشطة مجتمعية، والانضمام إلى المبادرات البيئية، وذلك في الفترة التي تسبق قمة المناخ، التي تنطلق في شرم الشيخ خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر المقبل، في الوقت الذي يشارك فيه قادة الشباب في أنشطة مؤتمر المناخ.